ُقُتِل مدنيان على الأقل مساء الاثنين في أوكرانيا في ضربات جوية ومدفعية نفذتها روسيا، فيما استهدفت كييف الأراضي الروسية بحوالى عشرين مسيّرة.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 35 مسيّرة مفخخة وصاروخين على شمال البلاد وشرقها ووسطها وجنوبها، مشيرا إلى إسقاط 15 مسيّرة.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يطلب من حلفائه تسليمه المزيد من وسائل الدفاع الجوي، أنه منذ بداية العام "أطلقت روسيا أكثر من 330 صاروخا من أنواع مختلفة ونحو 600 مسيرة هجومية على المدن الأوكرانية".
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "الدفاعات الجوية دمرت ليل الاثنين الثلثاء 21 مسيّرة أوكرانية فوق أراضي جمهورية القرم ومناطق بيلغورود وبريانسك وكالوغا وتولا"، وفق ما نقلت وسائل الإعلام الرسمية، بدون أن تذكر سقوط ضحايا أو وقوع أضرار.
وفي أوكرانيا، أسقطت المسيّرات فوق مناطق جنوب البلاد ووسطها وشمالها.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا حاولت "ضرب منشآت للطاقة والوقود ومواقع مدنية وعسكرية"، بالقرب من خط التماس، بدون ذكر الأضرار الناجمة عن المسيرات التي لم يتم إسقاطها.
كذلك أفادت أوكرانيا عن إطلاق صاروخين من طراز إس-300 على منطقة دونيستك (شرق)، ما تسبب بسقوط قتيل على الأقل في ميرنوغراد بحسب السلطات المحلية.
وقالت النيابة العامة في دونيتسك في بيان إن "امرأة تبلغ من العمر 38 عاما قتلت في الهجوم فيما كانت عائدة من عملها إلى منزلها على دراجة هوائية. وأصيبت امرأة في الخمسين بجروح".
وفي منطقة خيرسون الجنوبية الواقعة على الجبهة والتي تحتل روسيا جزءا منها، قتل رجل وأصيبت زوجته بجروح خلال الليل بقصف مدفعي روسي على قرية بيلوزيرسكا، بحسب النيابة العامة المحلية.
وفي ميكولاييف (جنوب) اشتعلت النيران في شاحنة تنقل حبوبا عند تساقط حطام مسيّرة روسية تم تدميرها ما تسبب بإصابة السائق بجروح، وفق وزارة الداخلية الأوكرانية.
كذلك أصيب رجلان في الـ52 والـ62 من العمر في منطقة خاركيف (شرق) في هجوم بمسيّرة، وفق الحاكم أوليغ سينيغوبوف.
وتواجه أوكرانيا كل ليلة تقريبا هجمات جوية تتضمن أحيانا عشرات الصواريخ والمسيرات تستهدف بصورة خاصة المدن.
وترد القوات الأوكرانية منذ أشهر عدة على الضربات الروسية بشن هجمات بالمسيّرات والصواريخ على روسيا موقعة قتلى بين المدنيين. وتستهدف هذه الهجمات بصورة خاصة منطقة بيلغورود الروسية الحدودية.
إلا أن أوكرانيا تحتاج بخاصة إلى إمدادات إضافية بالذخائر والأسلحة لدفاعاتها الجوية.
والثلثاء، شدد زيلينسكي الذي تهدف بلاده إلى السيطرة على الأجواء في 2024، على أنه "لمقاومة هذا الضغط الإرهابي، من الضروري وجود درع جوي متين، وهذا هو نوع الدرع الذي نبنيه مع شركائنا".
لكن مواصلة المساعدات من الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لأوكرانيا، يبقى رهن المعركة السياسية الداخلية المحتدمة بين الديموقراطيين والجمهوريين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني.
أما الاتحاد الأوروبي، فيعقد قمة الخميس لإيجاد حل بعد فرض المجر فيتو يشل حاليا المساعدات لأوكرانيا.
وفي هذا السياق المتوتر، التقى وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا مع نظيره المجري بيتر سيارتو الاثنين في غرب أوكرانيا في محاولة لتخفيف التوترات.
بعد اجتماع استمر أكثر من ست ساعات، رحب كوليبا بالحوار "البناء" مع سيارتو الذي يقوم بأول زيارة له إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في شباط 2022.
وبعد فشل هجومها المضاد في الصيف، تتعرض القوات الأوكرانية لضغط روسي في أجزاء عدة من الجبهة.
وكثف الجيش الروسي بشكل ملحوظ هجماته على أفدييفكا (شرق). وقُتلت امرأة تبلغ 47 عامًا الثلثاء من جراء القصف، وفقًا للسلطات المحلية.