النهار

دعوات مجالس المدن الأميركيّة تتزايد لوقف إطلاق النار في غزة
المصدر: رويترز
دعوات مجالس المدن الأميركيّة تتزايد لوقف إطلاق النار في غزة
دخان يتصاعد في قطاع غزة (31 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
أظهر تحليل أجرته "رويترز" لبيانات المدن أن نحو 70 مدينة أميركية أصدرت قرارات بشأن الحرب في غزة معظمها يدعو إلى وقف إطلاق النار هناك، مما زاد الضغط على الرئيس جو بايدن قبل الانتخابات العامة المقررة في تشرين الثاني ليساعد في إنهاء القتال الدائر.

وأصدرت 47 مدينة على الأقل قرارات رمزية تدعو إلى وقف القصف الإسرائيلي على غزة، في حين أصدرت ست مدن أخرى قرارات تدعو على نطاق أوسع إلى السلام.
 
وصدر ما لا يقل عن 20 قرار إدانة لهجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، والذي أدى إلى إطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

وصدرت معظم قرارات وقف إطلاق النار عن ولايات ديموقراطية مثل كاليفورنيا، على الرغم من أن 14 قرارا على الأقل جاؤوا من ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، التي قد تكون ذات صوت حاسم في محاولة بايدن للبقاء في البيت الأبيض أمام الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

ورفضت إدارة بايدن الدعوات لوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يدعمه غالبية الشعب الأميركي، قائلين أن وقف العمليات الإسرائيلية من شأنه أن يدعم حماس. ويقول منتقدو قرارات مجالس المدن إنها ليس لها تأثير ملموس على السياسة الوطنية وتشتت الانتباه عن القضايا الداخلية.

وقالت غابرييلا سانتياغو روميرو، عضو مجلس ديترويت الذي صوت لصالح تمرير قرار وقف إطلاق النار في أكبر مدينة في ميشيغان في تشرين الثاني، إن ذلك يعكس الإحباط، بخاصة لدى المسؤولين الشبان والأشخاص الذين يتنمون لمجتمعات الملونين، تجاه بايدن وغيره من قادة الحزب الديموقراطي.

وقالت سانتياغو روميرو "نريد قيادة مستعدة للاستماع إلينا".

وأضافت أنه يتعين على الديموقراطيين "الاستماع إلى الشبان والاستثمار في التنوع وفي الأشخاص الذين تحركهم القيم ويستمعون بالفعل إلى ناخبيهم".

وردا على طلب للتعليق، أشار البيت الأبيض، الذي قال إنه يضغط على إسرائيل لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة، إلى تصريحات سابقة مفادها أن وقف إطلاق النار لن يفيد سوى حماس.

وجمعت "رويترز" بيانات من 70 مدينة أصدرت قرارات أو إعلانات بشأن إسرائيل وقطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول عندما قتل مسلحو حماس نحو 1200 شخص في إسرائيل واحتجزوا 253 رهينة وفقا للإحصاء الإسرائيلي.
 
وجاءت القرارات من المدن الكبرى مثل سان فرانسيسكو ومن أخرى أصغر مثل كاربورو بولاية نورث كارولاينا ومسقط رأس بايدن في ويلمنغتون بولاية ديلاوير.

والعديد من دعوات وقف إطلاق النار صيغت على غرار قرار كوري بوش عضو الكونغرس عن ولاية ميزوري "وقف إطلاق النار الآن" والذي يحث أيضا على إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات لغزة، حيث يقول مسؤولو الصحة إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 26600 فلسطيني.

وخرجت تسع دعوات على الأقل لوقف إطلاق النار من ميشيجان، حيث يمثل العرب الأميركيون خمسة في المئة من الأصوات وكان هامش فوز بايدن في انتخابات 2020 على ترامب أقل من ثلاثة بالمئة. وأظهر استطلاع للرأي أجري في تشرين الأول أن دعم بايدن بين الأميركيين العرب انخفض إلى 17 بالمئة من 59 بالمئة في عام 2020.

وقال دوغلاس ويلسون الخبير الاستراتيجي الديموقراطي في ولاية نورث كارولينا المتأرجحة "هذه (الحرب) ستكون في أذهان الناخبين".

وقال ويلسون "ستكون مشكلة هنا وفي جميع الولايات المتأرجحة بسبب السكان المسلمين في هذه الولايات والسكان اليهود في هذه الولايات والسكان السود وأصحاب البشرة السمراء في هذه الولايات".

وحذر المحللون من أنه على الرغم من أن الكثير قد يتغير قبل انتخابات الخامس من تشرين الثاني، إلا أن الإحباط المحلي من بايدن قد يضر به في صناديق الاقتراع من خلال تراجع الإقبال.

وقالت نادية براون أستاذة العلوم الحكومية بجامعة جورج تاون إن العديد من النشطاء الديموقراطيين "لا يرون التصويت أو القيام بأشياء على المستوى الوطني كوسيلة للحصول مطالبهم".

وأضافت براون "وإذا لم يروا ذلك الآن، فهل سيروا ذلك في نوفمبر؟ لا أعتقد ذلك".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium