قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 280 بجروح جراء حريق هائل نتج من انفجار شاحنة محملة بالغاز ليل الخميس الجمعة في ضواحي العاصمة الكينية نيروبي، حسبما أعلنت السلطات الجمعة.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس، بأنّه تمّت السيطرة على الحريق الذي اندلع قرابة منتصف الليل وحُشد الكثير من عناصر الإطفاء لإخماده، بعد تسع ساعات من اندلاعه.
وكتب المتحدث باسم الحكومة إسحق مايغا موورا عبر منصة "إكس"، إنّ "شاحنة محمّلة بالغاز انفجرت، مثيرة كرة نار هائلة انتشرت بسرعة".
وأضاف أنّ الحريق "ألحق أضراراً بعدد من السيارات والأملاك التجارية، بينها الكثير من الشركات المتوسطة والصغرى. للأسف، اشتعلت النيران أيضاً في منازل سكنية في الحي وكان الكثير من السكان لا يزالون في الداخل لأنها كانت ساعة متأخّرة من الليل".
وأوضح المتحدث أن حصيلة الضحايا بلغت ثلاثة قتلى و280 جريحا نقلوا إلى مستشفيات مختلفة.
- "انفجار ضخم" -
اندلع الحريق، الذي خلف أعمدة ضخمة من الدخان الأسود، حوالى منتصف الليل بالتوقيت المحلي في منطقة إمباكاسي، وأظهرت مشاهد بثها موقع "سيتيزن" الإعلامي كرة هائلة من النار بالقرب من عدة مساكن.
وأفاد صحافي وكالة فرانس برس في الموقع عن احتراق الكثير من المساكن والآليات.
وروى جيمس نغوغي المقيم قبالة موقع اندلاع الحريق لوكالة فرانس برس "كنّا في المنزل وسمعنا انفجاراً هائلاً".
وتابع "اهتزّ المبنى بعنف، تهيّأ لنا أنه سينهار. في البداية لم نعرف حتى ما يجري، كان الأمر أشبه بهزة أرضية. لدي متجر على الطريق دمّر بالكامل".
كذلك قال فيليكس كيروا المقيم في الحي "سمعنا أولا ما يشبه انفجارا قويا سرعان ما تلاه انفجار آخر أقوى. تلك اللحظة هزّت منزلنا فسقط الزجاج وتحطم".
وأضاف "عندها هرعنا في كل الاتجاهات، التقطت ابني الأصغر وركضت معه. لم أعلم إلى أين هرب طفلاي الآخران حتى هذا الصباح، حين تمكنت من معرفة مكانهما وبأنهما بأمان".
وقال "كسرت ساقي ووضعوا لي ضمادات، لكنني بخير".
- "وضع فوضويّ" -
وكانت ستيلا مبيثي بائعة الخضار تستقبل آخر زبائنها حين اندلع الحريق. قالت إنها رأت "كرة نار هائلة في السماء" مضيفة "كان الوضع فوضويا لأن الناس كانوا يصيحون في كل مكان ... سقطت أرضا مرارا ولديّ كدمات، لكن، ثمة أشخاص أصيبوا بجروح بالغة".
وقضى الكثير من سكان المنطقة الليل في الخارج، على ما نقل صحافي من وكالة فرانس برس.
في هذه الأثناء، فرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول موقع الحريق فيما كان مئات الأشخاص يعاينون الأضرار ويبحثون عن أغراض شخصية بين الدمار.
كذلك، اتهم الكثير من سكان المنطقة في تصريحات لوكالة فرانس برس الحكومة بالتقاعس من خلال السماح بتشغيل مرافق تخزين المواد القابلة للاحتراق في حيهم.
وقال المعهد النفطي لشرق إفريقيا الذي يجمع شركات النفط والغاز في المنطقة، في بيان إنه بعد فحص المكان يبدو أن "الانفجار حدث في موقع غير مرخص لتعبئة وتخزين غاز البترول المسال يقع في منطقة سكنية مكتظة".
وأكد أنه تمت مقاضاة صاحب الموقع وبعض زبائنه عام 2020 وإدانتهم في أيار 2023 بسبب المخالفات.
وأعرب عن أسفه لأن "المالك واصل تشغيل مرافق التخزين والتعبئة غير القانونية من دون الالتزام بالحد الأدنى من معايير السلامة وتشغيل موظفي غاز البترول المسال المؤهلين كما ينص القانون، ما أدى إلى هذه الكارثة المؤسفة".
بدورها، قالت هيئة تنظيم الطاقة والبترول الكينية إنها رفضت ثلاث مرات العام الماضي طلبات للحصول على تصريح لإنشاء مصنع لتخزين وتعبئة غاز البترول المسال في موقع الانفجار.
في حزيران 2018، قُتل 15 شخصاً على الأقل وأُصيب أكثر من 70 آخرين في حريق اندلع في أكبر سوق في الهواء الطلق في نيروبي.
وفي عام 2011، قُتل أكثر من 100 شخص في أحد الأحياء الفقيرة في نيروبي إثر وقوع تسرب في أنبوب وقود واشتعال النيران.