يستأنف البرلمان الأرجنتيني، الجمعة، درس خطة الإصلاحات التي طرحها الرئيس الليبرالي المتطرّف خافيير ميلي بعدما عطل الشارع الأرجنتيني الخميس النقاش حول هذا المشروع المثير للجدل مع مغادرة نواب المعارضة الجلسة للحظات تنديدا بـ"قمع" الشرطة للتظاهرات.
وأطلقت قوات إنفاذ القانون مساء الخميس الرصاص المطاطي، كما استخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين وإخلاء الطرق المؤدية للبرلمان، حسبما أفادت وكالة فرانس برس. ووقعت حوادث تدافع من دون أن تتحوّل إلى اشتباكات عنيفة.
وأفادت وسائل إعلام أرجنتينية عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح وإلقاء القبض على شخصين، من دون تأكيد رسمي لذلك.
من جهتها، أفادت نقابة الصحافة في بوينس آيرس عن إصابة حوالى 15 صحافياً بالرصاص المطاطي، أحدهم في الوجه.
ويدرس البرلمان منذ الأربعاء في جلسات ماراثونية، مجموعة الإصلاحات الواسعة والمثيرة للجدل التي اقترحها ميلي، والتي تؤثر على العديد من جوانب الاقتصاد والمجالَين العام والخاص.
وتجري النقاشات على خلفية توتر مستمرّ حيث احتشد متظاهرون تلحكيس بناء على دعوة من الحركات اليسارية المتطرّفة في مواجهة قوة شرطة كبيرة.
وخرج نواب أحزاب المعارضة، خصوصاً اليسار، مساء الخميس من البرلمان لمراقبة الأحداث. وقال النائب ماريانو ديل كانيو "لا يمكننا العمل بهذه الطريقة".
وبعدما عادوا إلى القاعة، طلبوا من دون جدوى تأجيل المناقشة التي استمرّت إلى ما بعد منتصف الليل.
وبعد مواجهة متوترة في وقت متأخر من مساء الخميس بين مجموعات من المتظاهرين وقوات الشرطة، تمّ إخلاء المنطقة المحيطة بالبرلمان حوالى منتصف الليل.
وخرجت تظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص عن السيطرة مساء الأربعاء، ممّا دفع الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع. وألقي القبض على ستة أشخاص ثمّ أُفرج عنهم الخميس.
ومشروع القانون الذي قدّمه ميلي والمعروف باسم "أومنيبوس" هو سلسلة واسعة من الاصلاحات التي تحرر بعض القطاعات وتعتمد التقشف في أخرى ويضم 664 بندا في صيغته الأساسية.
وهو يشمل قطاعات كثيرة ومتنوعة من النظام الانتخابي إلى الخصخصة مرورا بنظام التقاعد والقانون الجزائي والتربية والثقافة. وحذرت المعارضة في مجلس النواب من أن ثلث بنوده تقريباً قد لا تُقر.