أكد نجل الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي لوكالة فرانس برس الثلثاء أن "معنوياتها عالية" بعد تلقيه رسالة منها، في أول تواصل بينهما منذ اعتقالها في انقلاب قبل ثلاث سنوات.
اعتقلت الحائزة جائزة نوبل سو تشي (78 عاما) صباح يوم انقلاب شباط 2021 الذي أنهى تجربة ديموقراطية استمرت 10 سنوات وأغرق الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا في اضطرابات دموية.
وأصدرت محكمة عسكرية حكما بسجن سو تشي لأكثر من عشرين عاما في ما وصفته جماعات حقوقية بمحاكمة صورية تهدف إلى إبعادها عن السياسة.
وقال نجلها كيم أريس عن الرسالة التي تلقاها من والدته تشكره فيها على حزمة الرعاية التي أرسلها لها أواخر العام الماضي "إن معنوياتها عالية كما هو الحال دائما".
وقال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من لندن إن الرسالة التي تلقاها في أوائل كانون الثاني كانت "أول مؤشر حقيقي لدي... الى أنها على قيد الحياة بالفعل".
وتابع "أرسلت محبتها لجميع أفراد العائلة".
وما زالت سو تشي تتمتع بشعبية كبيرة في بورما، وبقيت مختفية عن الانظار منذ الانقلاب، ولم تظهر سوى في صور نشرتها السلطات، خلال محاكمتها.
ونقلت وسائل إعلام محلية أنه خلال محاكمتها التي استمرت أشهرا، عانت الزعيمة البورمية من نوبات دوار وقيء وفي بعض الأحيان لم تتمكن من تناول الطعام بسبب التهاب في الأسنان.
واتهم حزبها، الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية، المجلس العسكري في ايلول الماضي بتعريض حياتها للخطر من خلال حرمانها من الرعاية الطبية.
وأكد ابنها لفرانس برس أن والدته لا تزال تعاني من مشاكل في الأسنان، مضيفا أنه أرسل أدوية وأطعمة غنية بالفيتامينات ضمن حزمة الرعاية لها.
ويقول إنها لا تزال محتجزة في مجمع تم تشييده خصيصا في العاصمة نايبيداو.
وكان الاقتصادي الاسترالي شون تورنيل الذي احتجز في ذات السجن لعدة أشهر، قال العام الماضي لفرانس برس إن المجمع يفتقد لمكيف هواء في ظروف الحر، وكان هناك تسرب خلال الموسم الماطر.
وشغل تورنيل منصب مستشار اقتصادي لحكومة سو تشي، وكان من بين المتهمين في إحدى محاكماتها وتم سجنه في وقت لاحق قبل العفو عنه وترحيله.
وأكد أن سو تشي "كانت قوية بشكل لا يصدق طوال" محاكمتهما موضحا "أعتقد أنها كانت مهتمة بالحفاظ على معنويات الأشخاص، مثلي، الذين يعملون بجانبها، أكثر من اهتمامها بوضعها الخاص".
- انقلاب -
سبق أن أمضت أونغ سان سو تشي حوالى 15 عاما في الإقامة الجبرية في ظل الدكتاتوريات العسكرية السابقة. لكن كان يسمح لها بالاقامة في منزلها العائلي على ضفة بحيرة رانغون حيث كانت تخاطب بانتظام مناصريها الذين كانوا يتجمعون بالمئات على الجانب الآخر من سياج حديقتها.
وأوردت وسائل إعلام محلية أن المنزل الذي كان محط نزاع بين سو تشي وشقيقها، سيُطرح للبيع بالمزاد العلني في الأسابيع المقبلة.
وتعرض حزب الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية لهزيمة ساحقة في حملة القمع الدموية التي شنها المجلس العسكري على المعارضة، حيث تم إعدام أحد المشرعين السابقين في أول استخدام لعقوبة الإعدام في بورما منذ عقود.
ومددت المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما الاسبوع الماضي حال الطوارئ لستة أشهر، مرجئة مرة جديدة الانتخابات التي وعدت بتنظيمها منذ الانقلاب.
وقتل أكثر من 4400 شخص في حملة القمع التي أعقبت الانقلاب وأوقف نحو 25 ألف آخرين، وفقا لمرصد محلي.
واتهم المجلس العسكري أعداءه الذين وصفهم بـ"الإرهابيين" بقتل أكثر من ستة آلاف مدني.
وأدت الاشتباكات إلى نزوح أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء البلاد منذ الانقلاب، بحسب الأمم المتحدة.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
