النهار

قصف إسرائيلي مُكثّف على رفح... بايدن ينتقد الردّ العسكري "المفرط" على هجوم "حماس"
المصدر: "أ ف ب"
قصف إسرائيلي مُكثّف على رفح... بايدن ينتقد الردّ العسكري "المفرط" على هجوم "حماس"
من القصف الإسرائيلي على رفح (أ ف ب).
A+   A-
شنّت إسرائيل غارات مكثفة الجمعة على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة مع تلويحها بهجوم بري حذّرت واشنطن من تبعاته "الكارثية"، بينما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن ردّ الدولة العبرية على هجوم حماس "مفرط".

وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع المحاصر، محور الترقب بشأن المرحلة المقبلة.

في غضون ذلك، يبقى القلق على حاله من احتمال التصعيد إقليميا، خصوصا في شمال إسرائيل حيث سقطت صواريخ ليل الخميس بعد تأكيد الدولة العبرية استهداف مسؤول عسكري في حزب الله بضربة جوية في مدينة النبطية بجنوب لبنان، وفي اليمن حيث شنّ الجيش الأميركي ضربات جديدة على مواقع للحوثيين.
 
 

وأنهى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس جولة إقليمية هي الخامسة له منذ اندلاع الحرب، سعى خلالها للدفع في اتجاه هدنة طويلة تتيح الافراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإيصال المزيد من المساعدات. وتواصل واشنطن العمل للتوصل لصيغة اتفاق بالتعاون مع الدوحة والقاهرة.

على رغم ذلك، يركز الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية على غزة (شمال) وخان يونس وكذلك في الجنوب حيث أمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاربعاء بتحضير هجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود المغلقة مع مصر حيث يقيم أكثر من 1,3 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، غالبيتهم نازحون من مدينتي غزة وخان يونس خصوصا.

وحذّرت الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا في الحرب، من وقوع "كارثة" في رفح. وقال نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إنّ واشنطن "لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه"، محذّراً من أنّ "تنفيذ عملية مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة" نزح إليها مليون شخص، "سيكون كارثة".

وبعد ساعات من ذلك، وجّه بايدن انتقادا ضمنيا نادرا الى إسرائيل. وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي ردّاً على سؤال إن "الردّ في غزة... مفرط"، مؤكدا أنه بذل جهودا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين.
 
من جهته عبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس عن "قلقه" ازاء مثل هذه العملية محذرا من "تداعيات إقليمية لا تحصى" للهجوم على رفح. ورأى أن "عملا مماثلا سيزيد في شكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني".
 
 
 
 

- "لا مكان للذهاب اليه"-
وأفاد شهود وكالة فرانس برس بتسجيل غارات جوية مكثفة ليل الخميس الجمعة في وسط القطاع وجنوبه.

وقال احد سكان رفح ويدعى جابر البرديني (60 عاما) "سمعنا دوي انفجار قوي قرب منزلنا، عثرنا على طفلين ميتين في الشارع".

وأضاف "اذا شنت (اسرائيل) هجوما (بريا) على رفح، سنموت في منازلنا. ليس لدينا خيار، ليس لدينا أي مكان للذهاب اليه".

وأوضح موظف في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) طلب عدم كشف اسمه "لاحظنا في الأيام الأخيرة أن النازحين يفضلون النزوح من المناطق الشرقية الجنوبية في رفح باتجاه المناطق الغربية... يعتقدون أن أي اجتياح سيبدأ من شرق رفح".

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا محتجزين في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتردّ إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27940 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وأعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة عن معارك وقعت الخميس في مختلف انحاء قطاع غزة مشيرا الى ان 15 "ارهابيا" قتلوا خصوصا في خان يونس.

ودعا المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني مجددا الجمعة الى "وقف إطلاق نار إنساني".

 

 
 


- "طفولة مسروقة"-
وكتب على منصة اكس "أكثر من نصف مليون فتاة وفتى لم يعودوا يذهبون إلى المدارس في غزة (...) لقد سُرقت منهم طفولتهم".

بموازاة المسار العسكري، تستمر الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب.

وغادر بلينكن المنطقة الخميس من دون إعلان التوصل الى هدنة طويلة، على رغم تأكيده وجود امكانية لتحقيق ذلك.

وبدأت في القاهرة الخميس مباحثات جديدة تقودها مصر وقطر سعيا للتوصل الى اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، بعد رفض الأخيرة مقترحات للحركة بشأن هذا الاتفاق في وقت سابق هذا الأسبوع.

أكد مسؤول مقرب من حماس لوكالة فرانس برس الخميس أن الحركة ما زالت ترغب في مناقشة وقف إطلاق النار بعد رفض إسرائيل مقترحاتها الأولية.

وتوقع أن تكون "المفاوضات معقدة وصعبة للغاية لكن حماس منفتحة على النقاشات وحريصة على التوصل لوقف العدوان ووقف دائم لإطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة".

الى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ حوالى 30 صاروخاً أُطلقت ليل الخميس الجمعة من لبنان باتجاه شمال الدولة العبرية بعيد ساعات على إصابة قيادي عسكري في حزب الله بجروح خطرة في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة النبطية بجنوب لبنان.

وقال متحدث باسم الجيش "بوسعنا أن نؤكّد أنّ نحو 30 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه منطقتي عين زيتيم ودالتون في شمال إسرائيل"، مؤكدا عدم تسجيل "إصابات بشرية".

وأتى القصف بعيد تأكيد الجيش أنّه شنّ الخميس ضربة جوية استهدفت "قيادياً" عسكريا في حزب الله، يتهمه بالضلوع في الهجمات الصاروخية التي يشنّها على إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة.

الى ذلك، شدد وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر، على ضرورة اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها" لإقامة دولة فلسطينية، خلال اجتماع عقدوه ليل الخميس في السعودية.

وأفاد وكالة فرانس برس مصدران دبلوماسيان مطلعان على التحضيرات للاجتماع، أن الهدف منه كان صياغة موقف عربي موحّد بشأن الحرب.

وأكد المجتمعون "ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، وفق وكالة "واس" السعودية الرسمية.

 

اقرأ في النهار Premium