اجتمعت نساء من جميع أنحاء العالم هذا الأسبوع في شمال البرتغال للتدرّب على الاستخدام التقليدي للنار وتجديد المقاربة المعتمدة في مكافحة الحرائق، في بلد لا يزال يعاني من صدمة الحرائق القاتلة التي شهدها سنة 2017.
في هذه النسخة الأوروبية الأولى من فعاليات "Women's TREX - Traditional Fire Training Exchange"، وهي مبادرة أنشئت في الولايات المتحدة عام 2016، التقت حوالى أربعين امرأة إطفائية أو باحثة من حوالى عشرين جنسية في باريديس دي كورا، على مقربة من الحدود الإسبانية.
وتهدف هذه الاجتماعات إلى "إنشاء شبكات دعم ولحظات تعلم لأشخاص مختلفين للغاية من جميع أنحاء العالم"، وفق ما توضح مديرة البرنامج لينيا كوين ديفيدسون، وهي أيضاً مديرة برنامج حرائق الغابات في جامعة كاليفورنيا، لوكالة فرانس برس.
وتشير كوين ديفيدسون، مرتدية خوذة حمراء وسترة صفراء مقاومة للهب، "من الصعب العمل في هذه البيئة، خصوصاً عندما لا نتماشى مع القالب المعتاد".
وتضيف "لفترة طويلة جداً، كانت إدارة الحرائق حكراً على الرجال فقط، ومن جزء صغير منهم تحديداً. لذلك نتطلع إلى الجمع بين الكثير من الأشخاص المختلفين والأفكار المبتكرة لحل المشكلات وإعادة التواصل مع الأرض والنار كأداة".
وتبادلت المشاركات في هذه المبادرة التي استضافتها الوكالة الحكومية البرتغالية لإدارة حرائق الغابات، المعرفة والخبرات، وأمضين أياماً عدة في إجراء تمارين عملية على مرتفعات المدينة.
- "حريق بيئي أكثر" -
في هذه المنطقة، ترتدي مكافحة الحرائق صعوبة كبيرة بفعل التضاريس الوعرة وكثرة المساحات الحرجية المهملة والشجيرات.
ولكن منذ عام 2017، تحرص السلطات على اعتماد مقاربة جديدة تتجاوز سياسات القضاء التام على مصادر النيران، التي لا تفي بالغرض على صعيد التنوع البيولوجي وديناميكيات الغابات.
وتقول منسقة الوكالة الحكومية البرتغالية لإدارة حرائق الغابات لشمال البرتغال كريستيما أزورارا "ما تتعلمه هاتيك النسوة هنا هو في الأساس استخدام النار التقليدية. النار التي استخدمها أجدادنا لتجديد المراعي وأيضا كوسيلة للسيطرة على المواد القابلة للاحتراق" التي يمكن أن تشتعل أثناء الحرائق.
وباستخدام موقد يعمل بالبنزين، تتجول المشاركات وسط مناظر طبيعية تضم صخورا من الغرانيت من أجل إضرام النار في النباتات الشائكة في المنطقة التي ستصبح مراعي للماشية.
ويقول إيمانويل أوليفيرا المتخصص في الحرائق الريفية في البلدية المحلية "إنه حريق بيئي أكثر".
يوضح المدرب أن "التأثيرات على التربة أقل بكثير، وفي ما يتعلق بالغطاء النباتي، يتيح ذلك لنا إحداث تنوع بيولوجي أكبر في المناظر الطبيعية".
وبعد الحرائق القاتلة في عام 2017، والتي أودت بحياة أكثر من مئة شخص، زادت البرتغال استثماراتها في الوقاية بواقع عشرة أضعاف وضاعفت ميزانيتها لمكافحة حرائق الغابات.
وبذلك تمكنت الدولة الواقع في شبه الجزيرة الأيبيرية من تقليل المساحة المحروقة كل عام خلال الفترة 2018-2022 إلى حوالى ثلث ما كانت عليه خلال السنوات الخمس السابقة، بحسب بيانات الوكالة الحكومية البرتغالية لإدارة حرائق الغابات.