استبعد حزبان رئيسيان في باكستان، الثلثاء، تشكيل أي تحالفات بعد انتخابات أتت نتائجها غير حاسمة، ما يثير احتمال تشكيل حكومة أقلية أو أسابيع من المفاوضات لتشكيل ائتلاف.
ورغم تعرّض حزب حركة الإنصاف الباكستانية بزعامة عمران خان المسجون حالياً، لقمع شديد، إلّا أنّ أداء المرشحين المستقلين الذين دعمهم فاق التوقّعات.
واتهم خان في حديث في جن أديالا- حيث أمضى معظم وقته منذ اعتقاله في آب - كلا من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية وحزب الشعب الباكستاني صاحب المركز الثاني بالفساد.
وقال لمجموعة من الصحافيين كانوا يغطون جلسة استماع إجرائية في السجن خارج العاصمة إسلام أباد "لن نجلس مع حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية ولا مع حزب الشعب الباكستاني".
وازدادت الشكوك في مصداقية الانتخابات بسبب قطع السلطات الاتصالات وخدمة الإنترنت عبر الهواتف النقالة طوال يوم الاقتراع.
وأضاف "سنطعن بتزوير الانتخابات أمام المحكمة العليا في باكستان وسندرس التحالف لاحقا".
وهو من أول التصريحات العلنية لعمران خان منذ اعلان نتائج الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.
حصل المستقلون الموالون لخان على نحو 90 مقعدا من أصل 266 في البرلمان. ويؤكد مسؤولون في حزب حركة الإنصاف أنهم كانوا سيفوزون بمقاعد أكثر لولا تزوير الأصوات.
ولا يمكن للمستقلين تشكيل حكومة رغم حصولهم على العدد الأكبر من المقاعد اذ يجب أن يقوم حزب معترف به أو ائتلاف من أحزاب بتشكيل الحكومة.
وحكم على خان نجم الكريكت السابق الذي قاد باكستان للفوز بكأس العالم عام 1992، هذا الشهر بالسجن لفترات طويلة بتهمة الخيانة والكسب غير المشروع والزواج غير القانوني.
ومنع عمران خان من الترشح للانتخابات.
ويحظى خان الذي وصل إلى السلطة العام 2018 وأطيح في مذكرة حجب ثقة في نيسان 2022، بدعم شعبي واسع في باكستان.
وهو ملاحق في إطار أكثر من 200 قضية منذ إطاحته ويعتبر أن هذه الملاحقات مدفوعة باعتبارات سياسية.
- أزمة -
يبدو تشكيل ائتلاف حكومي بين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية وحزب الشعب الباكستاني- سبق أن شكلا حكومة ائتلافية بعد إطاحة عمران خان من منصب رئيس الوزراء بموجب مذكرة حجب ثقة في نيسان 2022- النتيجة الأكثر ترجيحا.
وبينما يركز حزب الإنصاف على الطعن في شرعية الانتخابات بدلا من التفاوض مع أحزاب اخرى، دخل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية وحزب الشعب الباكستاني في مفاوضات لدخول الحكومة معا.
لكن زعيم حزب الشعب الباكستاني بيلاول بوتو زرداري استبعد الثلثاء ذلك مؤكدا أن حزبه غير مهتم بتحالف جديد مع حزب الرابطة الإسلامية لكنه سيدعم أي حكومة يشكلها في قضايا معينة.
وقال بوتو زرداري "سندعم حزبا سياسيا بدون أن نصبح جزءا من الحكومة".
وتدارك "لكننا سندعم التصويت على رئاسة الوزراء والميزانية والتشريعات على أساس كل قضية على حدة".
وأكد بوتو زرداري، وهو نجل رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو والرئيس السابق آصف علي زرداريـ أنه يرغب في رؤية والده يصبح رئيسا مرة اخرى.
وأضاف "لا أقول هذا لأنه والدي. أقول هذا لأن البلاد تمر بأزمة كبيرة في الوقت الحالي، وإذا كان لدى أي شخص القدرة على إخماد هذه النار، فهو آصف علي زرداري".
وهذا قد يعني أن باكستان قد تقودها حكومة أقلية مكلفة العمل لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة.
مع ذلك، قال شهباز شريف، رئيس الوزراء في الحكومة السابقة وشقيق نواز، الثلثاء إن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية لا يزال منفتحا على إجراء محادثات مع الأحزاب الأخرى.
وقال في مؤتمر صحافي في لاهور "عقدنا اجتماعين (مع حزب الشعب الباكستاني) وربما يكون هناك بضعة اجتماعات أخرى. وبمجرد التوصل إلى قرار، سيتم إبلاغ الأمة".