النهار

القائد الجديد للجيش الأوكراني يزور الجبهة: الوضع "معقّد للغاية"
المصدر: أ ف ب
القائد الجديد للجيش الأوكراني يزور الجبهة: الوضع "معقّد للغاية"
سيرسكي (الى اليمين) يزور مواقع الخطوط الأمامية في مكان غير معلوم في شرق أوكرانيا (14 شباط 2024، أ ف ب).
A+   A-
أعلن القائد الأعلى الجديد للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الأربعاء، أنّ الوضع في ساحة المعركة "معقّد للغاية" في أول زيارة له إلى الجبهة، في حين تحتاج أوكرانيا إلى مزيد من المقاتلين والأسلحة لمواجهة الغزو الروسي.

وقد تزداد صعوبات أوكرانيا في الحرب لعدم تلقيها مساعدات عسكرية أميركية إضافية تشكل أهمية بالغة لتجديد ترسانتها، بسبب الخلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس الأميركي منذ أشهر حول هذه مسألة.

ومع ذلك، يمكن لأوكرانيا أن تعتد بمواصلة إلحاقها خسائر بالأسطول الروسي في البحر الأسود. وأعلن الجيش الأوكراني الأربعاء "تدمير" سفينة حربية روسية قبالة شواطئ شبه جزيرة القرم في البحر الأسود، والتي كانت قد ضمّتها روسيا في العام 2014.

وتزامناً، سلط حلف شمال الأطلسي الضوء على "الخسائر الفادحة" التي لحقت بالأسطول الروسي في البحر الأسود، معتبراً ذلك "نجاحاً كبيراً" للقوات الأوكرانية.

وقال سيرسكي عبر تطبيق "تلغرام"، إنّ "المحتلّين الروس يواصلون زيادة جهودهم كما يفوق عددهم" عدد القوات الأوكرانية، وذلك بينما تكافح أوكرانيا لتجديد صفوف جيشها بعد عامين على بدء الغزو الروسي.

وأضاف "نبذل قصارى جهدنا لمنع العدو من التقدّم في أراضينا وللحفاظ على مواقعنا"، معترفاً بأن قواته تواجه صعوبة في صد الهجمات الروسية المتعدّدة في الشرق.

وعُيّن سيرسكي في منصبه الأسبوع الماضي، إذ دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "تغييرات" بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في صيف 2023.

وتوجه سيرسكي برفقة وزير الدفاع رستم أوميروف الى منطقتي أفدييفكا وكوبيانسك وهما نقطتان من الأكثر سخونة على الجبهة الشرقية، في زيارته الأولى لهما بعد تعيينه في منصب القائد الأعلى الجيش.

- "تقليل" الخسائر -
وقال سيرسكي "نتخذ كلّ الإجراءات الممكنة لتقليل خسائرنا وإنقاذ حياة جنودنا"، مؤكداً أن الجيش الروسي في المقابل "لا يحصي خسائره" في أفدييفكا.

وبحسب الجيش الأوكراني، ينتشر نحو 50 ألف جندي روسي في المنطقة.

ومنذ تشرين الأول، وبعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني، تنفّذ القوات الروسية هجمات وعمليات قصف مكثفة للسيطرة على مدينة أفدييفكا الصناعية التي أصبحت مدمّرة.

ويضيق الخناق على القوات الأوكرانية هناك منذ كانون الثاني.

ووصف رئيس بلدية المدينة فيتالي باراباخ أخيراً الوضع بأنه "خطر وصعب جداً" في بعض الأحياء، وأقر بأن اشتباكات اندلعت في بعض شوارعها.

في المقابل، نجحت أوكرانيا في العام 2023، في إجبار الأسطول الروسي القوي في البحر الأسود على التراجع خصوصا باستخدامها صواريخ ومسيّرات بحرية، ما أدى إلى صدّه وفتح ممر حيوي لتصدير الحبوب الأوكرانية.

وأعلنت كييف مجدداً الأربعاء تدمير سفينة معادية.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على تلغرام "دمّرت القوات المسلحة الأوكرانية ووحدات من الاستخبارات العسكرية سفينة الإنزال الكبيرة سيزار كونيكوف".

ورفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التعليق على هذه الأنباء. ونادراً ما تعترف روسيا بخسائرها.

وقالت إدارة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إنها استخدمت مسيّرات بحرية من طراز "ماغورا في 5" Magura V5 لضرب السفينة قبالة ساحل ألوبكا، ما أحدث "ثقوباً خطيرة" فيها أدت إلى "بدء غرق" السفينة.

- أم وابنها وامرأة حامل -
وأفادت إدارة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بأن هذه السفينة قادرة على استيعاب 87 عنصراً من الطاقم واستُخدمت خلال الحرب ضد جورجيا في العام 2008 ومؤخرًا خلال عملياتٍ روسية في سوريا.

ولم تعلّق وزارة الدفاع الروسية بشأن استهداف السفينة، لكنها أكدت أنها أسقطت ست مسيّرات أوكرانية "فوق مياه البحر الأسود".

وأوردت قناة "ريبار" المقربة من الجيش الروسي على تلغرام والتي يتابعها أكثر من مليون شخص، وقوع الهجوم، قائلةً إن "حجم الأضرار غير معروف".

تزامناً يواصل الجيش الروسي ضرباته على بلدات أوكرانية قريبة من الجبهة.وقُتل ثلاثة أشخاص هم امرأة وابنها وامرأة حامل بقصف روسي طال ليل الثلثاء الأربعاء مستشفى في مدينة سيليدوفه الواقعة قرب دونيتسك في شرق أوكرانيا، حسبما أفادت السلطات المحلية.

والضحايا هم أم تبلغ 36 عاماً وابنها البالغ تسع سنوات وامرأة حامل تبلغ 38 عاماً.

وتواصل أوكرانيا الضغط على حلفائها لتسريع عمليات تسليمها أسلحة وذخائر.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلثاء، أنه "ممتن" لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بعد تبني المجلس الذي تهيمن عليه أغلبية ديموقراطية الثلثاء مشروع قانون يجيز تخصيص مبلغ 60 مليار دولار لأوكرانيا.

لكن حلفاء الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب في مجلس النواب حيث يشكل الجمهوريون الأغلبية، أعلنوا مساء الاثنين رفضهم درس هذا النص بصيغته الحالية. وبدون دعم الجمهوريين، لا يمكن تبني النص.

ودعا الرئيس جو بايدن مجلس النواب الثلثاء الى الموافقة على المشروع، وقال في بيان "ادعو المجلس الى التحرك سريعا في هذا الشأن. إذا لم نقف في وجه الطغاة الذين يسعون الى غزو او تقسيم أراضي جيرانهم، فإن العواقب على الأمن القومي الأميركي ستكون وخيمة".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium