أطلقت شرطة مكافحة الشغب في الهند الغاز المسيل للدموع، الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، لمنع آلاف المزارعين المطالبين بوضع حد أدنى لأسعار محاصيلهم من اجتياز حواجز شديدة الحراسة، لتنظيم مسيرة في العاصمة نيودلهي.
ودعا المزارعون هذا الأسبوع إلى تنظيم مسيرة في دلهي تُذكِّر بتظاهرتهم في 26 كانون الثاني 2021 عندما اقتحموا حواجز الشرطة ودخلوا العاصمة في "يوم الجمهورية"، في خضم نزاع مع الحكومة استمر أشهرا. وكانوا يحتجون حينها على تحرير الأسواق الزراعية.
لكن هذه المرة، منعت السلطات طوابير من مئات الجرارات من الوصول إلى العاصمة من خلال وضع حواجز ضخمة من كتل خرسانية وأسلاك شائكة يحرسها عناصر من الشرطة.
ويطالب المزارعون بتحديد حد أدنى لأسعار المحاصيل وبالحصول على امتيازات أخرى بينها إلغاء ديون.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في شامبهو، على بعد نحو 200 كلم شمال العاصمة على الحدود بين ولايتي البنجاب وهاريانا، حيث توقفت المجموعة الرئيسية من المزارعين، حسبما أفاد مراسلون في وكالة فرانس برس.
وقال موهان سينغ، وهو مزارع يبلغ 65 عاماً من منطقة كابورتالا في البنجاب الواقعة على بعد حوالي 415 كيلومتراً من نيودلهي إن "الشرطة تعاملنا كما لو أننا أتينا من دولة عدوة".
وأضاف "كل ما نريده هو الذهاب إلى دلهي والمطالبة بحقوقنا، لكن أكثر من 150 شخصاً من بيننا أصيبوا بجروح".
وقالت شرطة ولاية هاريانا، في بيان مساء الثلثاء، إن "حجارة ثقيلة" ألقيت على الشرطة وأصيب 24 من عناصرها.
ويتمتع المزارعون في الهند بثقل سياسي كبير بسبب أعدادهم. ويهدّدون بمزيد من الاحتجاجات قبل الانتخابات الوطنية المقررة في نيسان.
ويعيش ثلثا السكان البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة في الهند من الزراعة التي تشكل نحو خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفقاً لأرقام رسمية.
- "سنجتاز كل الحواجز" -
أطلقت قوات الأمن الهندية لليوم الثاني على التوالي الغاز المسيل للدموع الأربعاء لا سيما من طائرات مسيّرة، بينما سعى مزارعون إلى فتح الطرق من خلال إزالة الحواجز بجراراتهم.
وقال المزارع سانتوخ سينغ (65 عاماً) من لوديانا في البنجاب "ننتظر الضوء الأخضر من قادتنا". واضاف "بمجرد الحصول عليه، سنجتاز كل الحواجز".
لكن قادة النقابات الزراعية دعوا إلى ضبط النفس. وصرخ أحد هؤلاء القادة عبر مكبر للصوت "سوف ننتصر في هذه المعركة ونذهب إلى دلهي. لكن علينا أن لا نفقد أعصابنا".
وأقامت الشرطة حواجز على الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة من ولايات البنجاب وهاريانا وأوتار براديش المجاورة. وانقطعت خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة في بعض أجزاء ولاية هاريانا.
وفي بعض الأماكن حُفرت خنادق لعرقلة سير الجرارات، بعدما سعى مزارعون إلى العبور على متن جراراتهم عبر حقول حين لم يتمكنوا من فتح الطرق.
وقال وزير الزراعة أرجون موندا إن قانون الدعم الذي يضمن حداً أدنى لأسعار المحاصيل "لا يمكن إقراره على عجل"، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء بي تي آي الهندية (برس ترست أوف إنديا) الثلثاء.
وأكد موندا أن المناقشات مع النقابات الزراعية مستمرة، داعياً المتظاهرين إلى الحذر ممن يسعون إلى استغلال التظاهرات لتحقيق "مكاسب سياسية".
اندلعت آخر احتجاجات للمزارعين في الهند في تشرين الثاني 2020 احتجاجاً على إصلاح زراعي، واستمرت أكثر من عام حتى خريف 2021، وشكلت أكبر تحدٍ لحكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي منذ وصوله إلى السلطة في 2014. وخلّفت هذه التظاهرات 700 قتيل على الأقل. وألغيت القوانين الثلاثة المتنازع عليها في تشرين الثاني 2021.
وينتحر آلاف المزارعين الهنود كل عام بسبب الفقر والديون وتلف محاصيلهم جراء الأحوال الجوية السيئة. وتزداد ظروف الطقس سوءاً بسبب تغيّر المناخ.