ألحق حزب العمال البريطاني، بزعامة كير ستارمر، هزيمة مزدوجة، الجمعة، بالمحافظين الحاكمين خلال انتخابات تشريعية فرعية، وذلك في ضربة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك في خضم سنة انتخابية.
ورحب كير ستارمر وهو الأوفر حظًا لتولي رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقررة هذه السنة في البلاد، بهذه "النتيجة الرائعة التي تظهر أن الناس يريدون التغيير ومستعدون لمنح ثقتهم إلى حزب العمال الذي تغير".
وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي تولى منصبه قبل 16 شهرًا إن هذه الانتخابات جرت في "ظروف صعبة"، معتبرًا أن كير ستارمر وحزب العمال لا يثيران "حماسًا هائلًا" لدى البريطانيين.
مع هذه النتيجة، تكون الغالبية خسرت عشرة انتخابات فرعية منذ الانتخابات التشريعية في كانون الأول 2019، في أسوأ نتيجة لأي حكومة بريطانية منذ ستينات القرن الماضي.
ودعي الناخبون إلى التصويت في دائرتين يديرهما حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك.
في دائرة ويلينغبورو في وسط إنكلترا، خسر المحافظ بيتر بون مقعده بعدما علق البرلمان عضويته بشبهة سوء السلوك الجنسي.
وفي دائرة كينغسوود في جنوب غرب البلاد استقال النائب كريس سكيدمور احتجاجا على إصدار الحكومة تراخيص كثيرة لاستغلال النفط والغاز في بحر الشمال.
في الدائرة الأولى، حصلت المرشحة العمالية جين كيتشن على 45,8 % من الأصوات فيما حصل داميان إيغن على 44,9% في الدائرة الثانية.
- صعود لليمين المتطرف -
فيما وعد سوناك بإنعاش الاقتصاد، دخلت المملكة المتحدة مرحلة ركود في الربع الثاني من العام الماضي بعدما شكلت نسب الفائدة المرتفعة والتضخم عبئًا كبيرًا على الأسر والشركات.
وأكد كير ستارمر (61 عامًا) أن المحافظين الحاكمين منذ 14 عامًا "فشلوا" و"الركود يثبت ذلك لذا نرى أن الناخبين المحافظين ينتقلون مباشرة إلى حزب العمال".
وقال ستارمر لهيئة "بي بي سي" إنه "فخور" بالعمل الذي تم إنجازه، لكنه أصدر تعليماته لفريقه "بالقتال كما لو أننا متأخرون بخمس نقاط"، في حين تعطي استطلاعات الرأي حزب العمال تقدمًا بحوالى عشرين نقطة.
ويأتي إصراره على تسليط الضوء على التغيير الذي أحدثه الحزب منذ توليه منصبه قبل ما يقرب من أربع سنوات في وقت أطل شبح معاداة السامية برأسه مجددا في حزب العمال، والذي سعى ستارمر إلى القضاء عليهبعد تعليقات صدرت عن مرشحَين اعتُبرت معادية للسامية أو معادية لإسرائيل.
فجُرّد أحدهما من ترشيح حزب العمال قبل الانتخابات التشريعية الفرعية المقرر إجراؤها خلال أسبوعين، فيما عُلّقت عضوية الثاني.
في المقابل، قال نائب رئيس حزب المحافظين جيمس دالي إنه رغم هذه النتيجة "المخيبة للآمال" للغالبية، لا يثير كير ستارمر حماسة كبيرة معتبرًا أن ما من مؤشر يؤكد انتقال ناخبين محافظين إلى حزب العمال.
وشهد الاقتراعان إحراز حزب الإصلاح اليميني المتطرف نتيجة كبيرة إذ حصل على 13% من الأصوات في ولينغبورو و10% في كينغسوود، وهي أفضل نتائج يحققها في انتخابات فرعية.
واعتبر الخبير في استطلاعات الرأي جون كورتيس في حديث مع "بي بي سي" أن هذه النتائج تُظهر أن هذا الحزب "زادت شعبيته" و"ليس سرابًا استحدثته معاهد استطلاعات الرأي".
وأشار إلى أن هذه الانتخابات تعكس "الصعوبات التي يواجهها المحافظون" وأن حزب العمال "في موقع جيد" للفوز بالانتخابات المرتقبة في الخريف.