النهار

انتخابات إقليميّة حاسمة لزعيم اليمين في إسبانيا
المصدر: أ ف ب
انتخابات إقليميّة حاسمة لزعيم اليمين في إسبانيا
ناخب يدلي بصوته في بونتيفيدرا خلال الانتخابات الإقليمية في غاليسيا (18 شباط 2024، أ ف ب).
A+   A-
تكتسب الانتخابات الاقليمية التي تجري الأحد في منطقة غاليسيا الصغيرة في شمال غرب اسبانيا أهمية وطنية إذ تعد حاسمة لزعيم المعارضة اليمينية في معقله، في خضم اضطرابات.

وتنتهي ولاية المجلس التشريعي في غاليسيا في تموز، لكن الحزب الشعبي المحافظ الذي يحكم الإقليم منذ العام 2009، قدّم موعد الانتخابات على أمل أن يعطي فوزه زخماً لحملته في إطار الانتخابات الأوروبية في حزيران.

وبداية كانون الثاني، أكدت استطلاعات رأي أولية فوز الحزب اليميني الرئيسي في اسبانيا بفارق كبير بعدما حكم المنطقة ل36 عاماً منذ حصول  غاليسيا على وضع مستقل قبل 42 عاماً.

ويُذكر أن زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيخو (62 عاماً) من غاليسيا، وقاد المنطقة 13 عاما قبل أن يتولى رئاسة الحزب في العام 2022.

لكن حملة الحزب الشعبي شهدت سلسلة انتكاسات جعلته غير متأكد من أنه سيحافظ على الأكثرية المطلقة، وبالتالي على حكم المنطقة، على الرغم من كونه ما زال يتصدر استطلاعات الرأي، بعدما فاز بـ42 مقعداً من أصل 75 في المجلس التشريعي خلال الانتخابات السابقة في 2020.

إلى ذلك تميّزت الحملة بصعود قوي للحزب القومي اليساري، الكتلة القومية الغاليسية بقيادة الزعيمة المؤثرة آنا بونتون الساعية إلى تولي الحكم بدعم أقلية من الاشتراكيين.

ونهاية الأسبوع الماضي، قبل أسبوع من الانتخابات، أجرى فيخو تغييرًا شاملاً في خطابه بشأن موضوع هيمن على الحياة السياسية الإسبانية منذ الصيف الماضي وهو خطة الحكومة اليسارية للعفو عن الانفصاليين الكاتالونيين المدانين بمحاولة انفصال كاتالونيا الفاشلة في  2016 و2017.

وكان فيخو قد جعل من الرفض التام للعفو محور معارضته لرئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز.

وكان سانشيز وعد بمنح عفو مثير للجدل عن الانفصاليين الكاتالونيين الذين تمت محاكمتهم على خلفية دورهم في قيادة مسعى المنطقة الواقعة في شمال شرق البلاد للاستقلال، مقابل دعم النواب الانفصاليين الكاتالونيين له في تصويت على الثقة في البرلمان منَحَه ولاية جديدة على رأس الحكومة.

- "خسارة في معقله" -
في تعليقات فاجأت أنصاره، أعلن فيخو مؤخراً انفتاحه على العفو عن الانفصاليين الكاتالونيين، بشروط معينة، وذهب إلى حد إعلانه أنه أجرى اتصالات معهم ودرس لفترة وجيزة إمكان صدور عفو عنهم خلال الصيف الماضي قبل أن يستبعده.

ومنذ ذلك الحين يتجنب فيخو تناول هذا الموضوع، بعدما سعى الى إضفاء طابع وطني على الحملة في غاليسيا بشأن العفو.

وستؤدي هزيمة الحزب الشعبي في أحد معاقله الرئيسية في حال حدوثها، إلى نتائج مباشرة تتمثل بإضعاف المعارضة المناهضة لسانشيز على المستوى الوطني.

وقال مدير الدراسات السياسية في شركة إيبسوس إسبانيا خوسيه بابلو فيرانديز هذا الأسبوع في مقابلة على التلفزيون العام "تي في إي" TVE، إن هزيمة الحزب سترتب "تأثيرات واضحة على قيادة فيخو" له.

وقدرت صحيفة لا فانغارديا اليومية الكاتالونية الجمعة أن نتيجة هذه الانتخابات "يمكن أن تعني نهاية فيخو سياسياً، لأنه لا شيء أكثر إيلاماً من خسارةٍ في معقله".

واهتزت صورة فيخو بشكل كبير جراء أداء الحزب الشعبي الضعيف خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 تموز، وفاز بها الحزب ولكن بنتيجة لا تمكّنه من تشكيل حكومة، بعدما توقعت كل استطلاعات الرأي فوزه بفارق كبير.

وتضم غاليسيا 2,2 مليوني ناخب مسجل للتصويت فيها، ولكن يحق أيضاً لأكثر من 475 ألف شخص يعيشون في الخارج ومعظمهم في أميركا اللاتينية التصويت، ويمكنهم حسم هوية الفائز في حال كانت النتائج متقاربة جداً.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium