توفي أليكسي نافالني، أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة في سجن بالقطب الشمالي حيث كان يقضي عقوبة مدتها ثلاثة عقود.
ماذا نعرف عن وفاته؟ وما الذي لا نعرفه؟
* الوفاة
كان نافالني مسجونا في مستعمرة آي.كيه-3 العقابية شمال الدائرة القطبية الشمالية الواقعة في خارب بمنطقة يامالو-نينيتس على بعد نحو 1900 كيلومتر شمال شرق موسكو.
الساعة 02.19 مساء بتوقيت موسكو (11.19 بتوقيت غرينتش) يوم 16 شباط، أعلنت مصلحة السجون الاتحادية في يامالو-نينيتس التي تتمتع بحكم ذاتي وفاته.
وقالت "في 16شباط 2024، في المستعمرة العقابية الثالثة، شعر المدان نافالني إيه.إيه. بتوعك بعد المشي ثم فقد وعيه على الفور تقريبا".
وأضافت "على الفور وصل الطاقم الطبي للمؤسسة، وتم استدعاء فريق الإسعاف".
وتابعت "تم تنفيذ جميع إجراءات الإنعاش اللازمة من دون نتائج إيجابية. أطباء الإسعاف أعلنوا وفاة المحكوم عليه، وجاري معرفة أسباب الوفاة".
ولم تقدم مصلحة السجون أو المسؤولون الطبيون مزيدا من التفاصيل حول وفاته.
* "متلازمة الموت المفاجئ"
وقالت يوليا زوجة نافالني، متحدثة من ميونيخ بعد ساعات قليلة من إعلان وفاته، إنها لا تعرف ما إن كان عليها تصديق هذا النبأ أم لا بسبب ما قالت إنها أكاذيب روسيا.
لكن كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني، أكدت أمس السبت وفاة نافالني.
وقالت يارميش إن والدته ليودميلا (69 عاما) تلقت إخطارا بالوفاة. وأضافت يارميش أن توقيت الوفاة المذكور في هذا الإخطار هو الساعة 02.17 مساء بالتوقيت المحلي (09.17 بتوقيت غرينتش) يوم 16 شباط.
وقال إيفان غدانوف، مدير مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد أمس "عندما وصل محامي أليكسي ووالدته إلى المستعمرة العقابية هذا الصباح، قيل لهما إن سبب وفاة نافالني هو متلازمة الموت المفاجئ".
و"متلازمة الموت المفاجئ" مصطلح مبهم يشير إلى متلازمات مختلفة تؤثر على القلب تسبب السكتة القلبية المفاجئة والموت.
وقال مصدر لم يذكر اسمه لشبكة (آر.تي) الروسية الحكومية إن نافالني توفي بسبب جلطة دموية.
* الجثة
ليس معروفا حتى الآن مكان جثة نافالني.
وأُبلغت والدته بأن الجثة نُقلت إلى مدينة سالخارد القريبة من مجمع السجون، لكن عندما وصلت إلى المشرحة وجدتها مغلقة.
وقالت يارميش إنه عندما اتصل محامي نافالني بالمشرحة، كان الرد أن جثمانه ليس موجودا.
ولاحقا أخبرهم المسؤولون بأن تسليم الجثة لن يتم قبل انتهاء التحقيق على الرغم من أنه قيل لهم في وقت سابق إن التحقيق لم يجد أثرا لشبهة جنائية في وفاته.
وقالت يارميش خلال مقابلة مع رويترز أمس "حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى جثته ولا نعرف على وجه اليقين مكانها ونطالب السلطات الروسية بتسليمها إلى أسرته على الفور".
وقال موظف في مشرحة سالخارد لرويترز إن جثة نافالني لم تصل إليها.
ونقلت صحيفة نوفايا غازيتا عن مصادر لم تكشف هويتها إن الجثة نُقلت إلى مشرحة في مستشفى منطقة سالخارد.
وقالت الصحيفة إن الجثة كانت عليها آثار كدمات تظهر عند الإصابة بنوع من النوبات، فضلا عن آثار محاولات إنعاش القلب. وقالت الصحيفة إن سبب توقف قلبه غير واضح.
وذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية أن فريقا خاصا من المحققين وصل من موسكو. ولم يتضح بعد متى سيتم تشريح الجثة.
* مشكلات صحية
في اليوم السابق لوفاته، ظهر نافالني وهو يمزح في المحكمة عبر رابط فيديو. ومن باب المزاح، طلب نافالني من أحد القضاة إرسال جزء من راتبه الضخم إلى حسابه الخاص.
وذكر موقع سوتا الإخباري الإلكتروني أن جلسة المحكمة انعقدت بعد "مشادة" مع فرد بمصلحة السجون حاول مصادرة قلم نافالني. وكتب نافالني في وقت لاحق يوم الخميس أن قرارا صدر بحبسه انفراديا لمدة 15 يوما.
تتسم السجون الروسية بتطبيق إجراءات بالغة القسوة، وأثار فريق نافالني مرارا مخاوف من تعرضه للأذى أو القتل.
وأودعت السلطات نافالني مرارا في زنزانات عقابية بتهم مختلفة منها ما يتعلق بسلوكه.
ورغم أنه كان يسخر من ظروف سجنه، فإن مستعمرة بولار وولف العقابية تعد واحدة من أقسى السجون في روسيا.
وقال نافالني في كانون الثاني "لم تصل درجة الحرارة إلى أقل من سالب 32 درجة مئوية بعد... لا شيء يجدد نشاطك مثل المشي في يامال الساعة السادسة صباحا".
وأضاف "في درجة الحرارة هذه، لا يمكنك المشي أكثر من نصف ساعة إلا إذا كانت أنفك وأذنيك وأصابعك قادرة على النمو من جديد".
ونشر صورة لساحة المشي الخاصة به وهي محاطة بجدران خرسانية ومغطاة بقضبان معدنية.
وشبه نافالني وضعه بمشهد في فيلم (ذا ريفنانت) أو "المنتقم" حين احتمى البطل ليوناردو دي كابريو في جثة حصان.
وقال "لا أعتقد أن هذا سينجح هنا. ستتجمد الجثة في غضون ربع ساعة... نحتاج إلى فيل، ولا يكون دافئا فحسب بل مقليا".
وأثار نافالني العام الماضي مشكلة نالت بعض التغطية الإعلامية وأظهرت صورة سيئة عن سجون روسيا إذ كشف عن فقدان المسجونين لأسنانهم بسبب سوء التغذية.
وقبل أقل من عام قال فريقه إنه يعاني من آلام شديدة في المعدة في السجن.