النهار

المفاوضات مجمّدة وكذلك خطة احتلال رفح؟... البيت الأبيض يتجه الى صفقة أكبر
المصدر: "النهار"
المفاوضات مجمّدة وكذلك خطة احتلال رفح؟... البيت الأبيض يتجه الى صفقة أكبر
رفح.
A+   A-
فيما لم يخرج الدخان الأبيض عن مفاوضات القاهرة مع الشروط التي طالبت بها حركة حماس، والتي اعتبرها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خيالية، تتركز الأنظار على معادلة جديدة قوامها "غزو رفح"، وما يمكن أن يحدثه هذا الإجراء إذا تم من تغيير في مسار القضية الفلسطينية.
 
وفي الإطار، كشف تقرير للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع، أن "تقارير المفاوضات مع حماس حول صفقة تبادل الأسرى هي أكاذيب يضلل مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من خلالها الجمهور".
 
وأشار إلى أن "إسرائيل جمّدت خطة احتلال رفح، لأن عملية عسكرية كهذه مشروطة بنقل نحو 1.3 مليون نازح في المدينة إلى شمالها، ما يتطلب جهوداً دبلوماسية ولوجستية طويلة ومعقدة".
 
وعلى عكس تقرير "يديعوت أحرونوت"، أفاد أربعة مسؤولين مطّلعين على الخطط الإسرائيلية لوكالة رويترز، أن "إسرائيل تتوقع مواصلة العمليات العسكرية الشاملة في قطاع غزة لمدة تتراوح من ستة إلى ثمانية أسابيع أخرى، وتستعدّ لإجراء مناورة برية في رفح لشنّ غزو بري على المدينة".
 
بينما اعتبر برنياع في تقريره أن "نتنياهو اعتقد أن تشديداً تكتيكياً سيدفع حماس إلى اتخاذ مواقف أكثر ليونة أو العكس، وهلع من تقدم المفاوضات وعمل بشكلٍ استراتيجي على إفشالها، وإذا كان هذا ما يقصده فقد نجح، إذ لا توجد مفاوضات حالياً".
 
وتتزايد الضغوط الداخلية على رئيس الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حماس التي هددت بالانسحاب من المفاوضات في حال عدم إدخال مساعدات عاجلة إلى شمال قطاع غزة. فأكد مصدر قيادي في حماس لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "لا يمكن إجراء مفاوضات والجوع ينهش الشعب الفلسطيني".
 
وأوضح تقرير "يديعوت أحرونوت" أن "القيادة السياسية الإسرائيلية مقتنعة أن معظم الرهائن في غزة لا يزالون على قيد الحياة، وحالتهم الصحية جيدة نسبياً. لكن المشكلة المثيرة للقلق هي حالتهم العاطفية والنفسية بعد نحو 140 يوماً في الأسر وفي حالة هلع دائم، وأي يوم آخر يفاقم هذه المشكلة".
 
كما لفت التقرير إلى "تقديم الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين مقترحات وإهدار طاقات كثيرة في المفاوضات، لكن حماس لم تتجاوب ولم تهلع ولم تستسلم. كما لم يستسلم المستوى السياسي الإسرائيلي للوسطاء". في حين يتحدث نتنياهو كثيراً حول العاطفة والأخلاق والأمن، لكنه يعمل بموجب اعتبارات سياسية داخلية".
 
وأكد أن "البيت الأبيض استبدل صفقة مبادلة الأسرى والمخطوفين الصغيرة، واتجه إلى صفقة أكبر تشمل تحرير المخطوفين والأسرى، إعادة إعمار القطاع، ترحيل حماس بصورة ناعمة، اندماج إسرائيل في حلف مع الدول العربية السنية، معاهدة دفاعية أميركية – سعودية، إنجاز لبايدن مقابل الجناح التقدمي في حزبه، واستئناف المفاوضات حول إقامة دولة فلسطينية".
 
وذكر برنياع في تقريره أن "الأميركيين حوّلوا نتنياهو الذي يعتبر أي تقدم في المفاوضات يهدد استمرارية حكمه".
 
كما قال إن "نتنياهو وافق على إرسال الطاقم الإسرائيلي إلى القاهرة للحفاظ على المظهر فقط أمام العائلات والإدارة الأميركية. وجرى تحييد الطاقم الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالمفاوضات".
 
في السياق نفسه، لم يحدث أي تطور في مفاوضات القاهرة التي تهدف إلى التوصل لوقف إطلاق النار. بينما أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في 14 شباط الجاري أن "مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز اختتم المفاوضات في القاهرة من دون التوصل إلى اتفاق".
 
تأتي هذه التطورات اليوم في ظل تحركات عدة رسمية يجريها نتنياهو للتعبير عن رفض الإسرائيليين لخطة السلام التي تقودها أميركا وبعض الدول العربية، ورفض "الإملاءات الدولية المتعلقة بالتسوية الدائمة مع الفلسطينيين، ومعارضة الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium