النهار

والدة نافالني تطلب من بوتين تسليمها "فوراً" جثمان ابنها
المصدر: أ ف ب
والدة نافالني تطلب من بوتين تسليمها "فوراً" جثمان ابنها
أشخاص يضعون زهورا من أجل نافالني عند حجر سولوفيتسكي في موسكو (20 شباط 2024، أ ف ب).
A+   A-
طلبت والدة المعارض الروسي أليكسي نافالني، الثلثاء، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسليمها جثة ابنها "فوراً"، في حين اتهم انصار المعارض السلطات بإخفاء جثمانه للتستر على "جريمة قتل".

منذ إعلان وفاته في أحد سجون المنطقة القطبية الشمالية في 16 شباط، تحاول والدة نافالني ومحاميه الوصول إلى جثته دون جدوى.

لكن المحققين الروس أكدوا أنهم لن يعيدوا جثته قبل 14 يوما على الأقل من أجل إجراء "معاينة"، بحسب فريق الخصم. ومن الممكن تمديد هذه المهلة لأسابيع، على ما افاد محامون.

وفي مقطع مصور نُشر الثلثاء، خاطبت والدة المعارض ليودميلا نافالنايا الرئيس الروسي مباشرة لتحقيق مرادها، في حين لم يعلّق بوتين على وفاة خصمه الرئيسي بعد ثلاث سنوات أمضاها في السجن.

وقالت ليودميلا في مقطع الفيديو الذي تم تصويره بالقرب من السجن حيث توفي ابنها "أناشدك يا فلاديمير بوتين، حل القضية بيدك وحدك. دعني أرى ابني أخيرا. أطالب بتسليم جثمان أليكسي فورا كي أتمكن من دفنه بطريقة إنسانية".
 

 

- "دعونا ندفنه"-
ولم يرد الكرملين على الفور، لكنه رفض الثلثاء اتهامات أرملة المعارض التي قالت فيها إن الرئيس الروسي مسؤول عن موته.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بالطبع إنها اتهامات باطلة وفظة بحق رئيس الدولة الروسية. لكن نظرا الى ان يوليا نافالنايا باتت أرملة قبل بضعة أيام، لن أعلق" على الأمر.

ردت يوليا نافالنايا على حسابها في موقع "إكس" (تويتر سابقاً) "لا اكترث لكيفية تعليق المتحدث باسم القاتل على كلامي. أعيدوا جثة أليكسي ودعونا ندفنه بشكل لائق، ولا تمنعوا الناس من توديعه".

وفي مقطع فيديو نُشر الاثنين، تعهدت نافالنايا مواصلة عمل زوجها ونضاله.

وكانت منصة "إكس" قد علقت الثلثاء لنحو ساعة حساب نافالنايا الذي أنشأته الاثنين بعد اعلانها تولي مهام زوجها، بسبب انتهاك قواعد الاستخدام.

وحضرت نافالنايا الاثنين اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي دعت خلاله الدول الـ27 إلى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في منتصف آذار والتي يفترض أن تشهد بقاء الرئيس الروسي في السلطة لولاية جديدة، في غياب أي معارضة.

- "زعيم عصابة" -
في روسيا، تم قمع المحاولات الخجولة لتوجيه تحية لذكرى المعارض الراحل، في أوج حملة تضييق وقمع تقوم بها السلطات منذ غزو أوكرانيا في شباط 2022.

واعتقلت الشرطة الروسية نحو 400 شخص في حوالى أربعين مدينة كانوا يرغبون في وضع الزهور واضاءة الشموع تكريما لنافالني.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين الثلثاء أن هذه الاعتقالات مبررة، مشيراً إلى أن "رجال الأمن يتصرفون ضمن إطار القانون".

من جهة أخرى، وصف بيسكوف قيام بوتين الاثنين بترقية كبار المسؤولين في إدارة السجون بأنه إجراء روتيني، بعد ثلاثة أيام من وفاة خصمه، قائلا "إنها "اجراءات طبيعية".

توفي المعارض الروسي والخصم الأول للرئيس فلاديمير بوتين الجمعة عن عمر يناهز 47 عاماً، في سجن الدائرة القطبية الشمالية في منطقة يامال حيث كان يمضي حكماً بالسجن 19 عاماً بتهمة "التطرف".

وكان نافالني قد سُجن منذ عودته إلى روسيا مطلع العام 2021، وتدهورت حالته الصحية منذ أشهر. خلال فترة سجنه أمضى حوالى 300 يوم في السجن التأديبي حيث الظروف قاسية.

وأثارت وفاة نافالني موجة تنديد واسعة في الغرب الذي حمّل السلطات الروسية مسؤولية وفاة المعارض داخل سجنه.

وفي باريس، طالبت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان الثلثاء بفتح "تحقيق مستقلّ ومعمّق" بوفاة المعارض الروسي.

وتعهد المعارض الروسي إيليا إياشين المحكوم عليه بالسجن ثماني سنوات ونصف سنة لإدانته الهجوم على أوكرانيا، بمواصلة معركته.

وفي رسالة نشرها اقرباؤه على وسائل التواصل الاجتماعي الثلثاء قال إنه "مقتنع" بأن فلاديمير بوتين "أمر" بقتل صديقه القديم أليكسي نافالني.

وتابع المعارض "في ذهنية بوتين، هذه هي الطريقة التي تثبت فيها السلطة وجودها، بالقتل والقسوة والانتقام الواضح. هذا التفكير ليس تفكير رجل دولة. إنه تفكير زعيم عصابة".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium