قلّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك وساماً روسياً رفيعاً، وفق ما أفاد الكرملين، في أحدث إشارة إلى العلاقات الوثيقة بين الزعيمين.
ومنح بوتين دوديك وسام ألكسندر نيفسكي الذي يعد من أرفع الأوسمة الروسية خلال اجتماع في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الروسية.
وتلقى دوديك الوسام "لمساهمته في تطوير التعاون بين الاتحاد الروسي والبوسنة والهرسك وتعزيز الشراكة مع جمهورية صربسكا"، وفقاً لبيان الكرملين وتقرير بثه تلفزيون جمهورية صربسكا الرسمي "آر تي آر اس".
وروسيا حليف تاريخي لصربيا والصرب، لكن العلاقة الوثيقة بين دوديك وبوتين أثارت المخاوف، خاصة وأن دوديك يعارض منذ أشهر هيكلية الحكم في البوسنة بعد الحرب.
كما تعهد دوديك بمواصلة معارضة أي خطوات لتقريب البوسنة من حلف شمال الأطلسي "رغم الضغوط المستمرة".
وقال بحسب ما نقل عنه تلفزيون صربسكا الرسمي "ليس من المنطقي ولا الطبيعي أن نقبل عضوية حلف شمال الأطلسي".
وأشاد بوتين بالعلاقات "طويلة الأمد" و"البناءة تماماً" بين موسكو وجمهورية صربسكا، قائلاً "اتوقع إلى حد كبير أن نفعل المزيد في علاقاتنا"، وفق الكرملين.
وأضاف "نعلم أن الوضع في الجمهورية ليس سهلاً. نحن مستعدّون لمناقشة هذا الأمر أيضاً".
ويتصاعد التوتر في البوسنة منذ أشهر عقب توقيع دوديك على قانون مثير للجدل يرفض الاعتراف بالقرارات التي اتخذها الممثل الأعلى الدولي للبوسنة والمحكمة الدستورية.
والممثل الأعلى مكلف بالإشراف على تنفيذ اتفاقية دايتون التي أنهت الحرب الأهلية في البلاد.
وجرّاء رفضهم فكرة استقلال البوسنة التي أرادها البوسنيون والكروات مع تفكك يوغوسلافيا أوائل التسعينات، أعلن زعماء سياسيون لصرب البوسنة في 9 كانون الثاني 1992 "جمهورية صرب البوسنة" (صربسكا). وبعد ثلاثة أشهر، اندلع صراع طائفي استمر حتى 1995 وخلّف نحو مئة ألف قتيل.
وضعت اتفاقية دايتون للسلام التي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى في 21 تشرين الثاني 1995 في قاعدة دايتون الجوية بالولايات المتحدة ثم في باريس في الشهر التالي، حداً للحرب الطائفية.
وكرّست هذه الاتفاقية تقسيم يوغوسلافيا السابقة إلى كيانين مستقلين بحكم ذاتي، هما كيان صربي (جمهورية صربسكا) وآخر كرواتي-بوسني وتربطهما حكومة مركزية ضعيفة.
ومن بين سكان البوسنة البالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة، يعيش 1,2 مليون شخص في جمهورية صربسكا التي تشكّل أراضيها نصف مساحة البوسنة تقريباً.
وكان دوديك، حليف الكرملين الخاضع للعقوبات الأميركية، يتمتع بنفوذ هائل على جمهورية صربسكا لسنوات، وكثيراً ما أثار توترات عرقية وهدد بالانفصال.