النهار

بوتين يشيد بالجنود الروس "الأبطال" الذين يحاربون في أوكرانيا... واشنطن تفرض عقوبات جديدة على موسكو
المصدر: أ ف ب
بوتين يشيد بالجنود الروس "الأبطال" الذين يحاربون في أوكرانيا... واشنطن تفرض عقوبات جديدة على موسكو
بوتين خلال مراسم وضع أكاليل على قبر الجندي المجهول بجوار جدار الكرملين في موسكو، خلال الاحتفال بيوم المدافع عن الوطن (23 شباط 2024، أ ف ب).
A+   A-
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بـ"الأبطال" الذين يحاربون في أوكرانيا وبإعادة تسليح الجيش الروسي، لمناسبة الاحتفال بيوم القوات المسلّحة الروسية، عشية الذكرى الثانية لبدء الحرب على أوكرانيا.

تحتفل روسيا في 23 شباط بيوم المدافعين عن الوطن. ويأتي هذا الاحتفال السنوي فيما حقق الجيش الروسي عدة نجاحات في أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة.

وفي مقطع فيديو تم بثه الجمعة، أشاد فلاديمير بوتين بـ"المشاركين في العملية الخاصة" في أوكرانيا، معتبرا أنهم "يقاتلون من أجل الحقيقة والعدالة".
 

وأضاف "أنتم أبطال شعبنا الحقيقيون"، وعلى غرار كل عام زار الرئيس الروسي ضريح الجندي المجهول أمام أسوار الكرملين.

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة تفاصيل عقوبات جديدة على موسكو، رغم أنّ الإجراءات الانتقامية التي اعتمدتها خلال العامين الماضيين لم تفلح في إيقاف الحرب الروسية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان الجمعة "إذا لم يدفع بوتين ثمن الموت والدمار اللذين يتسبب فيهما سيواصل" ذلك.

وأعلن بايدن عن عقوبات تستهدف أفراداً مرتبطين بسجن المعارض أليكسي نافالني، الذي توفي في 16 شباط الماضي، و"آلة الحرب الروسية" ونحو مئة كيان يساعدون موسكو في الالتفاف على العقوبات.

- إعادة تسليح -
يأتي ذلك بينما يواجه الجيش الأوكراني وضعاً "صعباً للغاية" على الجبهة، وفقاً للرئيس فولوديمير زيلينسكي. واضطرّ الأخير إلى سحب قواته من مدينة أفدييفكا (شرق) الأسبوع الماضي، في مواجهة الهجمات الروسية.

وفي السياق، حثّ زيلينسكي الكونغرس على المصادقة على المساعدات في مقابلة بُثّت الخميس على قناة فوكس نيوز الأميركية المقربة من المحافظين الذين يعرقلون إقرار حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار.

في الأيام الأخيرة، عبر بوتين مرارا رضاه عن الوضع فقلّد جنوداً أوسمة واستقل قاذفة استراتيجية. وكان بوتين وجّه جزءاً كبيراً من الاقتصاد الروسي نحو المجهود الحربي، عبر زيادة إنتاج المعدّات العسكرية وتجنيد مئات آلاف الجنود.

وقال الجمعة "في السنوات الأخيرة، قامت الشركات في المجمع الصناعي العسكري بزيادة إنتاج الأسلحة وتسليمها للقوات" الروسية.

كذلك، أشاد بتسليم صواريخ ومسيّرات ومركبات مدرّعة ومدفعية وأنظمة دفاع جوي. وقال "بناء على خبرتنا القتالية الحالية، سنواصل تعزيز القوات المسلّحة".

وقبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقرّر إجراؤها بين 15 آذار و17 منه، تقترب الذكرى السنوية الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا في وقت بات بوتين في وضع أفضل بكثير، بعدما شهد العام 2022 فشل الهجوم على كييف وانتكاسات مذلّة.

وشكّلت السيطرة على مدينة أفدييفكا الواقعة في الجزء الشرقي من أوكرانيا بعدما واجهت هجمات روسية عدّة منذ تشرين الأول، مناسبة بالنسبة إليه لتقديم نفسه على أنّه منتصر.

- ماريينكا "نقطة ساخنة" في الشرق -
في المقابل، يزور مسؤولون غربيون أوكرانيا الجمعة لإظهار الدعم السياسي، رغم أن مسألة تسريع عمليات تسليم الأسلحة لم تحل بعد.

ووصلت رئيسة الوزراء الدانماركية ميتي فريدريكسن إلى مدينة لفيف (غرب)، بحسب ما قال زيلينسكي. كما يزور السيناتور الأميركي تشاك شومر المدينة.

من جهتها، أعربت الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيجينوفيتش بوريتش عن تضامنها مع أوكرانيا، وقالت "نحيي ذكرى لم يرغب أحد في رؤيتها".

وأكدت في بيان مشترك مع مسؤولين آخرين في المجلس الحقوقي الذي يتخذ مقرا في ستراسبورغ بفرنسا، "الدعم الثابت لاستقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها".

تم إنشاء مجلس أوروبا الذي يضم 46 دولة عضوا، لمراقبة وضع حقوق الإنسان في أوروبا ودعمها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وقد جرد روسيا من عضويتها إثر بدء الحرب في أوكرانيا.

ردا على العقوبات الأوروبية الجديدة التي استهدفت خصوصا ثلاث شركات صينية تعاملت مع الجيش الروسي، أعلنت الخارجية الروسية الجمعة أنها وسعت قائمتها لمسؤولي الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول روسيا.

في الأثناء، استمرت الهجمات على كييف، إذ أعلنت هيئة الأركان العامّة في تقريرها اليومي الجمعة عن هجمات ليلية بطائرات مسيّرة وصواريخ روسية على البلاد، موضحة أنّ نظام الدفاع الجوي الأوكراني أسقط 23 مسيّرة.

من جهتها، أفادت الشرطة عن مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم ليلي على أوديسا (جنوب).

وقال الجيش الأوكراني الجمعة إن الجيش الروسي نفذ أيضا نحو مئة هجوم خلال الساعات ال24 الماضية على الجبهة الشرقية، نصفها تقريبا حول مارينكا، وهي "نقطة ساخنة" جديدة مع منطقة أفدييفكا.

رغم أنّ روسيا تكبّدت خسائر فادحة للغاية بسقوط نحو 120 ألف قتيل وفق مصادر أميركية، إلّا أنّها تمكّنت من تجنيد ما يقرب من نصف مليون عنصر في العام 2023 ونحو 53 ألفاً آخرين في كانون الثاني 2023، بحسب الأرقام الرسمية.

في المقابل، تتراكم المشاكل بالنسبة إلى أوكرانيا التي تضرر جيشها كثيرا بسبب هجومها المضاد في صيف العام 2023، وأصبحت غير قادرة على تجديد صفوفه، رغم تسجيلها في الأسابيع الأخيرة نجاحات في البحر الأسود.

على الجبهة، يعاني الجنود المنهكون بعد عامين من القتال، من نقص حاد في ذخيرة المدفعية، في ظلّ تأخّر المساعدات الأوروبية وبينما أصبحت المساعدات الأميركية موضع تشكيك في ظلّ عرقلتها من جانب الحافظين في البرلمان.

وقال أوليكسي وهو جندي مشاة عائد من الخنادق المحفورة على مسافة ليست بعيدة عن أفدييفكا، "ليس لدينا الأسلحة التي يملكونها. كما تعلمون، لديهم مصانع تنتجها. ونحن؟ نحن نستجدي الأسلحة".

وفي كييف، أكدت المتقاعدة نينا لوكالة فرانس برس أن أوكرانيا "لم تستسلم" بعد عامين من القتال، قائلة "لقد تعلمنا الصمود، وأن نكون أقوى وأن نؤمن".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium