قال ثلاثة من السكان إن 15 مدنيا على الأقل، بينهم أطفال ومسنون، قتلوا في قصف جوي على إقليم أمهرة في إثيوبيا حين أُصيبت شاحنة كانت تقلهم إلى قرية هذا الأسبوع.
وقال الأفراد الثلاثة الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إن القصف وقع يوم الاثنين على بعد نحو 24 كيلومترا من موقع تقاتل فيه القوات الإثيوبية ميليشيات.
وأضافوا أن بعض القتلى كانوا يفرون من الاشتباكات، بينما كان آخرون في طريق عودتهم إلى منازلهم بعد مراسم تعميد.
ولم يرد متحدثون باسم الحكومة والجيش الإثيوبي ومكتب رئيس الوزراء أبيي أحمد على طلبات التعليق.
وتقاتل القوات الإثيوبية ميليشيات فانو منذ تموز الماضي في صراع أودى بحياة أكثر من 200 شخص، بحسب تقارير الأمم المتحدة العام الماضي.
وقال السكان الثلاثة إن الهجوم الذي وقع يوم الاثنين أصاب شاحنة كبيرة كانت تقل عشرات الأشخاص في منطقة شمال شوا في أمهرة. ولم يتسن التحقق من روايتهم بشكل مستقل.
وقال كاهن "سمعنا في البداية انفجارا وكانت المنطقة يلفها الدخان والغبار... جمعنا 15 جثة. كنا (بكلام أكثر دقة) نجمع أشلاء ممزقة. تناثرت الأيدي والأرجل والرؤوس في كل مكان".
وأضاف الكاهن أن أكثر من 20 شخصا أصيبوا في القصف نقلوا إلى مستشفى وأنه يعتقد أن إجمالي عدد القتلى أعلى بكثير.
وقال أحد السكان إنه فقد 10 من أفراد أسرته في القصف، وإن 30 شخصا على الأقل قتلوا. وأضاف أن سكان القرية أخبروه أنهم رأوا، قبل الانفجار مباشرة، طائرة مسيرة صغيرة تحلق في المنطقة.
وقال الثالث إن ابنه وزوجة ابنه كانا من بين 20 شخصا على الأقل قتلوا في القصف.
وتوسع الجيش الإثيوبي في استخدام الطائرات المسيرة في القتال، وفقا للجنة حقوق الإنسان الإثيوبية المعينة من الدولة.
ووثقت اللجنة مقتل 81 مدنيا على الأقل قالت إنهم لاقوا حتفهم في ضربات بطائرات مسيرة أو في قتل خارج نطاق القانون نفذه أفراد من قوات الأمن الحكومية. ولا يعرف عن رجال الميليشيات أن لديهم قوات جوية.
ولا ترد الحكومة الاتحادية عموما على طلبات التعليق على انتهاكات الجيش المزعومة، لكنها تنفي بعض الادعاءات المحددة من السكان ولجنة حقوق الإنسان الإثيوبية.
وقالت الحكومة إن الإجراءات العسكرية في أمهرة تستهدف إقرار القانون والنظام وحقوق المواطنين.
وفي مقطع مصور نشرته وسائل التواصل الاجتماعي لما تزعم أنه مكان هجوم يوم الاثنين، يمكن رؤية جثث كثيرة ملطخة بالدماء على الأرض بجانب شاحنة باللونين الأبيض والأخضر لحقت بها أضرار شديدة.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة المقطع.
واندلع صراع أمهرة بعد أقل من عام من توصل الحكومة إلى اتفاق سلام في تشرين الثاني 2022 لإنهاء حرب أهلية استمرت عامين في منطقة تيغراي المجاورة وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف.
وقاتل رجال ميليشيات فانو إلى جانب الجيش ضد قوات تيغراي في الصراع، لكنهم اتهموا منذئذ الحكومة الاتحادية بمحاولة تقويض أمن أمهرة، وهو ما تنفيه الحكومة.