نظم مئات المتظاهرين الفيلبينيين مسيرة في شوارع مانيلا، الأحد، في ذكرى الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس فرديناند ماركوس وتعهدوا منع ابنه من إرساء ديكتاتورية جديدة.
فاز ماركوس الابن بالرئاسة بأغلبية ساحقة عام 2022، بعد حوالى أربعة عقود من انتفاضة "سلطة الشعب" التي أنهت حكم والده الراحل الذي استمر 20 عاما ودفعت بالعائلة الى المنفى في الولايات المتحدة.
فيما لا زال ماركوس الابن يحظى بشعبية، فان حملته لتغيير دستور عام 1987 أثبتت أنها مثيرة للانقسام.
يحذر منتقدو هذه الخطوة من ان هذه الجهود قد تؤدي إلى إلغاء القيود المفروضة على فترات الولاية، حيث يُسمح للرؤساء حاليا بولاية واحدة فقط مدتها ست سنوات.
وقالت الخبيرة الاقتصادية روزاريو غوزمان (58 عاما) لوكالة فرانس برس إن "موضوع هذا الاحتجاج هو رفض خطوات ماركوس لتغيير الدستور وهي خطوة للبقاء في السلطة... وهو ما حدث قبل 38 عاما" مشيرة الى انها شاركت أيضا في انتفاضة 1986.
وعلى لافتة عرضت خلف نعش أسود رمزي حمل شعار "الحرية والديموقراطية"، كُتب "لا لتغيير الميثاق".
يؤكد ماركوس أنه يسعى في المقام الأول إلى تعديل الأحكام الاقتصادية للميثاق للسماح بمزيد من الاستثمارات الأجنبية، وخلق المزيد من فرص العمل.
وقال إن الجوانب السياسية بما يشمل حدود الولاية، يجب معالجتها لاحقا.
بحسب شرطة مانيلا فان مئات الاشخاص انضموا الى تظاهرة الأحد، وهو عدد ضئيل جدا مقارنة بالحشد الذي شل الجادة الرئيسية في العاصمة على مدى أربعة أيام في شباط 1986 الى حين سحب الجيش دعمه لماركوس الأب.
تقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان إن نظام ماركوس الأب قام بسجن وتعذيب أو قتل عشرات الآلاف من المعارضين بينهم زعماء دينيون وصحافيون وناشطون طلابيون فيما أدى الفساد إلى إفقار البلاد.
في مسيرة الذكرى الثامنة والثلاثين، قال المتظاهر جيو دي ساغون البالغ من العمر 21 عاما إنه شعر وكأنه "يشاهد التاريخ يعيد نفسه".
ارتدى بعض المتظاهرين قبعات وقمصانا كتب عليها "لن يحدث مرة أخرى".
في احتفال رسمي صغير بمناسبة الذكرى السنوية في مانيلا، رفعت مجموعة من موظفي الحكومة أعلام الفيليبين بعد وضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري لسلطة الشعب. لم يحضر أي من كبار المسؤولين الحكوميين.
عاد ماركوس الابن وعائلته الى الفيليبين بعد وفاة والده في عام 1989، وبدأ مسيرة العودة السياسية.
كان فوزه بالرئاسة مدفوعا بحملة تضليل إعلامي ضخمة عبر الإنترنت صورت الفترة التي قضاها والده في منصبه على أنها عصر ذهبي.
ونال منذ ذلك الحين الثناء على ابتعاده عن حرب المخدرات الوحشية التي شنها سلفه رودريغو دوتيرتي والتي خلفت آلاف القتلى.
في ظل حكومة ماركوس الابن، تم إطلاق سراح الناشطة الحقوقية والمعارضة الصريحة لدوتيرتي، ليلى دي ليما بعد حوالى سبع سنوات في السجن.
وقالت للصحافيين الأسبوع الماضي، "في عهد (ماركوس الابن)، حصلنا على الفرصة للاستفادة من المساحة الديموقراطية في المرحلة الانتقالية من النظام الاستبدادي المتمثل بحكم دوتيرتي".
وأضافت، "هذا متنفسنا من سبع سنوات من الكابوس الذي اعتقدنا أنه انتهى عام 1986".