النهار

شرطيّة باكستانيّة تنقذ سيّدة من حشد اتهمها بالتجديف... "الجموع الدينيّة مشحونة دائماً"
المصدر: أ ف ب
شرطيّة باكستانيّة تنقذ سيّدة من حشد اتهمها بالتجديف... "الجموع الدينيّة مشحونة دائماً"
الشرطية سيدة شهربانو نقفي خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في مكتبها في لاهور (27 شباط 2024، أ ف ب).
A+   A-
روت شرطية أنقذت امرأة متهمة بالتجديف من حشد يضم 200 رجل في شرق باكستان، كيف اضطرت إلى التفاوض معهم لقيادتها إلى بر الأمان.

وكانت المرأة، التي لم يتم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، محاطة في أحد مطاعم لاهور من رجال زعموا خطأً أن قميصها مزين بآيات من القرآن.

يعدّ التجديف مسألة حسّاسة في باكستان ذات الغالبية المسلمة حيث يمكن لأيّ شخص يعتبر أنه أهان الإسلام أو شخصيات إسلامية أن يواجه عقوبة الإعدام.

وكانت سيدة شهربانو نقفي، مساعدة المشرف في شرطة البنجاب، من بين أوائل الضباط الذين وصلوا إلى مكان الحادث الذي وقع الأحد.

وقالت نقفي لوكالة فرانس برس "كان الحشد مشحونا للغاية، وكانوا يرددون شعارات. وكانوا يتحدثون عن كيفية معاقبة الأشخاص الذين يرتكبون التجديف".

وانتشر مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت فيه السيدة تجلس في زاوية في مقهى وهي تغطي وجهها بيديها.

وسمع آخرون في وقت لاحق وهم يقولون "العقوبة الوحيدة للتجديف هي قطع الرأس".

وبحسب نقفي، فإنه "كان هناك ارتباك ولم يكن أحد على استعداد للاستماع إلينا. كنا نخشى أنه إذا لم يبدأ الحوار، فإن حياة المرأة ستكون في خطر".

وفي النهاية، ناشدت نقفي الحشد السماح للشرطة بتحديد ما إذا كانت قوانين التجديف الباكستانية قد تم انتهاكها.

ثم قام الضباط بتشكيل سلسلة بشرية للمساعدة في إخراج المرأة من المطعم.

وكانت المرأة في الواقع ترتدي قميصا مكتوبا عليه الكلمة العربية التي تعني "جميلة".

وأضافت الشرطية "واجهنا  على الأقل حدثين من هذا النوع من قبل في لاهور" موضحة أن "الحشود الدينية مشحونة دائما ولم تكن لدينا أي فكرة عما سنتعامل معه".

وحصلت الشرطية على توصية للحصول على جائزة من رئيس شرطة البنجاب بعد الحادث.

وأصبحت مريم نواز شريف، ابنة رئيس الوزراء السابق، أول امرأة في باكستان تحكم إقليما الإثنين بعد انتخابها رئيسة للوزراء في مقاطعة البنجاب التي تعد معقلاً لنفوذ عائلتها.

وأدت مريم الإثنين اليمين الدستورية وسلطت الضوء في خطابها على تصرفات الشرطية موضحة "أريد أن أشيد بالضابطة التي أنقذت حياة امرأة".

ولم تقدم الشرطة على تنفيذ أي اعتقالات للمتورطين في الحشد، بينما قامت السيدة بنشر مقطع فيديو اعتذرت فيه عن تسببها بالإهانة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium