قُتل أشخاص عدة في اشتباكات قرب مقر جهاز الأمن الداخلي بالعاصمة التشادية نجامينا، بحسب روايات الحكومة وحزب معارض رغم اختلاف الروايتين حول أسباب الحادث.
وتأتي أعمال العنف وسط توترات قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أيار وحزيران، والتي قد تعيد الدولة الواقعة في وسط أفريقيا إلى الحكم الدستوري بعد ثلاث سنوات من سيطرة السلطات العسكرية على الحكم.
وقد سُمع دوي إطلاق نار متقطع من أسلحة رشاشة بعد ظهر الأربعاء في نجامينا قرب مقر "الحزب الاشتراكي بلا حدود" الذي اتهمته الحكومة بتنفيذ هجوم ليل الثلثاء الأربعاء على مكاتب جهاز أمن الدولة الوطني في تشاد، أدى إلى سقوط "قتلى عدة".
وتحدّث مسؤول في "الحزب الاشتراكي بلا حدود" عن إطلاق نار من بنادق كلاشينكوف وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع في محيط مقر حزب المعارض.
وأثار صوت إطلاق النار المتقطع هلعاً بين السكان في وسط مدينة نجامينا حيث يقع مقر الحزب الذي يحاصره الجيش.
وأكد مراسلو وكالة فرانس برس انقطاع شبكة الهاتف والإنترنت منذ الظهر.
وقال مرصد نتبلوكس لمراقبة الإنترنت على منصة إكس إن الاتصال بالإنترنت في تشاد تعطل اليوم الأربعاء بعد تقارير عن هجوم على مقر الجهاز.
وشدّدت الحكومة التشادية، في بيان الأربعاء، على أنّ الهجوم ليل الثلثاء الأربعاء وقع بعد توقيف أحمد ترابي، العضو في "الحزب الاشتراكي بلا حدود" تتهمه الحكومة بـ"محاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا" سمير آدم النور، في منتصف شباط.
وأكدت الحكومة أن توقيف العضو تلاه "هجوم متعمد لشركاء هذا الشخص بقيادة عناصر من الحزب الاشتراكي بلا حدود"، وعلى رأسهم زعيمه يايا ديلو" على مقر جهاز أمن الدولة الوطني، وهو جهاز الاستخبارات الداخلية النافذ في تشاد.
وقال أمين عام الحزب لرويترز إن القتلى سقطوا بالقرب من جهاز الأمن الداخلي عندما فتح جنود النار على مجموعة من أعضاء حزبه.
واشار إلى أن ترابي قتل بالرصاص أمس الثلثاء، وإن جثته وضعت في مقر الجهاز.
وأضاف أن أعضاء من الحزب وأقارب لترابي ذهبوا صباح اليوم الأربعاء للبحث عن جثته في الجهاز وأطلق جنود النار عليهم مما أسفر عن مقتل أشخاص عدة، لكنه أوضح أن العدد غير معروف.
وذكر أنه لم يتمكن من الوصول إلى يايا ديلو. ولم تتمكن رويترز أيضا من الاتصال بديلو.
وندّد يايا ديلو، المعارض الشرس للرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي، وهو نسيب له، بـ"مسرحية" في ما يتعلق بمزاعم محاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا.
وأتى الهجوم غداة الإعلان عن الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية في تشاد والتي ستجرى الدورة الأولى منها في 6 أيار، ويؤكد كل من الرئيس ديبي ويايا ديلو نيتهما الترشح لخوضها.
وقالت الحكومة في بيانها الأربعاء إن "كل من يسعى إلى تعطيل العملية الديموقراطية الجارية في البلاد سيلاحق ويحال على القضاء".
وأكدت أن الوضع تحت السيطرة الآن وأُلقي القبض على مثيري الشغب أو يجري البحث عنهم.
ووافقت المحكمة العليا في تشاد في كانون الأول على التصويت على دستور جديد يقول المنتقدون له إنه قد يساعد على تعزيز سلطة قائد المجلس العسكري محمد إدريس ديبي.
والمجلس العسكري واحد من مجالس عسكرية عدة تحكم حاليا في غرب أفريقيا ووسطها حيث وقعت ثمانية انقلابات منذ عام 2020 مما أثار مخاوف من تراجع الديموقراطية في المنطقة.
وسمّى الجيش محمد إدريس ديبي إتنو البالغ 37 عاما، في 20 نيسان 2021 رئيسًا للمرحلة الانتقالية، على رأس مجلس عسكري يضم 15 ضابطاً كبيراً، بعد مقتل والده إدريس ديبي إتنو على خطوط الجبهة مع المتمردين.
وتعهّد بإعادة السلطة إلى المدنيين من خلال تنظيم انتخابات بعد 18 شهراً، وهو استحقاق تم تأجيله لمدة عامين.
وتخشى قوى المعارضة استمرار "سلالة ديبي" في الحكم في الدولة الواقعة في وسط افريقيا، وهي ثاني أقل الدول نمواً في العالم وفقاً للأمم المتحدة.
وحكم إدريس ديبي إتنو الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب، البلاد بقبضة من حديد منذ 1990 حتى مقتله في 2021.