النهار

أرمينيا وأذربيجان تبدآن محادثات سلام في برلين... "خطوات شجاعة"
المصدر: أ ف ب
أرمينيا وأذربيجان تبدآن محادثات سلام في برلين... "خطوات شجاعة"
بيربوك (في الوسط) تستضيف نظيريها الأرميني أرارات ميرزويان (الى اليسار) والأذربيجاني جيهون بيراموف (الى اليمين) في فيلا بورسيغ، دار الضيافة التابعة لوزارة الخارجية الألمانية، في برلين (28 شباط 2024، أ ف ب).
A+   A-
أشادت ألمانيا، الأربعاء، بـ"الخطوات الشجاعة" التي اتخذتها أرمينيا وأذربيجان مع بدء البلدين الجارين الواقعين في القوقاز محادثات سلام في برلين في إطار مسعى جديد لتسوية نزاع مستمر منذ عقود.

ويبني الحوار الذي يشارك فيه وزيرا الخارجية الأرميني أرارات ميروزيان والأذربيجاني جيهون بيراموف على لقاء مباشر مفاجئ بين زعيمي البلدين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في وقت سابق هذا الشهر.

وقالت مضيفة المحادثات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينيا بيربوك "ما نراه الآن خطوات شجاعة من البلدين لترك الماضي والعمل نحو سلام دائم لشعبيهما".

وخاطبت الوزيرين قائلة "نريدكما أن تتمكنا من المضي في المسار نحو سلام دائم"، وذلك  لدى افتتاحها اجتماعا يستمر يومين بعد أن قاما بجولة قصيرة في حدائق فيلا بورسيغ، قصر الضيافة التابع لوزارة الخارجية.

وبوساطة من المستشار أولاف شولتس، اتفق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني الهام علييف في ميونيخ على مواصلة مفاوضات السلام بين بلديهما.

وتعهد الزعيمان تسوية الخلافات "من خلال سبل سلمية فقط ودون اللجوء إلى القوة"، وفق المتحدث باسم شولتس.

وأذن اجتماع ميونيخ بخفض كبير في التوتر بعد اشتعال الوضع مجددا على الحدود عندما تبادل الطرفان اتهامات بإطلاق النار. وقالت أرمينيا أن المناوشات أدت إلى مقتل 4 من جنودها.

خاضت أرمينيا واذربيجان حربين، في التسعينات وفي عام 2020، للسيطرة على جيب ناغورنو- كراباخ الذي استعادته قوات باكو في ايلول 2023 واضعة بذلك حدا لحكم انفصالي أرميني للجيب استمر ثلاثة عقود.

وبقي منسوب التوتر مرتفعا منذ استعادة باكو السيطرة على ناغورنو- كراباخ في عملية تسببت بفرار جماعي لغالبية سكان الجيب الأرمن وعددهم أكثر من 100,000 إلى أرمينيا.

- حرب شاملة -
وتخشى يريفان من أن تتمكن أذربيجان التي شجعها نجاحها في كراباخ على غزو أراض أرمينية بهدف إقامة جسر بري يؤدي إلى جيب ناختشيفان الأذربيجاني.

وقال علييف الذي أعيد انتخابه هذا الشهر في خطاب تنصيبه إن أرمينيا، وليس أذربيجان، هي التي لديها مطالبات إقليمية معلقة.

وحذر باشينيان بعد اشتباك أوقع قتلى على طول حدود البلدين في وقت سابق في شباط من أن أذربيجان تستعد لـ"حرب شاملة" مع خصمها التاريخي.

وزارت بيربوك البلدين في تشرين الثاني لحث الخصمين اللدودين على إحياء الحوار.

وكان باشينيان وعلييف قالا في وقت سابق إن التوقيع على اتفاق سلام كان ممكنا بحلول نهاية العام الماضي، لكن محادثات سلام بوساطة دولية فشلت في تحقيق انفراجة.

وإلى أن رفض علييف حضور جولة محادثات سلام في إسبانيا في تشرين الأول، لعب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دورا قياديا في التوسط في محادثات تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.

أما روسيا، القوة الإقليمية التقليدية المنخرطة في حربها في أوكرانيا، فإن نفوذها يتضاءل في القوقاز.

واتهم علييف الأربعاء قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا بشيطنة بلده مؤكدا أن ليس لدى باكو خططا لمهاجمة أرمينيا.

وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال الشهر الماضي أن "أي انتهاك لسيادة أراضي أرمينيا سيكون غير مقبول وستكون له عواقب وخيمة على علاقاتنا مع أذربيجان".

وخلال اجتماعه مع وفد اقتصادي ألماني في باكو الأربعاء، ندد علييف بتصريحات بوريل ووصفها بأنها "تهديد خفي تجاه أذربيجان".

وقال إن أذربيجان ليس لديها أي خطط لمهاجمة أرمينيا وهي ملتزمة بمحادثات السلام.

كما انتقد علييف نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال "هذا تلميح من ماكرون" مضيفا  "هذا جزء من سياسة شيطنة أذربيجان".

ومنذ العملية الأذربيجانية في ناغورنو- كراباخ في أيلول الماضي تتهم باكو باريس وماكرون شخصيا، مرارًا، بالانحياز إلى جانب يريفان ومحاولة إثارة النزاعات في القوقاز من خلال تسليح الجيش الأرميني.

وفي كانون الأول، قالت وزارة الخارجية الأذربيجانية إنها طردت ديبلوماسيين فرنسيين اثنين بسبب أفعال قالت إنها "تتعارض مع وضعهما الديبلوماسي".

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي عن "خطر التصعيد" بين أرمينيا وأذربيجان.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium