دعت وزيرة الخارجية الألمانية، الثلثاء، البوسنة إلى التصديق بأسرع ما يمكن على الإصلاحات الضرورية لبدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنّ "هناك دائماً لحظات في التاريخ يتعيّن علينا فيها اغتنام الفرص".
وشدّدت أنالينا بيربوك من ساراييفو على أنّ البوسنة، التي يمكن أن تحصل على الضوء الأخضر لبدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد في الأسابيع المقبلة إذا وافق قادتها على الإصلاحات التي طالبت بها بروكسيل، "تجد نفسها عند مفترق طرق حاسم على الطريق" إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضافت في خطاب موجه إلى نظيرها البوسني "لدينا أطفال. سيسألوننا في يوم من الأيام: لماذا لم تنجحوا؟ نريد أن نفعل كلّ ما هو ممكن حتى نتمكن من السير على هذا الطريق نحو الاتحاد الأوروبي".
وستكون البوسنة، المرشّحة رسمياً لعضوية الاتحاد منذ كانون الأول 2022، قادرة على بدء المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشرط القيام بإصلاحات هيكلية. ولكن على الرغم من أنّ البلاد اعتمدت للتو قانون مكافحة غسيل الأموال الذي طلبته بروكسيل، إلّا أنّه لا يوجد حتى الآن اتفاق بشأن إصلاح المحاكم، ولا قانوناً بشأن تضارب المصالح في المؤسسات.
وفي الوقت الذي تسبّبت فيه التسجيلات الصوتية المسرّبة لمحادثة بين ضباط ألمان بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا في إحراج الحكومة الألمانية، حذّرت بيربوك من "الخطاب" الروسي في البوسنة، في إشارة مبطنة إلى زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك الذي قلّده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وساماً مؤخّراً.
وقالت "نرى أنّ حرب الانقسام هذه التي يقودها بوتين في أوروبا هي ايضاً حرب روايات تُستخدم لغتها كسلاح للانقسام".
من جهته، قال وزير خارجية البوسنة المدين كوناكوفيتش "بصرف النظر عن الغاز الذي نستورده، فإنّ روسيا لا تفعل أيّ شيء له أهمية في البوسنة. إنّهم ينتظرون ويعتمدون على إحباطات المواطنين والقادة السياسيين في هذه المنطقة".
وأضاف "آمل ألا يكون هناك إحباط وأن تكون هناك طاقة أوروبية ترفع هذا البلد"، مذكراً بأنه لا يوجد طريق آخر لبلاده سوى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأن الصادرات إلى الصين وروسيا تمثل فقط 0,8 في المئة من الصادرات.
وتابع "في الوقت الحالي، يفتح الاتحاد الأوروبي الباب على مصراعيه أمامنا، وآمل أن نستمر في تنفيذ هذه الإصلاحات التي ليست سهلة وتقديم التنازلات التي ليست بهذه السهولة".
ومن المقرر أن ينعقد المجلس الأوروبي المقبل في 21 آذار و22 منه.