انتقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الرئيس بايدن وخطابه عن حالة الاتحاد ليلة الخميس، قائلاً لشبكة "
فوكس نيوز ديجيتال" إنّ من الواضح أنّ بايدن "يعاني من حالة نهائية من متلازمة اضطراب ترامب".
وقال ترامب: "لقد كان غاضباً ومضطرباً عقلياً، وأساء تقديم الكثير من الحقائق المتعلقة بكل موضوع ناقشه تقريباً، لكنه تجاوز الأمر. ولا يزال يتنفس، ولم يضطروا إلى حمله للخارج مرتدياً سترة مستقيمة. بخلاف ذلك، أعتقد أنه قام بعمل فظيع".
واستحضر بايدن ترامب ما يقرب من اثنتي عشرة مرة خلال خطابه الذي استمر لأكثر من ساعة، ولم يستخدم اسمه مطلقاً، بل أشار إليه بدلاً من ذلك على أنه "سلفي"، في قضايا مثل الإجهاض والهجرة وحرب روسيا ضد أوكرانيا والمزيد.
وقال ترامب لشبكة "فوكس نيوز ديجيتال": "بايدن يعاني من حالة مزمنة من متلازمة اضطراب ترامب، والتي لا يمكن علاجها إلا من خلال عزله".
وعندما سئل عن سبب شعوره بأنّ بايدن ذكره مراراً وتكراراً، قال ترامب: "لأنني أتفوق عليه بـ14 نقطة في استطلاعات الرأي".
وأضاف ترامب: "لقد كان غاضباً للغاية وهذا أيضاً أحد أعراض نوع معين من المشاكل، وهو الشيخوخة"
وتابع: "لا ينبغي أن يكون في هذا العمر لأنه شاب بالنسبة للآخرين الذين هم في مثل عمره ناجحين للغاية".
وتأتي تعليقات ترامب بعد أن قدم مسرحية لخطاب بايدن عن حالة الاتحاد على موقع "Truth Social" ليلة الخميس.
وانتقد الرئيس السابق والمرشح المفترض للحزب الجمهوري بايدن طوال الخطاب على كل شيء بدءاً من نوبات السعال المتكررة، إلى المدة الزمنية – حوالي 40 دقيقة – التي استغرقها لمعالجة الأزمة على الحدود الجنوبية، إلى "صراخه"، وغير ذلك الكثير.
وتأتي تعليقات ترامب أيضاً بعد اكتساحه الانتخابات التمهيدية في "الثلثاء الكبير"، ممّا دفع منافسته الأخيرة في الحزب الجمهوري، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي، إلى تعليق حملتها.
وهاجم الرئيس الأميركي جو بايدن خصمه "الخطير" دونالد ترامب في خطابه عن حال الاتحاد الخميس، في أداء هدف من خلاله إلى الدفاع عمّا حقّقه خلال ولايته قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني.
وأطلق بايدن (81 عاماً) هجومه على خصمه منذ بدء خطابه، متهماً الرئيس الجمهوري السابق بـ"الخضوع" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومنتقداً إياه بشأن العديد من الملفات بينها الحق في الإجهاض والاقتصاد.
وقال: "منذ عهد الرئيس أبراهام لينكولن والحرب الأهلية، لم تكن الحرية والديموقراطية معرضتين للهجوم في الوطن كما هو الحال اليوم"، مضيفاً "ما يجعل لحظتنا الآن نادرة هو أن الحرية والديموقراطية تتعرضان للهجوم في الداخل والخارج على حد سواء".
وفي إطار الهجمات الأكثر مباشرة التي يشنها رئيس على منافسه في الانتخابات خلال خطاب حال الاتحاد، لم يتفوّه بايدن باسم ترامب إطلاقاً بل ندّد به نحو 13 مرة مكتفياً بوصفه بأنه "سلفه".
وقال إنّ التصريحات الأخيرة الصادرة عن ترامب التي أثارت الشكوك حيال التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي (ناتو) هي "خضوع للرئيس الروسي"، قبل أن يتعهّد وسط تصفيق الديموقراطيين "أنا لن أخضع".
شكّل الخطاب الرئاسي السنوي فرصة فريدة لبايدن لإيصال رسالته الرامية لإعادة انتخابه أمام أقرب حلفائه السياسيين وخصومه، فضلاً عن ملايين الناخبين الذين يتابعونه عبر شاشات التلفزيون، قبيل انتخابات تشرين الثاني.
- "أربع سنوات أخرى" -
مثّل الخطاب الذي استمر لأكثر من ساعة بقليل اختباراً عالي المخاطر أيضاً لقدرته على التفكير بشكل سريع والوقوف مدة طويلة، على اعتباره الرئيس الأميركي الأكبر سنّاً في التاريخ.
وصدرت صيحات استهجان مرة تلو الأخرى عن الجمهوريين لكن بايدن ردّ في كل مرة بالسخرية من معارضيه.
وهتف له الديموقراطيون "أربع سنوات أخرى"، بينما وقفت عدة مرات نائبته كامالا هاريس للتصفيق له، فيما اكتفى رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بهز رأسه.
يتقدّم ترامب (77 عاماً) على بايدن بفارق ضئيل، وفق استطلاعات الرأي. لكنه يواجه عدة تهم جنائية مرتبطة بسعيه قلب نتيجة انتخابات العام 2020 التي خسرها ورفضه إعادة وثائق عالية السريّة اصطحبها معه عندما غادر البيت الأبيض.
ردّ ترامب عليه طوال الخطاب من خلال منشورات على منصته الاجتماعية "تروث سوشال" لكن الموقع تعطّل مرّات عدة.
وكتب ترامب: "يبدو غاضبًا جداً عندما يتحدّث، وهي سمة الأشخاص الذين يعلمون أنهم يفقدون عقلهم. الغضب والصراخ لن يساعدا في إعادة التماسك إلى بلادنا".
وندّد بايدن في خطابه بالجمهوريين المعارضين للحق في الإجهاض، قائلاً "لا فكرة لديهم عن قوة النساء في أميركا"، متطرّقاً إلى مسألة يرى الديموقراطيون أنها قادرة على حشد الأصوات لصالحهم.
كما اعتبر أنّ الاقتصاد الأميركي يعد "أعظم قصة نهوض عرفها العالم"، رغم أنّ الأميركيين ما زالوا غير راضين في ظل ارتفاع الأسعار بينما تظهر الاستطلاعات أنّ كثيرين يرون أنّ وضعهم الاقتصادي لم يتحسّن.
وقال: "ورثت اقتصاداً كان على حافة الهاوية الآن أصبح اقتصادنا موضع حسد العالم بكل ما للكلمة من معنى".
تحدّث الرئيس الديموقراطي أيضاً عن حرب غزة التي تثير غضب اليساريين والأميركيين من أصول عربية الممتعضين من دعم بايدن الثابت لمساعي إسرائيل القضاء على "حماس".
ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، معلنًا أنّه أمر الجيش الأميركي بإنشاء ميناء على ساحل غزة لإيصال المساعدات، بينما تعهّد في الوقت ذاته بأن واشنطن لن تنشر أي قوات على الأرض.
حاول المتظاهرون المناهضون لدعمه لإسرائيل في وقت سابق منع مرور الموكب الرئاسي من البيت الأبيض إلى مقر الكونغرس.
سعى بايدن أيضاً لقلب الطاولة على الجمهوريين في ما يتعلّق بمسألة الهجرة الحساسة، منتقداً رفضهم تمرير مشروع قانون كان من شأنه تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود مع المكسيك.
وقال في ردّه على الجمهورية اليمينية مارغوري تايلور غرين "يمكننا التعارك على إصلاح وضع الحدود، أو يمكننا إصلاحها".
- التخفيف من أهمية كبر سنّه -
بينما تظهر الاستطلاعات أنّ كبر سنّه يعد مصدر القلق الأبرز بالنسبة للناخبين، سعى بايدن لمواجهة الرواية القائلة إنّ عمره يمنعه من البقاء في الحكم.
وقال وسط ضحك الحضور "أعلم أنّ الأمر قد لا يبدو كذلك، لكنّي مولود منذ فترة طويلة... في سنّي تصبح بعض الأمور أوضح أكثر من أيّ وقت مضى".
وتوافقاً مع التقاليد، استضافت السيّدة الأولى جيل بايدن عدداً من الضيوف الذين تم اختيارهم لتسليط الضوء على أولويات البيت الأبيض.
شمل هؤلاء هذا العام امرأة من تكساس أُجبرت على مغادرة الولاية من أجل الإجهاض وأخرى منع حكم صدر عن محكمة في ألاباما استكمال عملية إخصاب في المختبر.