النهار

مع تواصل القصف الإسرائيلي... جهود لنقل مساعدات عبر البحر إلى غزة المهدّدة بالمجاعة!
المصدر: "أ ف ب"
مع تواصل القصف الإسرائيلي... جهود لنقل مساعدات عبر البحر إلى غزة المهدّدة بالمجاعة!
طائرة عسكرية تسقط مساعدات إنسانية فوق شمال غزة كما تظهر من الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة (7 آذار، 2024 - أ ف ب).
A+   A-
تستعدّ أوّل سفينة محمّلة مساعدات للإبحار من قبرص إلى غزّة المهدّدة بالمجاعة، فيما أدّى القصف الإسرائيلي إلى سقوط عشرات الضحايا السبت وفق وزارة الصحّة في القطاع المحاصر. وبرز السبت في المشهد احتشاد المتظاهرين مقابل مبنى وزارة الدفاع ال#إسرائيلية في #تل أبيب، في تظاهرة ضدّ حكومة رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو، ومطالبة بإطلاق الرهائن. 
ويهدف الطريق البحري إلى مواجهة القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات، بعد أكثر من خمسة أشهر على الحرب التي تركت سكّان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة يكافحون للبقاء.
 
وقالت منظّمة "أوبن آرمز" الخيريّة الإسبانيّة إنّ السفينة التي رست قبل ثلاثة أسابيع في ميناء لارنكا القبرصي، "ستكون جاهزة" للإبحار في وقت لاحق، لكنّها تنتظر الإذن النهائي.
 
وستكون هذه أوّل شحنة تُنقل إلى غزّة عبر الممرّ البحري من قبرص، أقرب دولة عضو في الاتّحاد الأوروبي.
 
وأوضحت المنظّمة أنّ السلطات الإسرائيليّة تفتش حمولة "مئتي طنّ من المواد الغذائية والأرز والدقيق وعلب التونة" في ميناء لارنكا.
 
ولفتت إلى أنّ منظّمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيريّة الأميركيّة التي دخلت في شراكة مع "أوبن آرمز"، لديها فرق في قطاع غزّة المحاصر تقوم "بإنشاء رصيف" لتفريغ الشحنة.
 
فلسطيني يحمل مساعدات إنسانية. (أ ف ب)
 
لكن لم تُقدَّم تفاصيل عن الموقع الدقيق الذي ستُسلّم فيه هذه المساعدات، ومن سيتولى توزيعها بمجرّد وصولها إلى قطاع غزة أو ضمان أمنها.
 
في هذا الصدد، قال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء السبت إنّ إسرائيل "تنسّق إنشاء" هذا الرصيف وستوزّع "المساعدات عبر المنظّمات الدوليّة".
 
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الخميس عن خطّة لإنشاء "رصيف موقّت" في غزة.
 
وقال بايدن السبت إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "يُضرّ إسرائيل أكثر ممّا ينفعها" بطريقة إدارته الحرب في غزّة.
 
وأعلنت القيادة المركزيّة الأميركيّة للشرق الأوسط (سنتكوم) الأحد أنّ سفينة الدعم اللوجستي "الجنرال فرنك إس. بيسون" غادرت الولايات المتحدة وتحمل معدّات لازمة لإنشاء رصيف موقّت لإيصال الإمدادات إلى غزّة.
 
"أكثر من مليوني وجبة يومياً"
 
قالت وزارة الدفاع الأميركيّة إنّ بناء هذه المنشأة سيستغرق مدّة قد تصل إلى ستين يوما وسيشارك فيه أكثر من ألف جندي عل الأرجح. وأوضحت أنّ الميناء الموقّت "يمكن أن يؤمّن أكثر من مليوني وجبة يوميا لمواطني غزة".
 
وتقول الأمم المتحدة إنّ 2,2 مليون شخص من سكّان القطاع الصغير مهدّدون بالمجاعة، كما نزح 1,7 مليون شخص بسبب القتال والعنف والضربات الإسرائيليّة التي تسبّبت بدمار هائل.
 
"الأونروا" تساعد بعد عملية قصف إسرائيلي.
 
واعتبرت رئيسة اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر السبت أنّ الحرب في غزّة حطّمت "كلّ معاني الإنسانيّة المشتركة"، داعية إلى وقف الأعمال العدائيّة وإطلاق الرهائن والسماح بالوصول إلى المعتقلين الفلسطينيّين.
 
وقالت ميريانا سبولياريتش إنّ "الوضع يتدهور في قطاع غزّة كلّ ساعة، ولا مكان آمنًا للذهاب إليه"، معتبرة أنّ "عدد القتلى المدنيّين واحتجاز الرهائن أمران يصدمان وغير مقبولين".
 
على صعيد إنزال المساعدات جوًّا، أعلن الجيش الأردني السبت عن عمليّة جديدة بنحو عشر طائرات، بينها طائرتان أردنيّة وأربع أميركيّة وطائرتان فرنسيّتان.
 
لكنّ الأمم المتحدة ترى أنّ عمليّات إلقاء المساعدات جوًّا وإرسال المساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي.
 
وأدّى إنزال مساعدات جوًّا في مدينة غزّة الجمعة إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح عشرة آخرين نتيجة عطل في المظلّات، حسب مصدر طبّي. وأكّدت جيوش الأردن والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وهولندا أنّ طائراتها لم تتسبّب بالحادثة.
 
لازاريني "متفائل بحذر"
 
إلى ذلك، أعلنت السويد وكندا أنّهما ستستأنفان تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا)، المصدر الرئيس للمساعدات في الأراضي الفلسطينيّة، بعد مرور أكثر من شهر على تعليقه من جانب نحو 15 دولة.
 
قصف إسرائيلي على خان يونس. (أ ف ب)
 
من جهته، قال المتحدّث باسم الخارجيّة الإسرائيليّة ليئور حياة إنّ "قرار كندا والسويد استئناف تمويل الأونروا خطأ جسيم"، متّهمًا الدولتَين بـ"مواصلة تجاهل تورّط موظّفي الأونروا في أنشطة إرهابيّة".
 
والوكالة محور جدل مذ اتّهمت إسرائيل 12 من موظّفيها نهاية كانون الثاني بالضلوع في هجوم 7 تشرين الأوّل الذي نفّذته حماس على جنوب إسرائيل.
 
في السياق، قال المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني السبت إنّه "متفائل بحذر" بشأن قرار "عدد من المانحين" استئناف تمويل الوكالة "خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، خصوصًا "بعد نشر تقرير كاترين كولونا" المكلّفة من الأمم المتحدة تقييم عمل الأونروا و"حيادها".
 
أطفال ماتوا بسبب سوء التغذية
 
قالت وزارة الصحّة التابعة لحماس إنّ 23 مدنيًّا على الأقلّ ماتوا بسبب سوء التغذية والجفاف في غزّة بعد وفاة ثلاثة أطفال آخرين.
 
كما أعلنت الوزارة مقتل 82 شخصًا آخرين في الهجمات خلال اليوم السابق، ما يرفع حصيلة القصف الإسرائيلي والهجوم البرّي على غزّة إلى 30960 قتيلًا، معظمهم نساء وأطفال.
 
وتحدّث المكتب الإعلامي الحكومي عن أكثر من ثلاثين غارة خلال الليل، بينها واحدة على مبنى سكني في مدينة رفح كان نحو مئتي شخص قد لجأوا إليه.
 
يخضع قطاع غزّة فعليًّا لحصار إسرائيلي مذ تولّت حماس السلطة فيه عام 2007، وتَشدّد الحصار منذ التاسع من تشرين الأوّل مع قطع إسرائيل إمدادات الماء والكهرباء وعدم سماحها سوى بدخول عدد محدود من الشاحنات.
 
 
واندلعت الحرب إثر هجوم حماس الذي أدّى إلى مقتل 1160 شخصًا على الأقلّ، معظمهم مدنيّون في جنوب إسرائيل، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر إسرائيليّة رسميّة.
 
كما خُطف حوالى 250 شخصًا ونُقلوا إلى غزّة. ولا يزال 130 رهينة محتجزين هناك، بينما تقول إسرائيل إنّ 31 منهم ماتوا.
 
"إشعال المنطقة في رمضان"
 
سعيًا منها إلى تحقيق "نصر كامل"، تقول إسرائيل إنّها تستعدّ لاجتياح مدينة رفح الواقعة على الحدود المصريّة ويُقيم فيها حاليًّا نحو 1,5 مليون فلسطيني حسب الأمم المتحدة.
 
لكنّ نتانياهو يواجه ضغوطًا متزايدة من الرأي العام المحلّي للتوصّل إلى اتّفاق مع حماس بشأن إطلاق الرهائن المحتجزين في غزّة.
 
وتجمّع آلاف الإسرائيليّين مساء السبت في تلّ أبيب للمطالبة برحيل الحكومة وتحرير الرهائن.
 
كان وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن قال الجمعة إنّه بات يعود لحماس أن تُوافق على هدنة مع إسرائيل. لكنّ الجناح العسكري للحركة أكّد أنّه لن يُقدّم "أيّ تنازل" بشأن مطالبه المتمثّلة في وقف نهائي للنار وانسحاب القوّات الإسرائيليّة من قطاع غزّة في مقابل أيّ اتّفاق للإفراج عن رهائن.
 
في اليوم نفسه، قال بايدن إنّه سيكون "صعبًا" التوصّل إلى وقف للنار قبل بداية رمضان (الاثنين أو الثلثاء)، وهو هدف حاولت دول الوساطة (مصر وقطر والولايات المتحدة) تحقيقه هذا الأسبوع في القاهرة.
 
من جهته، دعا رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنيّة السبت "قادة الأمّة ورموزها وعلمائها" إلى "التحرّك الفاعل على مختلف الصعد السياسيّة والديبلوماسيّة والقانونيّة لوقف العدوان" خلال رمضان.
 
في الأثناء، أعلنت الحكومة الإسرائيليّة السبت أنّ رئيسَي الموساد ديفيد برنيع والاستخبارات الأميركيّة (سي آي إيه) بيل بيرنز التقيا الجمعة "في إطار الجهود المستمرّة للتوصّل إلى اتّفاق جديد للإفراج عن الرهائن".
 
وأكّدت إسرائيل أنّها لا تزال تتواصل مع الوسطاء، متّهمة حماس بالتصلّب والسعي إلى "إشعال المنطقة في رمضان".
 
5 قتلى في لبنان بينهم 3 من "حزب الله"
 
إقليميًّا، أعلن الجيش الأميركي أنّه أسقط السبت مع القوّات المتحالفة 28 مسيّرة هجوميّة أطلقها الحوثيّون اليمنيّون المدعومون من إيران باتّجاه البحر الأحمر وخليج عدن.
 
وأعلن المتحدّث العسكري باسم الحوثيّين يحيى سريع السبت تنفيذ "عمليّتَين عسكريّتين نوعيّتين، الأولى استهدفت السفينة "بروبل فورتشن" الأميركيّة في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحريّة المناسبة، فيما استهدفت الثانية عددا من المدمّرات الحربيّة الأميركيّة في البحر الأحمر وخليج عدن" بـ37 مسيّرة.
 
في لبنان، خسر خمسة أشخاص حياتهم، ثلاثة منهم مقاتلون في "حزب الله"، وأصيب أكثر من تسعة آخرين، في غارة إسرائيليّة على منزلهم في بلدة خربة سلم.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium