يصوت البرتغاليون، الأحد، في انتخابات تشريعية تعد المعارضة من يمين الوسط الاوفر حظا للفوز فيها بعد ثماني سنوات من حكم الاشتراكيين، مع تأييد الناخبين مبدأ "التناوب" وقلقهم على النظام الديموقراطي "المهدد" بصعود الشعبوية.
وقبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية، قد يؤكد هذا الاقتراع في البرتغال أن اليمين المتطرف آخذ في الصعود في جميع أنحاء القارة العجوز، كما أظهر الناخبون الإيطاليون والهولنديون.
وكانت الدولة الواقعة في شبه الجزيرة الإيبيرية واحدا من البلدان القليلة في أوروبا التي يقودها اليسار حتى مطلع تشرين الثاني عندما استقال الاشتراكي أنطونيو كوستا بعدما تولى السلطة لثماني سنوات، وتخلى عن الترشح لولاية أخرى بعد أن ورد اسمه في تحقيق في قضية استغلال نفوذ.
وصرح رجل الاعمال توماس ألميدا (25 عاما) الذي أدلى بصوته في مدرسة ثانوية بوسط لشبونة، لفرانس برس بأن "التناوب الديموقراطي أمر إيجابي" مرحبا بالتزام زعيم المعارضة "عدم التحالف مع اليمين المتطرف" للوصول الى السلطة.
وقالت صوفيا مانويل مبرمجة معلوماتية تبلغ 34 عاما، بقلق "هذه الانتخابات مختلفة تماما عن سابقاتها، لأن ديموقراطيتنا مهددة للمرة الأولى" في حين تحيي البرتغال الشهر المقبل الذكرى الخمسين لثورة القرنفل التي انهت دكتاتورية فاشية دامت الفترة نفسها تقريبا.
- "اشعر بالهدوء والتفاؤل" -
ستبث وسائل الإعلام المحلية تقديرات للنتائج بناء على استطلاعات الرأي، اعتبارا من الساعة 20,00 ت غ.
ويفترض أن تعلن نتائج التصويت الذي دعي إلى المشاركة فيه نحو 10,8 ملايين ناخب مساء الأحد مع انتهاء فرز الأصوات.
وأعلنت اللجنة الانتخابية أن نسبة المشاركة حتى الساعة 16,00 ت غ بلغت 51,96% مسجلة ارتفاعا مقارنة بالانتخابات التشريعية الأخيرة (45,66%).
وقال زعيم التحالف الديموقراطي (يمين الوسط) لويس مونتينيغرو (51 عاما) بعد التصويت في إسبينيو قرب بورتو (شمال) "اشعر بالهدوء والتفاؤل".
وبحصوله على ما يزيد قليلاً عن 30% من نوايا التصويت تصدر حزبه استطلاعات الرأي قبل التصويت، متقدماً بفارق ضئيل على الحزب الاشتراكي الذي التف حول بيدرو نونو سانتوس (46 عاما).
أما القوة السياسية الثالثة منذ انتخابات عام 2022 التي فاز فيها الحزب الاشتراكي بأغلبية مطلقة، فهو حزب "كفى" (تشيغا) المناهض للنظام بقيادة أندريه فينتورا (41 عاما). وهذا الحزب يمكنه مضاعفة النتائج التي حققها في الانتخابات التشريعية السابقة (7,2%).
ترجح استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات أن يكون اليمين بأكمله (المكون من حزب العمل الديموقراطي وتشيغا والمبادرة الليبرالية) ضمن الأغلبية في البرلمان المقبل.
لكن لويس مونتينيغرو وهو استاذ قانون وبرلماني مخضرم، استبعد تشكيل حكومة بدعم من اليمين المتطرف، وهذا ما يقود إلى طريق مسدود إذا لم يحصل اليمين على الأغلبية البالغة 230 مقعداً بمفرده أو من خلال التحالف مع الليبراليين.
- "تغيرات ديموغرافية" -
من جانبه، دعا بيدرو نونو سانتوس الوزير السابق من الجناح اليساري للحزب الاشتراكي، البرتغاليين الأحد إلى "التصويت بكثافة" حتى تستمر البلاد في "المضي قدمًا".
وركز الشعبوي أندريه فنتورا حملته الانتخابية على اتهام الحزبين الرئيسيين الوسطيين اللذين يتقاسمان السلطة منذ قيام النظام الديموقراطي، بأنهما "وجهان لعملة واحدة يجب محاربتهما".
وادلى أستاذ القانون والمعلق الرياضي السابق المعروف بهجماته المعادية للأجانب وخصوصا الأقلية الغجرية، بصوته ظهرا في إحدى مدارس العاصمة.
وقال الأحد "مع كل التغيرات الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية يشعر البرتغاليون بأن عليهم التصويت وأن لديهم رأيهم في الخيارات السياسية".
وتوقع نسبة مشاركة مرتفعة.
وعلى الرغم من إصلاح الموارد المالية العامة ونمو يفوق المتوسط الأوروبي وبطالة في أدنى مستوياتها، تضرر أداء الحكومة الاشتراكية بسبب التضخم والخلل في الخدمات الصحية والمدارس، إلى جانب أزمة سكن حادة.
يضاف إلى ذلك فضائح فساد أدت في نهاية المطاف إلى سقوط أنطونيو كوستا، وتضاعف عدد المهاجرين في خمس سنوات، وهما موضوعان واعدان لليمين المتطرف.