النهار

مداولات مرتقبة بشأن أوكرانيا في الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة الثلثاء
المصدر: أ ف ب
مداولات مرتقبة بشأن أوكرانيا في الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة الثلثاء
تجمع في وسط كييف للمطالبة بتبادل أسرى الحرب الأوكرانيين من لواء آزوف والوحدات الفرعية مع السجناء الروس (10 آذار 2024، أ ف ب).
A+   A-
يبحث النواب الفرنسيون، الثلثاء، استراتيجية باريس لدعم أوكرانيا خلال مناقشة تعدّ مواجهة مرتقبة بين معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون والمعارضة من أقصى اليمين واليسار قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية.

وانتقد رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال السبت فريق زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن، معتبرا أنه من وجهة نظر هذا الحزب "في مواجهة روسيا، كل الليونة، وكل الضعف، جيّد".

وتُنذر هذه المواقف بأن الأجواء في الجمعية الوطنية ستكون مشحونة.

وكررت المعارضة الفرنسية إدانة تصريحات أدلى بها الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخرا، ورفض خلالها استبعاد إرسال قوات برية غربية الى أوكرانيا، وأيّد "فعل كل ما هو ضروري لكي لا تتمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب".

ويرى زعماء أحزاب اليمين واليمين المتطرف واليسار أن موقف ماكرون "غير مسؤول"، ولم يخفوا غضبهم بعد اجتماع معه لبحث الموضوع الخميس الماضي.

وقال النائب عن حزب التجمّع الوطني جان فيليب تانغي لإذاعة "فرانس إنتر" إن ماكرون "أراد بدء حملة سياسية بأسوأ طريقة ممكنة، وأُعيد توجيهه داخليًا وخارجيًا من قبل جميع حلفائنا الدوليين".

وبعد ظهر الثلثاء، سيدافع أتال أمام النواب عن الاتفاقية الأمنية الفرنسية الأوكرانية الموقعة في 16 شباط وعن مواقف ماكرون المثيرة للجدل.

ثم ستتحدّث المجموعات السياسية تباعاً قبل تصويت على هذه الاتفاقية في نهاية فترة ما بعد الظهر.

وبعد مرور عامين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يأمل معسكر ماكرون أن تكون هذه الجلسة "لحظة حقيقة" وإظهاراً لـ"دعم" أوكرانيا.

ورأى مسؤول في حزب "النهضة" الحاكم إن حزب التجمّع الوطني وحزب "فرنسا الأبية" (يسار متطرف) "سيدفعان ثمن غموضهما" بشأن روسيا. وتوقع أن ينتهي التصويت بنتائج متقاربة جداً في حال صوّت التجمّع الوطني و"فرنسا الأبية" ضد الاستراتيجية، أو أن يكون الفارق "شاسعا" في حال امتنعا عن التصويت.

- إشكاليات وخشية من الحرب -
ويتوخى حزب التجمّع الوطني الذي تظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبيته قبل الانتخابات الأوروبية في حزيران، الحذر في مواجهة هذا "الفخ".

وقال مصدر مقرّب من لوبن "سنقرر بشأن تصويتنا في اليوم عينه بعد خطاب (رئيس الوزراء) غابريال أتال".

وأضاف "هناك قضايا تطرح مشكلة بالنسبة لنا في الاتفاق المتعلق بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي". وتابع "نريد أن يكون هناك التزام من رئيس الوزراء يستبعد إرسال قوات على الأرض".

وينص الاتفاق الفرنسي الأوكراني المبرم لمدة عشر سنوات على تعزيز التعاون العسكري، خصوصاً في مجالات المدفعية والدفاع الجوي.

في العام 2024، وعدت باريس بتقديم "ما يصل إلى ثلاث مليارات يورو من الدعم الإضافي" لأوكرانيا، وهو تمويل قد تطرح المعارضة علامات استفهام بشأنه بينما أعلنت الحكومة سلسلة من التخفيضات في الميزانية.

ويبدي حزب التجمّع الوطني قلقه من إشارة الاتفاق إلى "الردع النشط (...) في مواجهة أي عدوان جديد من جانب روسيا الاتحادية"، إذ يخشى حدوث تصعيد نووي بين فرنسا وروسيا.

وفي صفوف اليسار، اتهم المسؤول عن القضايا الدولية في حزب "فرنسا الأبية" النائب أرنو لو غال، ماكرون بالاقدام على "مخاطر جسيمة" بتصريحاته التي قد تدفع الى تصعيد التوتر.

وقال "ينبغي الا نهدّد بشبح الحرب طوال فترة الحملة (الانتخابية) الأوروبية التي ستفسدها قضايا الحرب".

وتختلف الآراء حتى في صفوف الأحزاب المعارضة التي تشهد انقسامات وخصوصاً في اليسار. ويشدّد حزب "فرنسا الأبية" باستمرار على "خلافه التام" بشأن أوكرانيا مع رئيس قائمة الحزب الاشتراكي للانتخابات الأوروبية رافايل غلوكسمان، الذي تم تقديمه على أنه "داعٍ للحرب" مواقفه قريبة من ماكرون.

وحذّر أحد الاشتراكيين من أن "تباين اليسار سيكون حادا" في الانتخابات الأوروبية، لافتا الى أن حزب "فرنسا الأبية" بدأ يصف غلوكسمان بـ"الباحث عن الحرب".

وقال "قد تكون حملة قذرة".

بدوره، أشاد غلوكسمان لصحيفة لو باريزيان الأحد بـ "نقاش مفيد... سيوضح الخطوط العامة لكل طرف". ودعا "كل المتعلّقين بالديموقراطية وأمن أوروبا إلى تأييد هذا الاتفاق".

وبعد الجمعية الوطنية، ستعقد مناقشة مماثلة في مجلس الشيوخ، الأربعاء.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium