تواجه رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني اختبارا سياسيا جديدا، الأحد، مع الانتخابات في منطقة أبروتسو، وذلك بعد أسبوعين من اقتراع سردينيا الذي منيت فيه بأول فشل منذ وصولها إلى السلطة.
وكثفت ميلوني وأعضاء ائتلافها من اليمين المتطرف جهودهم في هذه المنطقة الواقعة وسط البلاد تفاديا لهزيمة من شأنها أن تعطي دفعا للمعارضة اليسارية قبل الانتخابات الأوروبية في حزيران.
في 2019 اصبح الرئيس الحالي لمنطقة أبروتسو ماركو مارسيليو الذي سيترشح مجددا، أول رئيس إقليمي عن حزب ميلوني اليميني المتطرف "اخوة ايطاليا" (فراتيلي ديتاليا).
وترجح وسائل الإعلام الإيطالية أن تكون المنافسة شديدة مع المرشح اليساري لوتشانو داميكو، لكن استطلاعات الرأي محظورة.
ويحظى داميكو وهو عميد جامعي، بدعم الحزب الديموقراطي (يسار الوسط)وحركة 5 نجوم بالإضافة إلى حزبين وسطيين صغيرين.
وتواجه أحزاب المعارضة الإيطالية التي تشهد انقسامات، صعوبة في فرض نفسها امام ميلوني منذ وصولها إلى السلطة في تشرين الاول 2022، وتشير استطلاعات الرأي الوطنية الى تقدم حزبها بسبع إلى ثماني نقاط على الأحزاب الاخرى.
لكن الانتخابات التي جرت في سردينيا في 25 شباط أعطتها أملا حتى لو لم يفز مرشح الحزب الديموقراطي وحركة 5 نجوم إلا بفارق أقل من ألفي صوت.
والناخبون في كل من سردينيا وأبروتسو متقلبون سياسيا. فخلال العقدين الماضيين كانت الرئاسة في هاتين المنطقتين تتغير كل خمس سنوات وتنتقل بالتناوب من اليسار الى اليمين.
وبالتالي فإن إعادة انتخاب مارسيليو ستشكل تغيرا.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن العوامل المحلية يمكن أن تؤدي دورا مهما في خيار الناخبين بالإضافة إلى الاعتبارات الوطنية.
وتوجه ما لا يقل عن عشرة أعضاء من حكومة ميلوني إلى هذه المنطقة - التي تمثلها رئيسة الحكومة في البرلمان - لإطلاق الحملة الانتخابية والإعلان عن استثمارات.
ونظمت ميلوني تجمعا مشتركا الثلثاء في بيسكارا مع الزعيمين الآخرين في ائتلافها، ماتيو سالفيني عن حزب الرابطة (يمين متطرف) وأنطونيو تاياني عن فورتسا إيطاليا (يمين).
وأكد دجوفاني أورسينا المتخصص في العلوم السياسية بجامعة لويس في روما في مقال نشر الأحد في صحيفة "لا ستامبا" أن هزيمة ميلوني "قد تزيد بالتأكيد مشاعر الحماسة والتحفيز" في صفوف خصومها.
واضاف أنه على العكس، فان إعادة انتخاب مرشح رئيسة الوزراء "من شأنها أن تعيد مؤشر" حالة الرأي العام "إلى حيث كان قبل انتخابات سردينيا وتمحو تأثيرها إلى حد كبير".
ويتوقع ان تغلق مكاتب الاقتراع الاحد في الساعة 23,00 (22,00 ت غ) على أن تصدر النتائج الإثنين.