بينما كانت طائرة أميركيّة (سي-130) تحلّق فوق قطاع غزة لإسقاط الغذاء على سكان يواجهون شبح المجاعة، لم تظهر علامات تذكر على وجود أحياء وسط أنقاض متناثرة.
هبطت الطائرة إلى مستوى 3000 قدم فوق البحر المتوسط وشمال غزة ليبدأ طاقم من أفراد سلاح الجو الأميركي في إسقاط 10 حزم كبيرة من المساعدات المعبأة في الأردن مع مظلات من مؤخرة الطائرة.
وقال الجيش إن المساعدات الغذائية استهدفت شمال غزة حيث تشتدّ الحاجة إليها وإن إجمالي حجم المساعدات التي أسقطها الجيش الأميركي من الجو، بالتعاون مع دول غربية وعربية منذ الثالث من آذار، بلغ مليون رطل.
وكشفت لقطات مصوّرة لغزة من الطائرة عن الكثير من المباني التي سويت بالأرض بينما كان انهار البعض الآخر جزئياً أو تحوّل بالكامل إلى أنقاض متفحمة.
وخلص تحليل للأمم المتحدة لصور الأقمار الصناعية إلى أن 30 بالمئة من المباني دمّرت كلياً أو جزئياً في القطاع الفلسطيني الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، فضلاً عن تجريف العديد من الطرق التي صارت غير صالحة للاستخدام.
وتفيد السلطات الصحية في غزة بمقتل أكثر من 31 ألف شخص بينما تقول الأمم المتحدة إن ربع السكان صاروا على شفا المجاعة.
تسعى وكالات الإغاثة والحكومات إلى زيادة تدفق المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الحيوية إلى غزة عبر البر والبحر لأن عمليات الإسقاط الجوي مكلفة ومحدودة القدرة.
ويضغط البيت الأبيض على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات عن طريق البر. وتنفي إسرائيل فرض قيود على المساعدات الإنسانية وتقول إن سوء إدارة الأمم المتحدة لعمليات التوزيع هو السبب.