نفّذت الصين ثاني أكبر توغل لها في منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان هذا العام، إذ أعلنت تايبيه أن 30 طائرة دخلت المنطقة، أكثر من 20 منها مقاتلة.
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية في وقت متأخر الاثنين أن طائراتها وأنظمة الدفاع الجوي الصاروخية التابعة لها وضعت في حالة تأهب لمراقبة الأنشطة الصينية الأخيرة.
بدأت الصين في السنوات الأخيرة تنفيذ طلعات جوية كبيرة في منطقة الدفاع التابعة لتايوان تعبيرًا عن عدم رضاها ولإبقاء أسطول المقاتلات التابع لتايوان تحت ضغط دائم.
تعيش تايوان التي تتمتع بحكم ديموقراطي تحت تهديد مستمر من إمكانية تعرّضها لغزو من الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها وتعهّدت السيطرة عليها، وإن بالقوة إذا لزم الأمر.
واتّهمت الولايات المتحدة بيجينغ الأسبوع الماضي بإثارة التوتر بشأن الجزيرة وذكر وزير الخارجية أنتوني بلينكن على وجه الخصوص التوغلات الجوية كمثال على "الخطاب والأنشطة الاستفزازية بشكل متزايد".
جاءت تصريحات بلينكن بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن في ردّه على سؤال خلال زيارة أجراها إلى اليابان بأن واشنطن ستدافع عسكريا عن تايوان إذا تعرّضت الأخيرة لهجوم صيني. وهو تصريح فُسّر على أنه تراجع أميركي عن سياسة متبعة منذ عقود حيال هذه القضية.
لكن البيت الأبيض شدد مذاك على أن سياسته القائمة على "الغموض الاستراتيجي" بشأن التدخل في تايوان من عدمه لم تتغير.
زار عدد من النوّاب الأميركيين الجزيرة لإظهار دعم الولايات المتّحدة، من بينهم وفد برئاسة السيناتور الجمهوريّ ليندساي غراهام في نيسان. وقد وصل السيناتور الديموقراطي تامي داكورث إلى تايبيه الاثنين.
وداكورث هو أحد أبرز داعمي مشروع قانون "الشراكة مع تايوان"الهادف إلى تعميق الصلات الأمنيّة بين واشنطن وتايبيه، الذي لم يقرّ بعد.
لكن بعد لقائها بالسيناتور الديموقراطيّ الثلثاء قالت الرئيسة التايوانيّة تساي إنغ-ون إن شكلاً من أشكال الارتباط حاصل بالفعل.
وأفادت تساي في بيان أنّ "نتيجة (لمشروع لقانون)، تخطط وزارة الدفاع الأميركية الآن على نحو حثيث للتعاون بين الحرس الوطني وقوات الدفاع التايوانية"،من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
كانت عملية توغل الاثنين الأكبر منذ 23 كانون الثاني عندما دخلت 39 طائرة منطقة "تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي التايوانية (أديز)".
ومنطقة تحديد الدفاع الجوي مختلفة عن المجال الجوي الإقليمي لتايوان ولكنها تشمل منطقة أكبر بكثير تتداخل مع جزء من "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" التابعة للصين وحتى بعض أجزاء البر الرئيسي.
وأظهرت خريطة الرحلة التي نشرتها وزارة الدفاع التايوانية الطائرات تدخل من زاوية في جنوب غرب "أديز" قبل العودة.
والعام الماضي، سجّلت تايوان 969 عملية توغل قامت بها مقاتلات صينية في منطقة "أديز" التابعة لها، وفق قاعدة بيانات فرانس برس، وهو ضعف عمليات التوغل المسجلة في 2020 والتي بلغ عددها حوالى 380.
وسجّل أكبر عدد من الطائرات التي أرسلتها الصين إلى جارتها في يوم واحد في الرابع من تشرين الأول 2021 وبلغ 56.
وذكرت وسائل إعلام محلية الثلثاء أن طيارا لقي حتفه بعدما تحطّمت طائرته التدريبية في مدينة كاوهسيونغ الجنوبية.