تساعد الحرب الأوكرانية إحدى الدول على تحقيق أهدافها في السياسة الخارجية. وهذه الدولة ليست روسيا ولا أوكرانيا. بحسب محلل شؤون الشرق الأوسط في القوات الجوية الأميركية آرون بيلكينغتون، إنها إيران.
كتب بيلكينغتون في موقع "ذا كونفرسايشن" أن إيران هي واحدة من أكثر الداعمين صراحة لروسيا في الحرب. ليس لهذا الأمر علاقة بأوكرانيا بل باستراتيجية إيران الطويلة المدى تجاه الولايات المتحدة.
مع استمرار تآكل القوات الروسية والمخازن العسكرية والاقتصاد والعلاقات الديبلوماسية لموسكو، اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شريان حياة إيرانياً غير متوقع لكن ضرورياً لإنقاذ الانتصار في أوكرانيا وفي سوريا. لقد أجبرت محنة روسيا في أوكرانيا رئيسها على طلب مساعدة إيران بطريقتين:
أولاً أمّن الحرس الثوري المزيد من المقاتلين لملء الفراغ الذي تركته إعادة انتشار القوات الروسية من سوريا نحو أوكرانيا. ثانياً ستستخدم روسيا المسيّرات الإيرانية المنخفضة الكلفة والتي أثبتت نفسها في المعارك لمواجهة الترسانة التي يؤمّنها الغرب لأوكرانيا.
إن التحالف الذي تزداد حرارته بين الطرفين قد لا يساعد روسيا على إلحاق الهزيمة بأوكرانيا لكنه سيعزز مصالح إيران القومية. فطهران سترسخ حضورها أكثر في سوريا بما يسمح لها بالسيطرة على الأراضي التي تهددها القوات المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد. وسيساعدها ذلك في فتح "جسر بري" لمواصلة دعم الشركاء والوكلاء.
وحصول روسيا على الأسلحة الإيرانية سيعزز بشكل واضح الصناعة العسكرية الإيرانية التي كان زبائنها الأساسيون ميليشياتها الخاصة وفقاً للكاتب. أثمرت جهود إيران الحديثة لتوسيع صناعة المسيّرات نجاحاً محدوداً في أسواق صغيرة وغالبيتها هامشية مثل إثيوبيا والسودان وطاجيكستان وفنزويلا.
موسكو هي ثاني أكبر مصدّر عالمي للأسلحة وتحولها المفاجئ نحو الأسلحة الإيرانية يؤشر إلى خطورة مشاكلها. ينقل هذا التحالف إيران نحو دور أكثر بروزاً على صعيد تصدير الأسلحة الكبيرة.
تُوسع الحرب الأوكرانية طريقاً جديداً لإيران كي تواجه الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة وتقدّم فرصة إضافية لتقويض نفوذها ونفوذ الناتو في أوراسيا وفقاً للكاتب. وقد تجبر الأسلحة الإيرانية الدول الغربية على تحويل مليارات إضافية لمواجهة المسيّرات أو لاستبدال الأصول التي يمكن أن تدمرها الأسلحة الإيرانية.
لن تقلب هذه الأسلحة موازين القوى لصالح روسيا لكنها ستساعد إيران على نشر أسلحتها ومستشاريها في مناطق جديدة لتعزيز أعداء أميركا والترويج للمصالح الإيرانية على حساب المصالح الأميركية.