النهار

بوتين: الهجمات الأوكرانيّة محاولة لـ"زعزعة" الانتخابات الرئاسيّة الروسيّة و"لن تمر من دون عقاب"
المصدر: أ ف ب
بوتين: الهجمات الأوكرانيّة محاولة لـ"زعزعة" الانتخابات الرئاسيّة الروسيّة و"لن تمر من دون عقاب"
بوتين يترأس اجتماعا لمجلس الأمن الروسي عبر الفيديو في مقر الإقامة نوفو- أوغاريوفو خارج موسكو (15 آذار 2024ـ أ ف ب).
A+   A-
توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بالرد على الهجمات الأوكرانية على أراضي بلاده، معتبرا أن التوغلات البرية المسلحة الأخيرة التي قام بها مقاتلون موالون لأوكرانيا تهدف إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية التي ينتظر أن يفوز بها في غياب معارضة فعلية.

في الوقت نفسه، أوقف ما لا يقل عن ثلاثة عشر شخصا على خلفية الحاق أضرار بمراكز اقتراع، وهي أفعال لم يتم الإعلان عن دوافعها المحددة.

وأكد بوتين الذي صوت عبر الإنترنت الجمعة في اليوم الأول من الانتخابات، أن الضربات الأوكرانية ضد الأراضي الروسية التي تزايدت في الأيام الأخيرة لن تمر "من دون عقاب".

في المقابل، قُتل ما لا يقل عن 16 شخصا وأصيب حوالى 60 في واحد من أكبر الهجمات الصاروخية الروسية على مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة في جنوب أوكرانيا التي سبق أن استهدفت مرتين في الأيام الأخيرة.

وأعلن الجيش الروسي الجمعة أيضا صد عدة توغلات برية لمقاتلين من أوكرانيا منذ 12 آذار، معترفا بأنه اضطر إلى استعمال المدفعية والطيران.

واعتبر بوتين أن هذه الهجمات تشكل "محاولة لزعزعة الانتخابات الرئاسية".

ومن المنتظر أن تسفر الانتخابات التي تستمر حتى الأحد عن فوز الرئيس بولاية إضافية مدتها ست سنوات، بعد قمع كافة الأصوات المعارضة.

لكن مسار الانتخابات لم يخل من عوائق.

- حوادث -
ذكرت وسائل إعلام روسية أن امرأة أوقفت بعد أن أضرمت النار في مركز اقتراع في موسكو، بينما حاولت ثانية تبلغ 20 عاما إلقاء زجاجة حارقة على مركز اقتراع في سان بطرسبرغ، وفق مسؤول محلي.

كما أوقف شخص لمحاولته إشعال النار في صندوق اقتراع في خانتي-مانسيسك في سيبيريا، وآخر لمحاولته إشعال مفرقعات في مركز اقتراع في منطقة تشيليابينسك غير البعيدة عن جبال الأورال.

ألقي القبض أيضا على ستة أشخاص لقيامهم بسكب طلاء في صناديق الاقتراع قرب العاصمة الروسية، وفي سيبيريا، وفورونيغ (غرب)، وروستوف أون دون (جنوب غرب)، وقراتشاي شركيسيا في القوقاز.

وقالت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا إن هؤلاء الأشخاص وعدوا بتلقي أموال من "أوغاد في الخارج".

في المناطق الأوكرانية المحتلة، انفجرت قنبلة من دون وقوع إصابات خارج مركز اقتراع في منطقة خيرسون (جنوب)، وقصفت القوات الأوكرانية لجنتي انتخابات محليتين، بحسب سلطات الاحتلال.

وكانت النيابة العامة في موسكو حذّرت الخميس من مغبة أي احتجاجات، في ظل عدم التسامح مع أي انتقاد أو معارضة في روسيا.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإجراء الانتخابات الرئاسية الروسية "في المناطق المحتلة من أوكرانيا"، وفق ما أفاد المتحدث باسمه الجمعة.

وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن "الأمين العام يدين جهود روسيا الاتحادية لتنظيم انتخابات رئاسية في مناطق من أوكرانيا تحتلها روسيا الاتحادية. ويذكر بأن المحاولة غير القانونية لضم مناطق من أوكرانيا باطلة بحسب القانون الدولي"، مكررا تمسك المنظمة الأممية ب"استقلال" أوكرانيا و"وحدة أراضيها".

- أوقات "صعبة" -
عشية الانتخابات الرئاسية، حثّ فلاديمير بوتين البالغ 71 عاما قضى 24 منها في السلطة، مواطنيه على عدم "الانحراف عن المسار" في هذه الأوقات "الصعبة"، في إشارة إلى عواقب الهجوم على أوكرانيا المستمر منذ أكثر من عامين.

ويواجه الرئيس المنتهية ولايته ثلاثة مرشحين لا يعارضون الهجوم في أوكرانيا ولا القمع الذي قضى على كل معارضة، وبلغ ذروته بوفاة أليكسي نافالني في السجن في منتصف شباط.

ودعت أرملة أليكسي نافالني يوليا نافالنايا التي تعهدت مواصلة نضال زوجها، الروس إلى الاحتجاج من خلال التصويت لأي من المرشحين باستثناء بوتين.

كذلك، دعت الروس المؤيدين للمعارضة إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في الوقت نفسه الأحد عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، لإظهار وجود عدد كبير من المعارضين.

- "مهزلة" -
فتحت أول مراكز الاقتراع عند الثامنة صباح الجمعة (الساعة 20,00 ت غ الخميس) في شبه جزيرة كامتشاتكا وفي توكوتكا في أقصى الشرق الروسي، على أن تغلق الأحد عند الساعة 20,00 (الساعة 18,00 ت غ) في جيب كالينينغراد الروسي الواقع داخل الاتحاد الأوروبي.

في إحدى مدارس موسكو أتى عشرات الأشخاص مع فتح مركز الاقتراع. وأكدت لودميلا المتقاعدة البالغة السبعين أنها تريد "في المقام الأول تحقيق الانتصار" في أوكرانيا مشددة على أن ذلك يعني التصويت لصالح فلاديمير بوتين برأيها.

وصوت العامل السابق ناتان البالغ 72 عاما لبوتين كذلك أملا في توافر فرص عمل إضافية "وألا تقع أي حرب".

ومن شأن فوز بوتين في هذه الانتخابات أن يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030. وبفضل التعديل الدستوري لعام 2020، سيتمكن من الترشح مرة أخرى والبقاء في المنصب حتى العام 2036، وهو العام الذي يبلغ فيه 84 سنة.

وبسخرية، وجه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "التهاني" إلى بوتين الجمعة على "الفوز الساحق الذي حققه في الانتخابات التي تبدأ اليوم".

وانتقدت الولايات المتحدة الاقتراع، ونددت بـ"الانتخابات الصورية المنظمة في الأراضي الأوكرانية المحتلة". ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية المجتمع الدولي إلى رفض نتيجة هذا التصويت الذي وصفته بأنه "مهزلة".

- مسيّرات وصواريخ -
زادت أوكرانيا ضغطها العسكري على منطقتي بيلغورود وكورسك الروسيتين المحاذيتين لحدودها واللتين استهدفتا بهجمات عدة بمسيّرات وتوغلات لوحدات عسكرية تضم روسا معارضين للكرملين.

وقُتل مدني وأصيب اثنان آخران في بيلغورود في قصف أوكراني وفق ما أعلن الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف الذي أفاد في وقت بأن مقاتلا قضى أيضا في ضربة أخرى.

بموازاة ذلك، كثرت الهجمات بالمسيّرات في المناطق الحدودية الروسية وكذلك مناطق واقعة على مسافة مئات الكيلومترات من خط الجبهة إذ ان كييف تعهدت الرد على القصف الذي تتعرض له أوكرانيا منذ أكثر من سنتين.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium