النهار

إردوغان يعتزم تقديم تعديل دستوري لحماية الأُسر التركية من "التوجّهات المُنحرفة"
المصدر: "رويترز"
إردوغان يعتزم تقديم تعديل دستوري لحماية الأُسر التركية من "التوجّهات المُنحرفة"
مشهد من مسيرة داعمة لمجتمع الميم في إسطنبول عام 2014 (أ ف ب).
A+   A-
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم أنّ حزبه سيُقدّم تعديلاً دستورياً للبرلمان لحماية الأُسر ممّا سمّاه "التوجهات المنحرفة"، قاصداً ربّما القوانين العالمية لزواج المثليين.
 
ويستعدّ حزب العدالة والتنمية، بزعامة إردوغان، لتقديم تعديلات دستورية في الأيام المقبلة ستضمن أيضاً الحقوق المدنية للنساء اللائي يرتدين الحجاب.
 
انتقد إردوغان، خلال حديثه مع زعماء إسلاميين، ما قال إنّه توجّه عالمي لجعل وحدة الأسرة تفقد معناها، مضيفاً: "بينما يُحتقر الزواج بين المرأة والرجل استناداً إلى الشرعية، نجد أن الانحراف وانعدام الأخلاق والعلاقات الفاسدة محل تشجيع عالمي".
 
شدّد الرئيس التركي ومشرّعو حزب العدالة والتنمية خطابهم ضدّ مجتمع الميم في السنوات الأخيرة، إذ كثيراً ما وصفوا أفراده بـ"المنحرفين" أو "المنحلّين".
 
وقال إردوغان اليوم: "أرى مقترح التعديل الدستوري الذي سنقدّمه إلى البرلمان في الأيام المقبلة خطوة مهمّة في هذا الصدد"، موضحاً أنه يستهدف "حماية المؤسسة الأسرية من التهديدات المتزايدة للتوجهات المنحرفة".
 
من جانبه، قال كريم ديكمان، محامي مجموعة "كاوس جي.إل" الحقوقيّة المعنيّة بحقوق مجتمع الميم، إن تعزيز الحقوق الدستورية لأحد أجزاء المجتمع لا ينبغي أن تؤدّي إلى ضياع حقوق جزء آخر من المجتمع.
 
وأضاف ديكمان، مشيراً إلى العلاقات المثلية في خطاب عن الأسر، أن ذلك "يُعمّق المخاوف لدى أفراد مجتمع الميم، الذين هم مواطنون متساوون في الدولة… في فترة يزداد فيها خطاب الكراهية وجرائم الكراهية ضدّ أفراد مجتمع الميم".
 
يذكر أنّ المثلية الجنسية ليست جريمة في تركيا، لكنّ العداء ضدّها منتشر. وكان يُنظر إلى تركيا في السابق باعتبارها ملاذاً آمناً لمجتمع الميم في الشرق الأوسط، وكانت إسطنبول مسرحاً لمسيرات كبيرة يُشارك فيها عشرات الآلاف. لكن هذه المسيرات محظورة فعلياً منذ عام 2015.
 
ولا يملك حزب العدالة والتنمية وحلفاؤه القوميون من حزب الحركة القومية الأغلبية بثلاثة أخماس في البرلمان لإقرار تعديلات دستورية.
 
وبدا أن إردوغان أشار إلى تصويت حديث في إحدى ولايات المكسيك لاعتماد شرعية زواج المثليين، قائلاً إنهم سيحولون دون حدوث تحركات مماثلة في تركيا. وأضاف: "سنتصدّى لهذه الجهود في بلادنا حتى النهاية، ولن ندع بعض الناس يستولون على هذا المجتمع المسلم".
 
وطرح إردوغان التعديلات للمرة الأولى في معرض ردّه على زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، الذي أعلن تشريعاً مزمعاً لتكريس حق المرأة في ارتداء الحجاب. ومنح حزب العدالة والتنمية بالفعل حريات أوسع نطاقاً للنساء في ارتداء الحجاب في بدايات فترة حكمه المستمر منذ عقدين.

اقرأ في النهار Premium