يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإحكام قبضته على السلطة اليوم الأحد في انتخابات رئاسية من المؤكد أنه سيحقق فيها فوزا ساحقا على الرغم من أن بعض المعارضين نظموا احتجاجا رمزيا على حكمه ظهر اليوم في مراكز اقتراع.
وسيصبح بوتين، الذي يتولى السلطة سواء في منصب الرئيس أو رئيس الوزراء منذ عام 1999، حال فوزه بفترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات، الحاكم الأطول بقاء في حكم روسيا منذ أكثر من 200 عام حال اكماله تلك الفترة.
وتأتي الانتخابات بعد ما يزيد قليلا على عامين من بداية أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والذي أشعله بوتين عندما أمر بغزو أوكرانيا في ما وصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة".
وخيمت الحرب على عملية التصويت في الانتخابات التي تجرى على مدى ثلاثة أيام تنتهي اليوم الأحد، إذ شنت أوكرانيا هجمات متكررة خلال الأيام القليلة الماضية على مصافي نفط في روسيا بطائرات مسيرة وقصفت مناطق روسية وسعت إلى اختراق الحدود الروسية بالاستعانة بقوات موالية لكييف، في خطوة قال بوتين إنها لن تمر دون عقاب.
وفي حين أن إعادة انتخاب بوتين ليست موضع شك نظرا لعدم وجود أي منافسة ملموسة من المرشحين الآخرين، يرغب بوتين في إظهار أنه يحظى بدعم ساحق من الروس.
ويسعى الكرملين إلى تسجيل نسبة إقبال عالية، وقبل ساعات عدة من إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة 1800 بتوقيت غرينتش، تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات على مستوى البلاد مستويات عام 2018 البالغة 67.5 بالمئة.
ودعا مؤيدو أبرز معارضي بوتين، الراحل أليكسي نافالني الذي توفي في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي في شباط الماضي، الناخبين إلى المشاركة في احتجاج تحت شعار "الظهيرة ضد بوتين" لإظهار معارضتهم لزعيم يتهمونه بالفساد والاستبداد.
وقالت يوليا أرملة نافالني في رسالة إلى حشد في بودابست يوم 15 آذار "كان أليكسي يناضل من أجل أمور بسيطة للغاية هي حرية التعبير وانتخابات نزيهة والديموقراطية وحقنا في العيش دون فساد وحروب".
وأضافت "بوتين ليس روسيا، وروسيا ليست بوتين".
ولم تتوفر إحصاءات مستقلة حول عدد الناخبين الروس البالغ عددهم 114 مليونا الذين خرجوا عند الظهيرة لإظهار معارضتهم لبوتين، وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية شملت عشرات الآلاف من أفراد الشرطة والأمن.
ولاحظ صحافيو رويترز زيادة طفيفة في تدفق الناخبين، لا سيما الشباب، في وقت الظهيرة ببعض مراكز الاقتراع في موسكو ويكاترينبرج، إذ تشكلت طوابير تضم مئات عدة من الأشخاص. وقال البعض إنهم كانوا يحتجون رغم عدم وجود علامات واضحة تميزهم عن الناخبين العاديين.
وقدّر ليونيد فولكوف، مساعد نافالني المنفي الذي تعرض لهجوم بمطرقة الأسبوع الماضي في فيلنيوس، أن مئات الآلاف من الأشخاص توجهوا إلى مراكز الاقتراع في موسكو وسان بطرسبرج ويكاترينبرج ومدن أخرى.
ووقف مئات الروس في طابور وقت الظهيرة في مراكز الاقتراع في البعثات الديبلوماسية الروسية في مختلف الدول، بدءا من أوستراليا واليابان وصولا إلى أرمينيا وكازاخستان وجورجيا.
وحدثت وقائع متفرقة للاحتجاج خلال اليومين الماضيين إذ أشعل بعض الروس النار في أكشاك التصويت وسكبوا صبغة ملونة في صناديق الاقتراع، مما أثار غضب المسؤولين الروس الذين وصفوا مرتبكي هذه الأفعال بالأوغاد والخونة. ونشر معارضون بعض صور بطاقات الاقتراع التي أفسدت عليها شعارات مسيئة لبوتين.
لكن وفاة نافالني تركت المعارضة المتناثرة محرومة من أقوى زعيم لها، كما أن شخصيات المعارضة الرئيسية الأخرى خارج البلاد أو في السجن أو توفوا.
وتجرى أيضا عملية التصويت في شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، وما تسميها موسكو "بالأراضي الجديدة"، وهي أربع أراض أوكرانية تسيطر عليها بشكل جزئي وأعلنت السيادة عليها منذ عام 2022. وتعتبر كييف أن الانتخابات التي تجري في الأراضي التي تسيطر عليها موسكو غير قانونية وباطلة.