النهار

اليوم الأخير للانتخابات الرئاسيّة في روسيا: توقيف عشرات بسبب احتجاجهم وأنصار لنافالني في مراكز اقتراع
المصدر: أ ف ب
اليوم الأخير للانتخابات الرئاسيّة في روسيا: توقيف عشرات بسبب احتجاجهم وأنصار لنافالني في مراكز اقتراع
أشخاص يصطفون خارج مركز اقتراع في موسكو خلال الانتخابات الرئاسية الروسية (17 آذار 2024، أ ف ب).
A+   A-
يدلي الناخبون الروس، الأحد، بأصواتهم في اليوم الثالث والأخير من انتخابات مخصّصة لتجديد ولاية الرئيس فلاديمير بوتين، في ظلّ عمليات قمع ووفاة المعارض اليكسي نافالني وفي خضم الهجوم على أوكرانيا.

مع ذلك، حرص معارضو الرئيس الروسي الذي يقود البلاد منذ 24 عاماً، على إسماع صوتهم ظهر الأحد. وشوهدت حشود في بعض الأماكن، بينما كان عددهم أقل في أماكن أخرى، على ما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس.

وتحدثت منظمة "أو في دي انفو" (OVD-Info) غير الحكومية المتخصصة في مراقبة القمع إن  74 شخصا على الأقل اعتقلوا في روسيا لقيامهم بأعمال احتجاجية مختلفة، موضحة أن الاعتقالات جرت بشكل رئيسي في كازان بوسط روسيا، وفي العاصمة موسكو.

وأشارت إلى أن هذا الرقم قد يرتفع مع تسلمها أسماء جديدة.

ومن المستبعد أن تؤثر هذه الاحتجاجات على نتائج التصويت.
 
وستصدر التقديرات الأولى ونتائج استطلاع رأي الناخبين الذي أجراه معهد فتسيوم الحكومي، بعيد إغلاق آخر مراكز الاقتراع في الساعة 18,00 مساءً بتوقيت غرينتش في منطقة كالينينغراد، وتكريس فوز بوتين.

يواجه فلاديمير بوتين (71 عاماً) ثلاثة مرشحين غير بارزين، في غياب أي معارضة حقيقية.

ويأتي ذلك فيما شهد الأسبوع بأكمله قصفاً عنيفاً ومحاولات توغّل مسلّح من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.

وتعهّد بوتين الجمعة الرد على هذه الهجمات التي تأتي رداً على القصف اليومي الذي تشنّه روسيا على أوكرانيا منذ 24 شباط 2022.

وينظر الرئيس الروسي الذي يمكنه أن يعتمد على شعبية حقيقية، إلى الانتخابات على أنّها دليل على وحدة الشعب الروسي خلفه.

- المعارضة ظهراً -
وقال الخميس "يجب أن نؤكد وحدتنا"، معتبراً أنّ البلاد هدف لحرب خطط لها الغرب، على حدّ تعبيره.

ويشاركه الكثير من مواطنيه هذه الرؤية. فقد قالت ليوبوف بيانكوفا (70 عاماً) وهي متقاعدة من مدينة سان بطرسبرج مسقط رأس بوتين، لوكالة فرانس برس، إنّ "الأفعال التي يرتكبها الغرب ضدّنا تؤدي فقط إلى مزيد من الوحدة في صفوف الشعب الروسي".

ومن أجل إظهار جبهة موحدة، كان من المهم أن يضمن الكرملين نسبة مشاركة عالية. وفي فترة ما بعد الظهر، بلغت هذه النسبة 66%، بحسب الأرقام الرسمية.

أمّا معارضو الرئيس الروسي، فقد ماتوا أو اعتُقلوا أو باتوا في المنفى، في ظلّ عملية قمع بلغت ذروتها إبان وفاة اليكسي نافالني في ظروف غامضة في سجن في منطقة نائية في القطب الشمالي الروسي.

ورغم أنّ المعارضة لا تملك أيّ فرصة للتأثير على التصويت، إلّا أنّها كانت تسعى إلى إظهار وجودها، كما حدث أثناء جنازة نافالني عندما كرّمته حشود في موسكو.

ودعت يوليا نافالنايا زوجة نافالني، أنصاره إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع في الوقت ذاته ظهر الأحد (9,00 بتوقيت غرينتش)، ومنح أصواتهم لأي مرشّح بخلاف بوتين.

وفي الموعد المحدّد، حضرت يوليا نافالنايا الأحد إلى أمام السفارة الروسية في برلين للادلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية في بلادها، على ما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس بينما بدأ الناخبون يتوافدون بأعداد كبيرة على عدد من مراكز الاقتراع.

وقال ألكسندر (29 عاماً)، "إنه آخر شكل من أشكال الاحتجاج حيث يمكنك التعبير عن نفسك بحرية"، مضيفاً "لو لم أفعل ذلك، لكنت شعرت بأنني جبان".

في مارينو، وهو حي آخر بموسكو، حضر عدد صغير من الناخبين إلى المركز الذي كان أليكسي نافالني يدلي بصوته فيه.

وتقول أولغا (52 عاماً) قبل أن تغادر مع ابنها لزيارة قبر المعارض "قابلت  بعض الأشخاص وتحدثت إليهم، وشعرت أنهم يفكرون مثلي وأني لست وحدي".

وفي المقبرة، سار عشرات ووضعوا زهوراً على القبر.

وتذكروا مقولة يحبها المعارض "للانتصار، لا يحتاج الشر سوى إلى تقاعس الطيبين".

- توغّلات ومسيّرات -
على الجبهة الأوكرانية حيث أدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الجنود الروس، تسعى موسكو جاهدة إلى الترويج لمكتسباتها الأخيرة على أنّها انتصارات، على الرغم من أهميتها المحدودة.

وأعلن الجيش الروسي طيلة الأسبوع، أنّه تصدّى لمحاولات توغّل مسلّحة من أوكرانيا المجاورة إلى مناطق بيلغورود وكورسك، في هجمات تبنّتها وحدات مؤلّفة من روس معادين لبوتين.

ودعت إحدى هذه المجموعات وهي "فيلق الحرية الروسية" السبت، المدنيين إلى إخلاء مدينة بيلغورود، قائلة لهم "ليس من الضروري أن تكونوا دروعاً بشرية لبوتين".

وفي الأيام الأخيرة، قُتل عدة أشخاص في هذه المناطق في هجمات بطائرات من دون طيار وصواريخ مدفعية، رغم أنّ مضادات الدفاع الجوي الروسية بدت قادرة على إسقاط معظم هذه المقذوفات.

وقتل شخص وأصيب 11 آخرون الاحد في ضربات جديدة طاولت بيلغورود كما كتب حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف على تلغرام.

وكان فياتشيسلاف غلادكوف أعلن صباح الأحد مقتل فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً في المدينة القريبة من الحدود، حيث تسبّبت غارة في احتراق المنزل الذي كانت تتواجد فيه.

وأعلن الجيش الروسي الأحد أيضا أنّه أسقط خلال الليل 35 مسيّرة أوكرانية فوق مناطق روسية مختلفة من بينها موسكو.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium