سجلت تعبئة لافتة، ظهر الاحد، أمام السفارات الروسية في اوروبا، وهي الساعة التي دعت فيها المعارضة الى تكريم ذكرى المعارض اليكسي نافالني الذي كانت أرملته موجودة في برلين حيث نددت بانتخابات رئاسية مشوهة.
وكانت يوليا نافالنيا التي تعهدت استكمال مسيرة زوجها الذي توفي داخل سجنه في روسيا، دعت الناخبين الى التوجه لصناديق الاقتراع ظهر الاحد (التاسعة ت غ) تكريما له، والتصويت لاي مرشح آخر غير الرئيس فلاديمير بوتين.
ووقفت نافالنيا في طابور بعيد ظهر الاحد أمام السفارة الروسية في برلين، ووافقت مبتسمة على التقاط صور "سيلفي" مع أنصار لها.
وصافحها عدد كبير منهم فيما كان آخرون يتظاهرون في مكان غير بعيد، منددين بالتمديد المبرمج للرئيس فلاديمير بوتين على رأس الحكم.
وسبق ان أقامت نافالنيا اسابيع عدة في العاصمة الالمانية خلال فترة نقاهة زوجها الراحل في 2020، حين تعرض لتسميم خطير نسبه الى الكرملين. ولدى عودته الى روسيا في كانون الثاني 2021، تم توقيفه فورا قبل أن تحصل وفاته اللغز منتصف شباط في سجن بأقصى شمال روسيا.
في باريس، وقف آلاف الروس بمظلاتهم ومعاطفهم في طابور تحت المطر امتد حوالى 600 متر، وفق ما افادت فرانس برس في الساعة 12,30 بالتوقيت المحلي.
وقالت تاتيانا ليونتيفا (43 عاما) "سأستخدم بطاقة الاقتراع كمنشور. اعتقد أنني ساكتب عليها +نافالني+. ساقول إن بوتين غير شرعي. أدعم القيم الديموقراطية".
وقال غينادي غودكوف الذي التقته فرانس برس في باريس ساخرا "إذا حصل بوتين على خمسة في المئة من الاصوات هنا، فسيكون نجاحا بالنسبة اليه".
لكن فوز فلاديمير بوتين (71 عاما) حتمي في غياب أي معارضة له. ولم يتردد البعض في باريس بالتعبير عن تأييدهم له، على غرار سفيتلانا مياسنيكوفا (53 عاما) التي اعتبرت أنه "أفضل الرؤساء".
- "نجاح" -
اكد ايفان زدانوف الذي يدير في فيلينوس عاصمة ليتوانيا "مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد" أن الاحتجاج ظهر الأحد شكل "نجاحا" حتى في المدن الروسية، رغم "ترهيب" السلطات.
واضاف لفرانس برس "إنه تجمع رمزي، لكننا نعلم ايضا أن ديكتاتوريات كثيرة تسقط بعد أحداث مماثلة".
في بلغراد، رفع العديد من المعارضين الروس لافتة أمام مكتب اقتراع كتب عليها "بوتين ليس روسيا"، على وقع تصفيق عدد من الناخبين.
وقال المعارض بيتر نيكيتين "كثيرون سيشطبون بطاقاتهم لتصبح ملغاة. سافعل الأمر نفسه".
وتكرر المشهد في لاهاي: آلاف من الروس أمام سفارة بلادهم على مرأى من عناصر الشرطة، بحسب وسائل الاعلام الهولندية. وارتدى بعض هؤلاء لوني المعارضة الأزرق والابيض، فيما رفع آخرون أعلاما اوكرانية أو وضعوا ورودا أمام صورة لاليكسي نافالني.
وفي تالين الإستونية، اوردت اناستاسيا كوروبوفا (44 عاما) التي غادرت روسيا مذ كانت طفلة أنها كتبت "نافالني" على بطاقة الاقتراع، مؤكدة أن "اناسا كثيرين يؤيدون (المعارض الراحل) ولا يريدون الحرب" في أوكرانيا.