البابا السابق بنديكتوس السادس عشر (أ ف ب).
أدلى البابا السابق بنديكتوس السادس عشر الذي توفي السبت عن عمر ناهز 95 عاماً، بتصريحات أثارت ضجة، وذلك خلال فترة حبريته (2005 - 2013) وبعضها بعد تنحيه.
منصب البابا
في كتاب "الحوارات الأخيرة" للبابا بنديكتوس مع الصحافي الألماني بيتر سيوالد عام 2016، قال "كنت أعلم أنني لست الرجل المناسب حقاً. لكن لو كان الله هو الذي يفرض عليّ هذا الحمل، فيتعيّن عليه أن يساعدني فيه".
وأضاف: "الشعور الذي راودني: المقصلة".
النازية
خلال زيارته في 28 أيار 2006 معسكر أوشفيتز-بيركيناو النازي، قال "التحدّث في مكان الرعب هذا، في المكان حيث ارتكبت جرائم غير مسبوقة ضد الله والإنسان، يكاد يكون مستحيلاً، وهو بشكل خاص صعب ومزعج بالنسبة إلى مسيحي، بالنسبة إلى بابا آتٍ من ألمانيا".
وأثار في الخطاب ذاته انزعاجاً لدى البعض عندما بدا وكأنه يبرئ الشعب الألماني من كل مسؤولية عن الجرائم النازية التي نسبها إلى "مجموعة من المجرمين".
الإسلام
أثناء محاضرة ألقاها أمام أكاديميين في ريغنسبورغ في جنوب ألمانيا في 12 أيلول 2006، صرّح بنديكتوس السادس عشر "بالنسبة إلى العقيدة الإسلامية، الله مطلق السمو، ومشيئته ليست مرتبطة بأي من مقولاتنا ولا حتى بالعقل". وذكر مقطعاً من حوار دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"فارسي مثقف". ويقول الإمبراطور للمثقف "أرني ما الجديد الذي جاء به محمد"، مشيراً إلى "أمره بنشر الدين الذي كان يبشّر به بحد السيف".
وأثار اقتباسه هذا حفيظة المسلمين حينها، وصولاً إلى مطالبته بالاعتذار.
التحرّش الجنسي بالأطفال
قبل رحلة إلى الولايات المتحدة في 15 نيسان 2008، اعتبر أن "التحرّش الجنسي بالأطفال يتعارض تماماً مع ممارسة الخدمة الكهنوتية".
وأضاف في ما يتعلّق بالكهنة المعنيين بهذه الجريمة "نشعر بالخجل الشديد".
في مقال نشره عام 2019 في مجلة شهرية دينية بافارية، كتب البابا المستقيل "ناضلت ثورة 1968 من أجل حرية جنسيّة كاملة" وتمّ بالتالي "تشخيص" التحرّش الجنسي بالأطفال من قبل البعض على أنه "مسموح".
وأثار تحليله هذا انتقادات شديدة من خبراء ذكّروا بأن ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال داخل الكنيسة تعود إلى القرون الأولى للمسيحية.
في شباط 2022،، طلب مجدداً "المغفرة" من الضحايا، بعد نشر تقرير ألماني مستقل اتهمه بالتقاعس في مواجهة حالات عنف جنسي طالت قاصرين في أبرشية ميونيخ، عندما كان رئيساً لأساقفتها، لكنّه أكّد أنه لم يمنح غطاء لأي من الكهنة المتحرشين.
الأوقية الذكرية
قبل رحلته الأولى إلى إفريقيا، اعتبر البابا الراحل أنه "لا يمكننا حلّ مشكلة الإيدز عبر توزيع الأوقية الذكرية. على العكس من ذلك، يؤدي استخدامها إلى تفاقم المشكلة".
مع ذلك، أقرّ في عام 2010 بضرورة استخدام الواقي الذكري "في بعض الحالات" للحؤول دون الإصابة.
بيوس الثاني عشر واليهود
في كتاب ضمّ مقابلات في 20 تشرين الثاني 2010، اعتبر البابا المستقيل أن بيوس الثاني عشر الذي طالته انتقادات لعدم دفاعه علناً عن اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، كان "واحداً من الصالحين العظماء، وأنقذ اليهود أكثر من أي شخص آخر".
وكان أعلن موافقته على فتح ملف تطويب بيوس الثاني عشر، ما أثار غضب العديد من المجموعات اليهودية.
التنحي
في 11 شباط 2013، أعلن البابا الذي كان في الخاسة والثمانين، تنحيه، في مبادرة غير مسبوقة في 700 عام، وقال "توصلت الى قناعة بأن قواي، بسبب تقدمي في السن، لم تعد تسمح لي بممارسة مهامي بشكل ملائم".
"هذا قرار غير سهل، ولا بدّ من التفكير به مراراً وتكراراً. من جهة أخرى، كان الأمر بالنسبة إلي بديهياً، لذلك، لم يكن الصراع الداخلي مريراً".
وقال عن هذا القرار في "الحوارات الأخيرة" الصادر في 2016، "بالطبع، كان ذلك يوماً حزيناً".
البابا فرنسيس
من كتاب "الحوارات الأخيرة": "إنه رجل متأمل، رجل يكرّس نفسه فكرياً لقضايا زمنه. في الوقت ذاته، لديه اتصال مباشر جداً مع الناس".
"أتساءل كم يمكنه أن يصمد، لأن السلام باليد على مئتي شخص، أحياناً أكثر، كل أربعاء، يتطلب قوة كبيرة".
"هناك انتعاش في الكنيسة، فرح جديد، كاريسما جديدة تعجب الناس، وهذا أمر جيد".
الموت
"على الرغم من أنني أعرف أن الله لن يرفضني، كلما اقتربنا منه، كلما شعرنا بقوة بكل ما فعلناه بشكل سيء".
"أفرح لأنني سألتقي أهلي، وشقيق وشقيقتي وأصدقائي، وأن أتخيل بأن كل شيء سيكون جميلاً كما كان في منزلنا".