النهار

استقالة رئيس فيتنام في خضم حملة لمكافحة الفساد
المصدر: "أ ف ب"
استقالة رئيس فيتنام في خضم حملة لمكافحة الفساد
الرئيس الفيتنامي فو فان ثونغ. (أ ف ب)
A+   A-
استقال الرئيس الفيتنامي فو فان ثونغ بعد عام واحد فقط من توليه المنصب، وفق الحكومة الاربعاء، في وقت تنفذ الدولة الشيوعية حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد.

وقالت وكالة الأنباء الفيتنامية إن ثونغ مذنب بارتكاب "انتهاكات وأوجه قصور" وقبلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم استقالته.

ويأتي سقوط المسؤول البالغ 53 عاما فيما تشهد فيتنام اضطرابات سياسية كبيرة أرغمت سلفه أيضا على التنحي في حملة لمكافحة الفساد شهدت إقالة الكثير من الوزراء ومحاكمة رجال أعمال كبار بتهمة الفساد والاحتيال.

يحكم فيتنام الحزب الشيوعي. وعلى رأس النظام الاستبدادي هناك رسميا الأمين العام للحزب والرئيس ورئيس الوزراء، وتتخذ القرارات الرئيسية من قبل المكتب السياسي الذي يضم 16 عضوا.

رغم وجود رئيس، فإن الرجل القوي في النظام هو الأمين العام للحزب نغوين فو ترونغ الذي يعتبر مهندس حملة مكافحة الفساد، ويحظى بشعبية لدى الرأي العام الفيتنامي.

وأضافت وكالة الأنباء أن ثونغ انتهك "أنظمة" لم تحدد ماهيتها وفشل في أن يكون قدوة بصفته رئيسا للدولة.

ونقلت أن "انتهاكات الرفيق فو فان ثونغ وتقصيره أحدثت تأثيرا سيئا لدى الرأي العام، طاول سمعة الحزب والدولة وسمعته".

- صاحب السلطة -
وتابعت أنه "إدراكا منه لمسؤوليته تجاه الحزب والدولة والشعب، قدم استقالته من مناصبه".

ومن المقرر أن تعقد الجمعية الوطنية التي تلتزم تعليمات مسؤولي الحزب بحذافيرها، جلسة استثنائية الخميس لتأكيد هذه الاستقالة.

ومن المتوقع أن تتولى نائبة الرئيس فو ثي آنه شوان منصبه حتى يتم تعيين خلف دائم.

واصبح ثونغ رئيسا في الثاني من آذار من العام الماضي بعد استقالة الرئيس نغوين شوان فوك في خطوة مفاجئة غير معتادة في فيتنام، حيث يتم تنسيق التغييرات السياسية بعناية منذ فترة طويلة، مع التركيز على الاستقرار.

قبل فوك، لم يتنح سوى رئيس واحد آخر للحزب الشيوعي عن منصبه، وكان ذلك لأسباب صحية.

وبينما يتولى الرئيس قيادة الدولة، يُنظر إلى الأمين العام للحزب نغوين فو ترونغ على أنه صاحب السلطة الحقيقي ويعتبر مهندس حملة مكافحة الفساد التي أثبتت شعبيتها لدى الفيتناميين.

ولم يتم الإعلان عن تفاصيل عن أسباب استقالة فو فان ثونغ.

- مناورات سياسية كبرى -
بالنسبة للخبير بونوا دو تريغلودي، يمثل هذا الإعلان بداية مناورات كبرى مع اقتراب موعد مؤتمر 2026 الذي قد يعين خلفا لنغوين فو ترونغ الذي سيحتفل بعيد ميلاده الثمانين في نيسان.

وصرح مدير الأبحاث في معهد الأبحاث الاستراتيجية في المدرسة العسكرية بباريس لفرانس برس "إنها تصفية حسابات سياسية بذريعة وقحة (...) من خلال استهداف فو فان ثونغ يتم استهداف نغوين فو ترونغ".

واضاف "هذه الاستقالة تندرج في اطار التنافس داخل الحزب قبل تجديد النخب نظرا لتدهور الحالة الصحية لنغوين فو ترونغ".

مطلع الشهر أعلنت وزارة الأمن العام أنها ستوسع التحقيق المتعلق بشركة تطوير البنى التحتية في ثلاث مقاطعات منها كوانغ نغاي (وسط) التي كان فو فان ثونغ زعيما للحزب فيها.

وقالت الوزارة إنه يشتبه في قيام شركة فوك سون بتزوير حساباتها للتهرب من الضرائب، وإن محققيها اعتقلوا تسعة أشخاص بينهم خمسة مسؤولين في كوانغ نغاي.

بدأت هذا الشهر محاكمتان كبيرتان بتهمة الاحتيال والفساد، إحداهما في هانوي والاخرى في مدينة هو شي مينه (جنوب)، يمثل فيهما بعض من أكبر رؤساء الشركات في البلاد.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium