النهار

كارثة بالتيمور: "الطريق طويل" أمام إصلاح الجسر وفتح ميناء المدينة (صور)
المصدر: "أ ف ب"
كارثة بالتيمور: "الطريق طويل" أمام إصلاح الجسر وفتح ميناء المدينة (صور)
سفينة شحن عملاقة اصطدمت بجسر بالتيمور في الولايات المتحدة ما أدّى إلى انهياره (أف ب).
A+   A-
أفادت السلطات الأميركية بأنّ أعمال تنظيف موقع كارثة انهيار الجسر، الذي يمرّ فوق ميناء مدينة بالتيمور ستنطلق الخميس، محذّرة من أنّ "الطريق طويل" قبل إعادة فتح الميناء الكبير في البلاد.

ووصلت رافعتان لبدء عمليات انتشال القطع الفولاذية لجسر "فرانسيس سكوت كي" التي سقطت في نهر باتابسكو وسدّت مدخل ميناء بالتيمور، بعدما اصطدمت بالجسر سفينة شحن ضخمة فجر الثلثاء.

وقال توم بيريز، المسؤول الرفيع في البيت الأبيض لشبكة "أم أس أن بي سي" الإخبارية: "إنّنا نبذل قصارى جهدنا" لإزالة الأنقاض وإعادة تشغيل المرفق الاقتصادي مرة أخرى.
 


وحذّر مسؤولون من أنه ستكون هناك تحديات في المستقبل، حيث تم، في وقت متأخّر الأربعاء، إلغاء جهود البحث عن جثث الرجال الأربعة الذين ما زالوا في عداد المفقودين بعدما تقرّر أن إرسال غواصين إلى الحطام أمر بالغ الخطورة.

ويُعتقد أنّ المفقودين وجميعهم من المهاجرين من أميركا اللاتينية لقوا مصرعهم عندما فقدت سفينة الحاويات دالي التي ترفع علم سنغافورة السيطرة واصطدمت بأحد أعمدة دعم الجسر.

وانهار في غضون ثوان الهيكل الفولاذي بأكمله تقريباً للجسر الذي تعبره عشرات آلاف السيارات كل يوم.

وكان العمال جزءاً من طاقم لإصلاح الطرق مكوّن من ثمانية أشخاص يعملون في نوبة ليلية. وتمّ إنقاذ اثنين بعد وقت قصير من الانهيار وانتشال جثتين الأربعاء.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ سكان المنطقة شاركوا في وقفة إضاءة شموع في حديقة قريبة صباح الخميس تكريماً للضحايا، بينما أنشأ مكتب رئيس بلدية بالتيمور لشؤون المهاجرين صندوق إغاثة لجمع الأموال لأسر الضحايا.

وقال حاكم ولاية مريلاند ويس مور للصحافيين إنّ "قلوبنا مع العائلات"، مضيفاً: "نحن آسفون للغاية لهذه المأساة".

وحضّ على الصبر، قائلاً إنّ "هذا العمل (لإعادة البناء) لن يستغرق ساعات أو أياماً أو أسابيع"، مضيفاً: "أمامنا طريق طويل جدّاً".
 


وقالت الإدارة الفدرالية للطرق السريعة إنها ستحترم طلب وزارة النقل بولاية مريلاند الحصول على مبلغ أولي قدره 60 مليون دولار لما وصفه مور بـ"جهود الاستجابة الفورية، ووضع الأسس للتعافي السريع".
ويمكن أن تؤدي الكارثة إلى دفع أكبر مبلغ تأمين بحري على الإطلاق، وفقاً لبروس كارنيغي براون، رئيس شركة "لويدز" العملاقة للتأمين في لندن.

وقال بروس كارنيغي لشبكة "سي أن بي سي" إنّ "الأمر يبدو وكأنه خسارة كبيرة جدّاً، ومن المحتمل أن تكون أكبر خسارة بحرية مؤمن عليه على الإطلاق، ولكن ليس خارج المعايير التي نُخطّط لها".

كما أثار إغلاق المرفأ مخاوف بشأن الاقتصاد المحلي حيث يدعم الميناء 140 ألف وظيفة إضافة إلى سلاسل التوريد.
 


ويُعَدّ ميناء بالتيمور الأكبر لاستيراد السيارات والمعدات الزراعية الثقيلة في البلاد، وفقا لوزير النقل الأميركي بيت بوتيجيج، إذ تتراوح قيمة ما يمرّ عبره يومياً بين 100 إلى 200 مليون دولار.

وتخطط هيئة موانئ نيويورك ونيوجيرسي لاستقبال سفن شحن إضافية للمساعدة في تخفيف الآثار المترتبة على سلاسل التوريد، وفق ما تعهد حاكما الولايتين في بيان مشترك الخميس.

اقرأ في النهار Premium