أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الضوء الأخضر، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات جديدة بهدف التوصل إلى هدنة في قطاع غزة المحاصر والذي يتعرّض لقصف متواصل، بينما يواجه سكّانه تهديداً بـ"مجاعة وشيكة".
وفي حين بدا أنّ المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل للتوصّل إلى هدنة وصلت إلى طريق مسدود، أفاد مكتب نتانياهو بعد لقائه رئيسي الاستخبارات الإسرائيلية الموساد والشين بيت، بأنّه "وافق على جولة من المفاوضات في الأيام المقبلة في الدوحة والقاهرة... للمضي قدماً".
وكانت إسرائيل تعهّدت، رداً "طوفان الأقصى"، بالقضاء على حركة "حماس" ما أدى الى مقتل أكثر من 32623 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء في غزة وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع. ووفق الأمم المتحدة، فإن سكّان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة.
ولخّص صندوق الأغذية العالمي عبر منصة أكس الوضع بقوله "ما من مكان آخر في العالم يواجه فيه هذا العدد الكبير من الناس خطر المجاعة الوشيك".
من جهة أخرى، أمرت محكمة العدل الدولية الخميس إسرائيل بـ"ضمان توفير مساعدة إنسانية عاجلة" لقطاع غزة من دون تأخير مؤكدة أن "المجاعة وقعت".
وقالت المحكمة ومقرها في لاهاي إن "على إسرائيل... اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية والفعالة لأن تضمن من دون تأخير... ومن دون عراقيل توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية لغزة التي هي بأمس الحاجة إليها".
وأضافت أنّ "الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون خطر المجاعة فحسب، بل المجاعة وقعت".
يأتي ذلك فيما تندّد الأمم المتحدة بمساعدات غير كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة للفلسطينيين خصوصاً في الشمال، بينما يتكدّس 1,5 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين، في رفح الواقعة في الجنوب على الحدود مع مصر.
وبازاء الوضع الإنساني الكارثي تنظم دول عدة عمليات إلقاء مساعدات من الجو أو ترسلها بحرا، لكن الجميع يشدد على أن هذه الطرق لا يمكن ان تحل مكان إيصال المساعدات برا.
وقال المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إنّ على إسرائيل "السماح للأونروا بإيصال القوافل الغذائية إلى شمال قطاع غزة... يومياً وفتح نقاط عبور برية أخرى".
وفي هذا السياق، من المتوقّع أن تغادر سفينة محمّلة بالمساعدات الإنسانية قبرص السبت متوجّهة إلى غزة، بعد مغادرة أول سفينة في منتصف آذار.
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مواصلة عملياته في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة في شمال القطاع. من جانبها، حذّرت بلدية غزّة من "مخاطر انتشار أمراض خطيرة بسبب انتشار القوارض والحشرات الضارة الناجم عن تراكم كميات كبيرة من النفايات الصلبة في شوارع المدينة"، متهمة الجيش الإسرائيلي بـ"منع الاحتلال طواقم البلدية من الوصول للمكب الرئيسي شرق المدينة وتدمير آليات البلدية".
وإلى الجنوب في مدينة خان يونس، نقل جرحى عدة بسيارات إسعاف إلى المستشفى الأوروبي وفق مشاهد لوكالة فرانس برس. وبين المصابين أطفال يعالجون على أرض المستشفى.
وقال أحد النازحين إلى المدينة إنّ "صاروخاً أطلق من دون سابق إنذار، على مبنى مكوّن من أربعة طوابق" يسكنه أكثر من 50 شخصاً، مضيفاً أنّ "العالم كلّه يغمض عينيه عن هذا الوضع".