أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوتي بلينكن الجمعة "بتوافق متزايد" منذ ثلاثة أعوام بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لخفض ارتهان الطرفين للواردات الصينية في مجالي أشباه الموصلات والتكنولوجيات الخضراء.
وقال بلينكن، خلال مشاركته في الاجتماع السادس للمجلس المشترك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول التجارة والتكنولوجيا في مدينة لوفن في بلجيكا، "لاحظنا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة توافقاً متزايدا بين مقارباتنا حول هذه المسائل".
وجاء كلامه رداً على سؤال عما إذا كان هناك موقف مشترك للطرفين إزاء إجراءات صينية اعتبرت خرقاً لقواعد المنافسة في قطاعي التكنولوجيا الخضراء وأشباه الموصلات، وهي مواد أولية حيوية في صناعة الأجهزة الالكترونية المتطورة.
وأضاف "عندما تكون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على وفاق ويعملان معا لتحقيق هدف مشترك فإن ذلك يشكل قوة كبيرة. إننا نمثل مجتمعين نحو نصف أجمالي الناتج الداخلي في العالم، ما يعني أن توافقنا على موقف موحد بخصوص أي موضوع يمنحنا وزناً، سواء تعلق ذلك بالصين أو بأي تحد آخر".
مع الإشارة الى أن هذا المجلس المشترك انشئ بين الطرفين العام 2021 لتطوير التعاون بينهما في ميدان التجارة والتكنولوجيا، بعد سنوات من التوتر خلال فترة الرئيس دونالد ترامب.
الصين وقطاعات الطاقة النظيفية
الجمعة وخلال زيارتها الصين، حذرت وزيرة الخزانة الأميركية "جانيت يلين" من أن حزم الدعم الصناعية التي توفرها بكين لشركاتها قد تشكّل تهديداً للمرونة الاقتصادية العالمية.
وكانت الوزيرة الأميركية، وصلت الخميس الى مدينة قوانغتشو لعقد اجتماعات تهدف للضغط على بكين، على خلفية المخاوف من إمكان تسبب حزم الدعم الصناعية، التي تقدّمها البلاد لقطاعات الطاقة النظيفة والسيارات والبطاريات، بإغراق الأسواق العالمية بسلع زهيدة.
من جهته أشاد مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي "فيلديس دومبروفسكيس" بأهمية الحوار بين الاتحاد والولايات المتحدة قائلا "كلما عملنا سويا على ضمان سلاسل توريد قوية وصياغة معايير مشتركة، كان لنا وزن اقتصادي".
وأضاف "في سياق اقتصادي وجيوسياسي معقد، من المهم جدا أن يتعاون الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كحليفين استراتيجيين وشريكين موثوقين، ما سيتيح خوض التحديات التي تطرحها علينا بلدان أخرى"، من دون ذكر الصين بالتحديد.
بدورها قالت المفوضة الأوروبية للمنافسة "مارغريت فستاغر" إن الحوار بين الطرفين "يقوينا، وهو ليس موجها ضد أي كان".
ويحاول الطرفان عبر هذه الآلية توحيد مقارباتهما إزاء تقنين الذكاء الاصطناعي، والتعاون حول إقامة معايير مشتركة لتكنولوجيا الاتصال من الجيل السادس، وكذلك التزود بالمواد الأولية الضرورية لهذه الصناعات.
في سياق آخر، أعلن الجيش الأميركي، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة والصين اجرتا محادثات هذا الأسبوع تناولت ملف الأمن بين جيشيهما للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.
ويأتي استئناف المحادثات بعد أن اتفق الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ في تشرين الثاني الفائت على تخفيف التوترات واستئناف الاتصالات العسكرية بين البلدين.
والتقى لهذه الغاية ممثلون عسكريون أميركيون وصينيون، يومي الأربعاء والخميس، في اجتماع عمل في هاواي، هو الأول منذ نهاية عام 2021، حسبما أعلنت القيادة العسكرية الاميركية في المحيطين الهندي والهادئ.
وقال الكولونيل "إيان فرانسيس" الذي ترأس الوفد الأميركي، إن الاتفاق بالنسبة للقيادة العسكرية هو "الوسيلة الرئيسية لمناقشة الأمن الجوي والبحري" مع الجيش الصيني.
وأضاف أن التواصل "المفتوح والمباشر والواضح" مع الجيش الصيني ومع "جميع القوات العسكرية الأخرى في المنطقة له أهمية قصوى لتجنب وقوع حوادث".
وقالت القيادة العسكرية إن المسؤولين الأميركيين والصينيين "عرضوا الأحداث الأمنية على مدى السنوات القليلة الفائتة" خلال اجتماعات هذا الأسبوع.
وأكدت الولايات المتحدة مراراً في السنوات الأخيرة أن الطائرات الحربية والقوارب الصينية اقتربت بشكل خطير من الطائرات والسفن الأميركية والحليفة، وخصوصا في بحر الصين الجنوبي.
وهذه المنطقة البحرية الشاسعة، المتنازع عليها بين دول مختلفة في جنوب شرق آسيا، تطالب بها بكين، معتبرة أنها تمثل أهمية استراتيجية بالنسبة اليها.
وقبل أن يتفق جو بايدن وشي جينبينغ على استئناف المحادثات العسكرية، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من حوادث يمكن أن تتفاقم في غياب التواصل بين جيشي الولايات المتحدة والصين.