يصوت البولنديون، الأحد، في انتخابات محلية تأمل أحزاب الائتلاف الحاكم المؤيد لأوروبا أن تضع عبرها حدا "لعصر الشعبوية" الذي مثلته الحكومة القومية السابقة.
ويختار الناخبون في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وتعدّ38 مليون نسمة، رؤساء بلديات وأعضاء حكومات محلية وإقليمية من بين نحو 200,000 مرشح.
وتعد الانتخابات أول اختبار لائتلاف يسار الوسط الحاكم بزعامة رئيس الوزراء دونالد توسك، والذي انبثق من الانتخابات العامة في تشرين الأول.
وتظهر استطلاعات الرأي نتائج متقاربة بين الائتلاف المدني الوسطي بزعامة توسك وحزب القانون والعدالة القومي الذي حكم البلاد حتى العام الماضي، مع حصول كل منهما على أقل من 30 بالمئة من الأصوات.
وعلى الصعيد الوطني ستكون الانتخابات "بمثابة استفتاء على الأحزاب السياسية"، حسبما قال الاستاذ في جامعة كوليجيوم سيفيتاس بوارسو ستانيسلاو موتشيك لوكالة فرانس برس.
وقد تشكل الانتخابات اختبارا للحزبين على المستوى الوطني، لكن التصويت سيكون حاسما بالنسبة للمجالس الإقليمية الستة عشر في البلاد.
وسيعوّل حزب "الائتلاف المدني" على حلفائه، الحزب المسيحي الديموقراطي والطريق الثالث وحزب اليسار، من أجل فوز المعسكر المؤيد للأوروبا.
أما حزب القانون والعدالة الحاكم حاليا في خمس مناطق، فقد يتحالف مع حزب الكونفدرالية اليميني المتطرف أو مع تجمعات محلية صغيرة بعد الانتخابات.
وقالت المحللة في مؤسسة ستيفان باتوري آنا ماترسكا سوسنوسكا، إنه إذا فاز التحالف المؤيد للاتحاد الأوروبي، فإنه "سيؤكد رفض الاتجاهات غير الديموقراطية" بين الناخبين البولنديين.
وسلط توسك، الذي تولى رئاسة المجلس الأوروبي في الفترة 2014-2019، الضوء على ذلك خلال الحملة الانتخابية، وقال إن بولندا "تعيد بناء حكم القانون حاليا" بعد حكم حزب القانون والعدالة.
والأحزاب الموالية للغرب تحتاج أيضا الى فوز كبير لأن حكومة توسك تواجه انتقادات من بعض الناخبين إزاء بطء وتيرة الاصلاحات بعد مرور أول مئة يوم على توليها مهامها.
وبالنسبة لحزب القانون والعدالة، الذي لا يزال أكبر حزب في البرلمان، فإن الانتخابات تمثل "فرصة لمعرفة حجم الدعم الذي يمكنه أن يعوّل عليه".
ويأمل حزب القانون والعدالة أن يظل أكبر حزب في البلاد، ما يعزز آماله في العودة إلى السلطة يوما ما.
وقال محللون إن تكبده خسارة أمام الائتلاف المدني قد يؤدي بدوره إلى انهيار الحزب بقيادة ياروسلاف كاتشينسكي على المدى الطويل.
تغلق مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 19,00 ت غ. ويتوقع أن يبدأ بعيد ذلك صدور نتائج استطلاع الناخبين أمام مراكز التصويت.