ماذا حصل مع مطران الروم الكاثوليك في فنزويلا والمكسيك؟ لدى توجهه من فنزويلا الى المكسيك للقيام بزيارة راعوية، متسلحا بجواز سفره الصادر عن دوائر الكرسي الرسولي في الفاتيكان، اوقفت الشرطة في مطار المكسيك، المطران خوام، بذريعة انه يحمل الجنسية السورية، ولهذا السبب فانه يحتاج الى سمة دخول مسبقة (فيزا) وبالتالي لا يمكنه دخول البلد، وتم حجزه في المطار طوال الليل بين عشرات اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، قبل اعادته على متن اول طائرة صباحية الى فنزويلا، الامر الذي اثار استياء كبيرا في اوساط كنسية في المكسيك ولبنان وفي اوساط رهبانيته الرهبانية الباسيلية الحلبية (صربا – جونية). وصدرت دعوات الى توجيه اعتراضات الى المكسيك مباشرة وعبر سفاراتها في العالم العربي.
وقد اصدرت المطرانية بيانا توضيحيا بما حصل معه:
بألم كبير، يستهجن المطران جوزيف – خوام – المدبر الرسولي لأبرشية الروم الكاثوليك في المكسيك – ومقدماً الشكوى أمام السلطات المختصة لما تعرّض له في المطار الدولي للمكسيك – العاصمة، حيث قامت السلطات الأمنية بتوقيفه لساعات مع المهاجرين غير الشرعيين، وقامت باحتجاز جواز سفره الفاتيكاني وهاتفه الشخصي ومن ثم إعادة ترحيله الى كراكاس – فنزويلا.
ويعتبر المطران خوام بأن هذه الحادثة إنما هي:
-أولاً: ممارسة فاضحة للتمييز العنصري وإهانة للكرامة الإنسانية قبل كل شيء، على اعتبار أن جنسيته الأصلية على جواز السفر الفاتيكاني هي سورية، وقد تمت معاملته من قبل السلطات على هذا الأساس، دون أي اعتبار لجواز السفر الفاتيكاني والذي يُعتبر بواسطته حاملاً لجنسية دولة الفاتيكان، ... وهذا التصرّف برأيه لا يُصنف الا في خانة خرق حقوق الإنسان وخرق للمواثيق الدولية التي ترعى هذا الشأن.
-ثانياً: هي إهانة كبيرة بشكل عام ولكنيسة المكسيك بنوع خاص حيث كان سيادة المطران بلباسه الاكليركي الرسمي مع الصليب، ومع ذلك تمت معاملته كالمهاجرين غير الشرعيين باجباره على التفتيش والطلب إليه نزع صليب الصدر والساعة اليدوية والثوب الاكليركي أيضاً لتفتيشه يدوياً وتفتيش جميع حقائبه كأي مهاجر غير شرعي قبل إعادة ترحيله الى كراكاس. كما طُلب اليه التوقيع على محضر دون استجوابه ودون أي علم لما قد كُتب فيه.
واستغرب المطران خوام طريقة التعاطي معه من قبل سلطات المطار برفضهم النظر الى جميع الوثائق الرسمية التي كان يحملها وتُثبت شخصيته الاعتبارية "كمدبر رسولي" في كنيسة المكسيك الكاثوليكية والتي كان متوجهاً اليها لعقد سلسلة اجتماعات رسمية وقانونية مجدولة، وللمشاركة أيضاً في أعمال الجلسة العمومية لأساقفة المكسيك الكاثوليك، والمُقَرر عقدها بين 8 و12 نيسان الحالي.
والجدير بالذكر بأن سيادة المطران كان قد طلب خلال ساعات توقيفه الاتصال والتواصل مع السفارة البابوية في المكسيك أو مع الأب ألفونسو سيرنا ممثل كنيسة الروم الكاثوليك في المكسيك والذي كان ينتظر المطران في قاعة الوصول، إلا أن الاستجابة لطلبه قوبلت بالرفض عدة مرات.
.... وينهي سيادة المطران خوام بتوصية الى السلطات المعنية بالمكسيك بالتعامل مع الناس بمحبة إنسانية وفصل ملف المهاجرين غير الشرعيين عن ملف أولئك الأشخاص الفنزويليين الذين يطلبون الدخول الى دولة المكسيك بشكل رسمي عبر تقديم طلباتهم الى القنصلية المعتمدة في كراكاس وتأمينهم المستندات المطلوبة ومنها حجز بطاقة السفر الباهظة التكلفة، وفي عدم جعلهم ينتظرون حتى ساعات قليلة من إقلاع الطائرة وإبلاغهم بالجواب السلبي في رفض إعطاء تأشيرة الدخول بعد تحضير امتعتهم، تماماً كما حصل مع السكرتير الشخصي الذي كان عليه أن يكون مرافقاً لسيادة المطران في هذه الرحلة.