تواصل ارتفاع منسوب مياه الأنهر، الثلثاء، في مناطق في روسيا وكازاخستان غمرتها المياه، بينما تستعد المدن في جبال الأورال الجنوبية وغرب سيبيريا لفيضانات جديدة.
ووصفت أستانا وموسكو الفيضانات بأنها الأسوأ منذ عقود، وأعلنتا حالة الطوارئ بعدما غمرت المياه مدنا وقرى بأكملها.
وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص بسبب ارتفاع منسوب المياه، معظمهم في كازاخستان.
وقال الكرملين إن الوضع لا يزال "صعبا" في أجزاء كبيرة من روسيا، لكنه أوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين ليس لديه - حتى الآن - أي خطط لزيارة المناطق المتضررة.
وتعهدت الدولتان الجارتان التعاون في التصدي للفيضانات.
وقالت حكومة كازاخستان الثلثاء "منذ بداية الفيضانات، تم إنقاذ وإجلاء أكثر من 86 ألف شخص".
وأوضحت أن 8472 ممن تم إجلاؤهم يقيمون في مساكن موقتة، فيما لجأ الباقون إلى منازل أخرى آمنة.
كما أعلنت كازاخستان أنها نقلت 81 ألف حيوان إلى بر الأمان. وتأثرت خمس من أصل 17 منطقة في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، مع ارتفاع منسوب المياه في ستة أنهر بسرعة.
من جهتها، قالت روسيا إنها أجلت أكثر من 6500 شخص معظمهم في منطقة أورينبورغ.
وكان نهرا الأورال وتوبول يرتفعان بسرعة، ما يهدد أورينبورغ عاصمة الإقليم الحامل الاسم نفسه ومدينة كورغان في غرب سيبيريا.
أورينبورغ هو الاقليم الروسي الأكثر تضررا، حيث غمر نهر الأورال مدينة أورسك في شكل شبه كامل.
ويسكن مدينة أورينبورغ 550 ألف نسمة وتقع قرب الحدود الكازاخستانية وتستعد لذروة الفيضانات المتوقعة الأربعاء.
وقال رئيس بلدية المدينة سيرغي سالمين إن صفارات الإنذار تدوي في أنحاء المدينة.
وأضاف "إنه ليس تمرينا. إنه مؤشر إلى أن وضع الفيضانات في أورينبورغ خطير للغاية"، داعيا سكان عدة مناطق إلى "عدم إضاعة الوقت" والاستعداد لعملية الإخلاء "في أقرب الآجال".
وأوضح أن منسوب النهر ارتفع إلى 914 سنتيمترا، وقال الخبراء إن 930 سنتيمترا هي نقطة التحمل القصوى التي يمكن أن تصل إليها المدينة.
وأوضح سالمين أن المدينة لم تشهد مثل هذه الفيضانات منذ عام 1947.
ونشرت وسائل إعلام روسية صورا للمياه تقترب من المباني السكنية الشاهقة في المدينة.
- غرب سيبيريا يستعد للفيضانات -
وزار وزير حالات الطوارئ الروسي ألكسندر كورينكوف منطقة أورينبورغ، ونشرت وزارته صورا له وهو يتفقد من الجو مناطق الفيضانات، أظهرت أيضا مساحات شاسعة غمرتها المياه تمتد إلى الأفق وقرى غارقة.
ارتفع منسوب الأنهار أيضا في منطقتي كورغان وتيومين في سيبيريا.
وزار كورينكوف طريقه إلى كورغان، حيث تفقد من الجو السهوب الشاسعة وأظهرت الصور نهرا يتسع.
في كورغان، وهي مدينة قريبة من كازاخستان، قالت السلطات الثلثاء إنه تم إجلاء 689 شخصا بعيدا من نهر توبول اثر فيضانه.
وقالت رئاسة بلدية مدينة كورغان التي يسكنها نحو 300 ألف نسمة، إن الفيضانات قد تصل إلى المطار المحلي.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن منسوب المياه في نهر توبول ارتفع في قرية زفيرينوغولوفسك في منطقة كورغان بمقدار 74 سنتم خلال ساعتين فقط.
ونشرت خدمات الطوارئ في كورغان مقطع فيديو يظهر عناصر الإنقاذ وهم يصلون إلى قرويين بالقوارب.
- بوتين غائب -
في الأثناء، قال الكرملين إن بوتين ليس لديه خطط لزيارة المنطقة لكنه أكد أن الفيضانات "في صلب اهتمامات الرئيس".
لطالما تجنب الزعيم الروسي طوال فترة حكمه الاجتماعات العامة في الظروف الحرجة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف للصحافيين "بوتين ليس موجودا شخصيا لكنه يتابع هذا الموضوع باستمرار".
وأضاف "إنه يعمل على هذه المواضيع طوال اليوم"، مؤكدا أنه "في الوقت الحالي لا خطة لزيارة المنطقة".
إلى ذلك، اندلعت احتجاجات محدودة ونادرة في أورسك التي غمرتها الفيضانات الاثنين بسبب كيفية تعامل الحكومة مع الكارثة، ودعا بعض السكان بوتين للمساعدة في التعويضات.
وانتقدت المعارضة الروسية في المنفى التعامل الرسمي مع هذه الأزمة وقرار بوتين عدم زيارة المناطق المتضررة.
وقالت يوليا نافالنايا، أرملة زعيم المعارضة الروسية الراحل أليكسي نافالني، عبر منصة إكس "إنه لم يزر حتى مكان المأساة".