النهار

إسرائيل تترقّب بقلق رداً انتقامياً من إيران بعد قصف سفارتها في دمشق... دول تحذّر مواطنيها من السفر إلى المنطقة
المصدر: "النهار"
إسرائيل تترقّب بقلق رداً انتقامياً من إيران بعد قصف سفارتها في دمشق... دول تحذّر مواطنيها من السفر إلى المنطقة
دبابات إسرائيلية تمركزت في منطقة على الحدود مع قطاع غزة في جنوب إسرائيل (10 نيسان 2024، أ ف ب).
A+   A-
 ترقبت إسرائيل بقلق، اليوم الجمعة، هجوماً من إيران أو وكلائها، وذلك مع تزايد التحذيرات من رد انتقامي على مقتل قائد عسكري كبير في مجمع السفارة الإيرانية بدمشق الأسبوع الماضي.

وتحذر دول، من بينها الهند وفرنسا وروسيا وألمانيا، مواطنيها من السفر إلى المنطقة المتوترة بالفعل بسبب الحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السابع.
 
وألغت الخطوط الجوية النمساوية كل رحلاتها إلى إيران حتى 18 نيسان.
 
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم أن رسالته إلى إيران، التي هددت بالقيام بعمل عسكري ضد إسرائيل، هي "لا تفعلوا ذلك".

وأضاف بايدن في تصريحات للصحفيين "نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل. سندعم إسرائيل. سنساعد في الدفاع عن إسرائيل ولن تنجح إيران".
 
تقارير عن ردّ إيراني خلال ساعات

أعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل تستعد لهجوم مباشر من إيران على جنوب أو شمال إسرائيل في غضون الساعات الـ24 أو 48 المقبلة. ونسبت إلى مستشار للحرس الثوري الإيراني أن طهران لم تحسم قرارها بعد، في حين نقل تقرير لوكالة "بلومبيرغ"عن مصادر إسرائيلية أن الهجوم من الأراضي الإيرانية هو أحد السيناريوهات الرئيسية المتوقعة.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن ديبلوماسيين قولهم إنَّ إسرائيل قد تتسامح مع رد إيراني يقتصر على أضرار مادية لكنها سترد إذا وقع ضحايا.

أمّا القناة "12" الإسرائيلية، فنقلت أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية طلبت من مديري المستشفيات الاستعداد وتوفير الطواقم خشية من رد إيراني.

وطلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي من جميع المديرين العامين للوزارات الاستعداد لهجوم إيراني محتمل على إسرائيل الليلة.

وقال مكتب رئيس الوزراء في إحاطة للمدراء العامين للوزارات الحكومية"خطر الهجوم حقيقي .. استعدوا لجميع الاحتمالات".

وقال الجيش الإسرائيلي أمس الخميس إنه لم يصدر تعليمات جديدة للمدنيين، لكن قواته في حالة تأهب قصوى ومستعدة لمجموعة من السيناريوهات.

ولم تعلق وزارة الخارجية الإسرائيلية على التقارير الواردة عن إخلاء بعض البعثات الديبلوماسية الإسرائيلية جزئيا وتعزيز الإجراءات الأمنية.

وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية "الرد الانتقامي سيأتي... تشير الافتراضية في الوقت الحالي إلى أن ذلك سيحدث قريبا جدا في الأيام القليلة المقبلة".

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الغارة الجوية التي وقعت في الأول من نيسان وأودت بحياة القيادي الكبير في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي وستة ضباط آخرين في أثناء حضورهم اجتماعا في مجمع السفارة بدمشق.

لكن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اتهم إسرائيل بشن الغارة الجوية وقال إنها "يجب أن تعاقب وسوف" تعاقب على العملية التي قال إنها تشبه الهجوم على الأراضي الإيرانية.

وقال راز زيمت، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "سيكون من الصعب للغاية على إيران عدم الرد... ما زلت أعتقد أن إيران لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق ضد إسرائيل، وبالتأكيد ضد الولايات المتحدة. لكن عليها أن تفعل شيئا".

مصادر: إيران تريد تجنب التصعيد
تقول مصادر إيرانية وديبلوماسيون من الولايات المتحدة، حامية إسرائيل الرئيسية، إن طهران أبلغت واشنطن بأنها ترغب في تجنب التصعيد ولن تتصرف بشكل متسرع.

لكن الخطر يظل قائما من أن أي رد فعل قد يخرج عن نطاق السيطرة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد اجتماع مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا "مستعدون للدفاع عن أنفسنا على الأرض وفي الجو بالتعاون الوثيق مع شركائنا وسنعرف كيف نرد".

ولأن إيران اعتبرت الهجوم على السفارة هجوما على أراضيها، قال تسيمت إن هجوم إيران نفسها على الأراضي الإسرائيلية مباشرة وليس عبر وكيل مثل حزب الله، هو احتمال حقيقي.

وأضاف "احتمال الانتقام الإسرائيلي ضد إيران نفسها سيكون غير مسبوق، هو بالتأكيد أمر لا يمكننا استبعاده".

وتمتلك إيران صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل مباشرة، وفي الأسابيع القليلة الماضية، عززت إسرائيل دفاعاتها الجوية التي اعترضت آلاف الصواريخ التي أطلقتها حماس من غزة وحزب الله من لبنان.

واستدعى الجيش الإسرائيلي جنود الاحتياط استعدادا لأي تصعيد على طول حدوده الشمالية، حيث يتبادل إطلاق النار يوميا تقريبا مع حزب الله.

كما سحبت إسرائيل معظم قواتها ومركباتها المدرعة من غزة. وقال وزراء إن هذه الخطوة تأتي قبل الهجوم الذي تتوعد إسرائيل منذ فترة طويلة بتنفيذه على مدينة رفح، حيث يعتقد أن الآلاف من مقاتلي حماس مندسون وسط أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إليها من أجزاء أخرى من غزة.

وفي إسرائيل، على الرغم من عدم وجود تعليمات أمنية رسمية، قال بعض الآباء إن أطفالهم طُلب منهم أخذ الكتب إلى المنزل لقضاء عطلة عيد الفصح استعدادا لاحتمال توقف الدروس.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium