النهار

بعد منعه من دخول ألمانيا... أبو ستة لـ"النهار": إنه صراع مصيريّ ويريدون إسكات الشهود
المصدر: "النهار"
بعد منعه من دخول ألمانيا... أبو ستة لـ"النهار": إنه صراع مصيريّ ويريدون إسكات الشهود
الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة.
A+   A-

بهدف المشاركة في المؤتمر الذي تُنظمه مجموعة من الناشطين من ضمنهم ألمان وعرب ويهود، توجه الطبيب من أصل فلسطيني غسان أبو ستة إلى برلين للمشاركة من خلال تجربته في مستشفيات غزة، ليفاجأ بتوقيفه على المطار ومنعه من دخول الأراضي الألمانية، على الرغم من أنه يحمل جواز سفر بريطانياً.   

وقال "أبو ستة" في حديث لـ"النهار" إنه وصل إلى برلين في العاشرة من صباح يوم الجمعة، وعند دخوله منطقة الجوازات، تم توقيفه، وأخذ إلى غرفة جانبية وجرى التحقيق معه لثلاث ساعات متواصلة.

عن طبيعة هذا الاستجواب شرح الدكتور أبو ستة قائلاً: إن الأسئلة تركزت على "تجربتي في غزة، وسبب قدومي إلى ألمانيا، وعن الأدلة التي قدمتها إلى المحكمة الدولية".

وأشار إلى أنه عقب التحقيق "جرى إبلاغي بقرار منعي من دخول ألمانيا وأنه يتوجب عليّ حجز تذكرة جديدة والعودة فوراً".  

وأضاف في معرض تعليقه على الواقعة، "ألمانيا أثبتت أن التهم التي وُجهت إليها من قبل نيكاراغوا على أنها شريكة في الإبادة الجماعية، صحيحة. وهي الآن تريد إسكات الشهود".

واستطرد مستذكراً أنه في الحروب السابقة "كان صدرهم رحباً، لأنهم كانوا يربحون. أمّا اليوم فيعمدون إلى التضييق بسبب أن الحرب كشفتهم، وكشفت السرديّة التاريخية التي كانوا يسوّقون لها".

وأضاف في حديثة لـ"النهار" أن محاولات خلق سرديّة جديدة حول "العمل الإنساني" من خلال إنزال المعونات الغذائية بينما الحرب مستمرة، "ضُربت أيضاً بعد استهداف عمال الإغائة".

ولفت أبو ستة إلى أنه خلال المؤتمر الذي يُعقد في برلين، جرى قطع الإنترنت خلال المشاركات عبر تطبيق "زووم" كما جرى توقيف أحد المشاركين اليهود، وهنا سأل ساخراً "هل سيتهمونه أيضاً بمعاداة السامية؟".

وكان الطبيب من أصل فلسطيني غسان أبو ستة قد انتخب أخيراً رئيساً لجامعة غلاسكو في اسكتلندا. وفي هذا السياق رأى أنه كلما بلغ مراكز عليا قد تكون مؤثرة، "كلما ازدادت الحملات لإسكاته"، مشيراً الى أن صحف اليمين في اسكتلندا بدأت بالفعل حملة ضده، في محاولة لتشويه سمعته.

ليختم بالقول، "إنه صراع مصيريّ".   

 
وعمل أبو ستة في قطاع غزة في مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي المعمداني، وشهد بنفسه على المجازر بحق الشعب الفلسطيني، عبر الاستهدافات المباشرة للمراكز الصحية.
 
وعلّق عبر منصة "إكس" قائلاً: "دُعيت لإلقاء كلمة أمام مؤتمر في برلين حول عملي في مستشفيات غزة خلال الصراع الحالي. لقد منعتني الحكومة الألمانية بالقوة من دخول البلاد. إن إسكات شاهد على جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية يزيد من تواطؤ ألمانيا في المذبحة المستمرة".
 

في السياق، منعت الشرطة الألمانية منظّمي مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين من مواصلة فعالياته بعد ساعة على بدئه اليوم الجمعة، مشيرةً إلى مخاوف بشأن تصريحات معادية للسامية.
 
ولجأت الشرطة في البداية إلى تعليق فعاليات المؤتمر لأن أحد متحدّثيه محظور من ممارسة الأنشطة السياسية في ألمانيا، وفق منشور لها على منصة "إكس".
 
ولم تكشف الشرطة اسم المتحدث، لكن مشاركين في المؤتمر قالوا إنَّه الطبيب والباحث الفلسطيني غسان أبو ستة.
 
 
ولاحقاً أعلنت الشرطة في منشور آخر أنها حظرت ما تبقى من فعاليات المؤتمر الذي كان مقرراً أن يستمر حتى الأحد.
 
وجاء في منشور الشرطة "هناك خطر يكمن في احتمال دعوة متحدّث سبق أن أدلى في الماضي بتصريحات علنية معادية للسامية أو ممجّدة للعنف، للحديث مجدداً".
 
وكانت انتقادات حادة قد وجّهت للمؤتمر قبل انطلاق فعالياته ولم يتم الإعلان عن الموقع الذي يقام فيه إلا صباح الجمعة بسبب مخاوف أمنية.
 
والجمعة أعلنت شرطة برلين أنَّها نشرت 930 شرطياً، بما في ذلك تعزيزات من مناطق ألمانية أخرى لحفظ أمن الحدث.
 
في الموقع الإلكتروني للمؤتمر، اتهم المنظّمون إسرائيل بارتكاب "فصل عنصري وإبادة جماعية"، واتّهموا ألمانيا بـ"التواطؤ".
 
 
وفي منشور له على "إكس"، قال رئيس بلدية برلين كاي فيغنر إنَّه يعتبر تنظيم المؤتمر في مدينته أمر "لا يمكن التسامح فيه". وكتب: "لا تتسامح برلين مع معاداة السامية والكراهية والتحريض ضد اليهود".
 
وجاء في منشور للمنظمين على منصة "تلغرام" الجمعة أن غسان أبو ستة وهو دكتور فلسطيني متخصص في الجراحة التجميلية والترميمية، مُنع من الدخول إلى ألمانيا للمشاركة في المؤتمر.
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium