أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال لقائهما في واشنطن الإثنين، مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين.
وأتى استقبال الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء العراقي في البيت الأبيض في خضم توتر متصاعد في الشرق الأوسط على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، والهجوم الإيراني على إسرائيل ردّاً على قصف قنصلية طهران في دمشق.
وأكّد بيان مشترك عن الرئاسة الأميركية ورئاسة الوزراء العراقية، أنّ بايدن والسوداني ناقشا "التطور الطبيعي للتحالف الدولي ضد داعش (الاسم الذي يعرف به اختصاراً تنظيم الدولة الإسلامية) في ضوء التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال عشر سنوات".
وأبرزا الحاجة إلى أخذ عوامل عدّة في الاعتبار منها "التهديد المستمر" للجهاديين خصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية، ودعم الحكومة العراقية "وتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية".
وأضاف البيان: "أكد الرئيسان أنهما سيراجعان هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وفقاً للدستور العراقي واتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة".
وتهدف المباحثات بين واشنطن وبغداد للتوصل إلى اتفاق يتيح إبقاء بعض القوات الأميركية في العراق. وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 في العراق في إطار التحالف الدولي الذي أنشأه الأميركيون في العام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.
واستؤنفت المباحثات بهذا الشأن في شباط، بعد تعليقها في الشهر السابق إثر مقتل ثلاثة جنود أميركيين في ضربة بطائرة مسيّرة استهدفت موقعاً لهم في الأردن، اتهمت واشنطن فصائل عراقية موالية لإيران بالوقوف خلفها.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول إثر هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" على جنوب إسرائيل، تبنت فصائل عراقية موالية لطهران هجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا. لكن وتيرة هذه الهجمات تراجعت بشكل ملحوظ منذ مقتل الجنود الأميركيين، وهو الهجوم الذي ردّت عليه الولايات المتحدة بقصف مواقع لهذه الفصائل في سوريا والعراق.
وأدّت هذه الضربات إلى تكرار الفصائل العراقية التي يتمتع بعضها بحضور سياسي وازن، بتكرار دعوتها إلى انسحاب القوات الأجنبية خصوصاً الأميركية منها من العراق.
وخلال استقباله السوداني الإثنين، أكّد بايدن عزمه على تجنّب تمدّد النزاع في الشرق الأوسط إلى "أبعد مما هو عليه الآن"، متعهّداً في الوقت نفسه الدفاع عن إسرائيل بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق ضد أراضيها.