النهار

أرمينيا تتّهم أذربيجان أمام محكمة العدل الدوليّة باستكمال "التطهير العرقي" في ناغورنو- كراباخ
المصدر: أ ف ب
أرمينيا تتّهم أذربيجان أمام محكمة العدل الدوليّة باستكمال "التطهير العرقي" في ناغورنو- كراباخ
صورة ارشيفية- أرمن تجمعوا في وسط ستيباناكيرت على أمل مغادرة منطقة ناغورنو- كراباخ إلى أرمينيا (25 ايلول 2023، أ ب).
A+   A-
اتّهمت أرمينيا، الثلثاء، أذربيجان أمام محكمة العدل الدولية، بأنها مارست "تطهيرا عرقيا" في منطقة ناغونو- كراباخ، معلنة في الوقت نفسها أنها مصممة على تحقيق سلام مع جارتها في القوقاز.

وبدأ البلدان الجاران والعدوان في منطقة القوقاز، أسبوعين من المداولات أمام المحكمة التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا لها، على خلفية اتهامات متبادلة بارتكاب أعمال "تطهير عرقي" في الإقليم المتنازع عليه منذ عقود، في وقت تتزايد التوترات العسكرية بينهما بشكل يضعف الآمال بتحقيق سلام مستدام.

وخاضت أرمينيا واذربيجان حربين، في تسعينيات القرن الماضي وفي 2020، للسيطرة على جيب ناغورنو- كراباخ الذي استعادته قوات باكو في أيلول 2023 واضعة بذلك حدا لحكم انفصالي أرميني استمر ثلاثة عقود.

وخلال العملية العسكرية التي امتدت يوما واحدا، سيطرت أذربيجان على الإقليم، ما دفع الغالبية العظمى من سكانه الأرمن، أي نحو 100 ألف من أصل السكان البالغ عددهم 120 ألفا، إلى النزوح نحو أرمينيا.

وقال ممثل الحكومة الأرمنية ييغيش كيراكوسيان متوجها إلى القضاة "بعد سنوات من التهديد بذلك، استكملت أذربيجان التطهير العرقي في المنطقة".

وأضاف أن باكو تعمل الآن "على ترسيخ ذلك بمحو كل آثار وجود العرق الأرمني بشكل منهجي، بما في ذلك التراث الثقافي والديني الأرمني".

وأشار كيراكوسيان إلى أن قرابة مئتي أرمني ما زالوا في عداد المفقودين، بعد النزوح الجماعي الذي تسبب في فوضى على الطريق المؤدي إلى ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بالجيب الانفصالي.

ونفت باكو بشدة الاتهامات ب"تطهير عرقي"، قائلة إن لدى الأرمن الحرية في العودة إذا وافقوا على العيش تحت الحكم الأذربيجاني.

وقال ممثل أذربيجان النور محمدوف أمام قضاة المحكمة "من البداية، كان هدف أرمينيا بدء هذا الإجراء أمام المحكمة واستخدامه من أجل شنّ حملة إعلامية... ضد أذربيجان".

- "أذربيجان مخطئة" -
وبدأت المعركة القانونية بين البلدين أمام محكمة العدل الدولية في أيلول 2021 عندما تقدمت كل من أذربيجان وأرمينيا بشكوى ضد الأخرى خلال مهلة لم تتجاوز أسبوعا. واتهم كل طرف الآخر بارتكاب "تطهير عرقي" ومخالفة الاتفاقية الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري.

والاثنين، اتهمت أذربيجان أرمينيا بتقديم شكوى أمام محكمة العدل الدولية بشأن إقليم ناغونو- كراباخ بغرض شنّ "حملة إعلامية" ضد باكو.

وأصدرت محكمة العدل الدولية التي تتولى النظر في المنازعات بين الدول، أوامر عاجلة في كانون الأول 2021 تدعو الطرفين الى الحؤول دون التحريض والترويج للكراهية العرقية.

وقرارات محكمة العدل الدولية ملزمة قانونا لكن هذه الهيئة القضائية لا تملك أي آلية لفرض تنفيذها. وتزايدت التوترات بين البلدين الى أن بلغت ذروتها في أيلول 2023 مع شنّ أذربيجان عملية عسكرية خاطفة انتهت بسيطرتها على ناغونو- كراباخ.

والثلثاء، قال كيراكوسيان للقضاة إن باكو "تصف بشكل متزايد مطالب أرمينيا في ما يخص حقوق الإنسان... بأنها تحد لسيادة أذربيجان وسلامة أراضيها".

وأضاف "أذربيجان مخطئة تماما. ليست لأرمينيا مطالبات بأراض أذربيجانية وهي مصممة على تهيئة الظروف لتحقيق سلام فعلي ودائم".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium