النهار

شولتس يقول من بيجينغ إنه طلب من الرئيس الصيني الضغط على بوتين لوقف "حملته العبثيّة" في أوكرانيا
المصدر: أ ف ب
شولتس يقول من بيجينغ إنه طلب من الرئيس الصيني الضغط على بوتين لوقف "حملته العبثيّة" في أوكرانيا
شاشة كبيرة تعرض تغطية إخبارية للقاء شي (الى اليمين) وشولتس في بيجينغ (16 نيسان 2024، أ ف ب).
A+   A-
صرح المستشار الألماني أولاف شولتس في بيجينغ، الثلثاء، بأنه طلب من الرئيس الصيني شي جينبينغ الضغط على روسيا حتى يوقف فلاديمير بوتين "حملته العبثية" في أوكرانيا.

وقال شولتس الذي يريد انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، على منصة إكس إن "كلمة الصين لها أهمية في روسيا"، مؤكدا ضرورة "وقف هذه الحرب الرهيبة".

ووصل المستشار الألماني إلى الصين الأحد مستهلّا جولة يهدف خلالها إلى تعزيز العلاقات الاقتصاديّة مع أكبر شريك تجاري لبرلين، وهي الزيارة الرسمية الثانية له للعملاق الآسيوي منذ توليه منصبه نهاية 2021.

وقبل محطته الأخيرة في بيجينغ، زار شولتس الذي يرافقه وفد من قادة الأعمال، مدينتي تشونغتشينغ وشنغهاي.

وفي العاصمة، استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ المستشار الألماني صباح الثلثاء في دار ضيافة دياويوتاي الحكومية في بيجينغ، وفق ما أفادت شبكة "سي سي تي في" التلفزيونية الرسمية.

وقبيل اللقاء، كتب شولتس عبر منصة "إكس" أن اجتماعه مع الرئيس "سيركّز أيضاً على طريقة المساهمة بشكل أكبر في تحقيق سلام عادل في أوكرانيا".

- مؤتمر السلام حول أوكرانيا -
أكد شولتس أنه اتفق مع الرئيس الصيني على دعم مؤتمر السلام في أوكرانيا، الذي تعتزم سويسرا تنظيمه في 15 حزيران و16 منه.

وقال إن "الصين وألمانيا ترغبان في التشاور بشكل مكثف وإيجابي بشأن الترويج لتنظيم مؤتمر رفيع المستوى في سويسرا ومؤتمرات سلام دولية مستقبلية".

ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدعم المؤتمر، وجاء في منشور له على منصة إكس أن الصين بإمكانها أن تسهم في إرساء "سلام عادل" لبلاده بأدائها "دورا فاعلا" في المؤتمر الدولي.

وأضيف الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في أواخر شباط 2022، إلى سلسلة التباينات والقضايا الخلافية بين الدول الغربية والصين، والتي تشمل مجالات التجارة والتكنولوجيا وحقوق الانسان ووضع جزيرة تايوان.

وبينما تؤكد بيجينغ رسمياً حيادها في الحرب بين موسكو وكييف، تنتقدها الدول الغربية على خلفية عدم إدانتها هجوم روسيا على جارتها. وعززت الصين وروسيا علاقاتهما منذ بدء الحرب.

وأكد شولتس الثلثاء أنه أبلغ شي أن "حرب روسيا العدوانية في أوكرانيا وتسليح روسيا لديهما تأثير سلبي بالغ على الأمن في أوروبا"، وفق تسجيل وزّعه مكتب المستشار الألماني.

وقال للرئيس الصيني إن هذه المسائل "تؤثر بشكل مباشر على مصالحنا الأساسية"، مشيرا الى أنها "تلحق ضررا بكامل النظام العالمي لأنها تنتهك مبدئا من شرعة الأمم المتحدة".

من جهته، اعتبر شي جينبينغ أن "التعاون بين القوى العظمى (...) لا غنى عنه" من أجل مواجهة "المخاطر والتحديات المتزايدة" على الصعيد الدولي، بحسب ما نقله التلفزيون الرسمي الصيني "سي سي تي في".

- "مخاطر وتحديات" -
وشدد شي على أهمية العلاقات الثنائية في ظل "مخاطر وتحديات متزايدة"، وفق ما نقل الإعلام الرسمي في بيجينغ.

ونقلت "سي سي تي في" عن شي قوله إن "الصين وألمانيا هما ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم"، وعليهما "أن يقاربا ويطوّرا العلاقات الثنائية من منظور استراتيجي وعلى المدى البعيد، والعمل معا لتحقيق مزيد من الاستقرار" في العالم".

كما تطرّق شي إلى ما وصفته وسائل إعلام رسمية بـ"المبادئ الأربعة لمنع خروج الأزمة الأوكرانية عن السيطرة واستعادة السلام" قائلا إنه يجب على الدول التركيز على "دعم السلام والاستقرار والامتناع عن السعي لتحقيق مكاسب أنانية" وكذلك "تهدئة الوضع وعدم تأجيج الوضع".

وأضاف "يجب تهيئة ظروف لاستعادة السلام والامتناع عن زيادة تفاقم التوترات" فيما تسعى إلى "تقليل التأثير السلبي على الاقتصاد العالمي".

وكرّرت "المبادئ الأربعة" أصداء ما ورد في وثيقة أصدرتها بيجينغ العام الماضي دعت إلى "تسوية سياسية" للحرب التي قالت دول غربية إنها قد تمكّن روسيا من ضم جزء كبير من الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا.

كما بثت القناة الحكومية لقطات للرئيس الصيني وضيفه الألماني يتنزهان في حديقة دار الضيافة الحكومية، مشيرة الى أنهما استغلا هذا الوقت لإجراء "نقاشات معمّقة".

وبعد لقائه شي جينبينغ، اجتمع شولتس مع نظيره الصيني لي تشيانغ وفق ما أوردت "شينخوا"، ويتوقع أن يجري لقاء مع لجنة اقتصادية ألمانية-صينية ويعقد مؤتمر صحافيا في ختام الزيارة.

وتأتي زيارة شولتس للصين في وقت بدأت العديد من الأطراف الغربية الحليفة لبرلين، تحقيقات بشأن إجراءات صينية مرتبطة بمجال التجارة.

وشرعت بروكسيل في تحقيقات بشأن حزم الدعم الحكومية الصينية لشركات صناعة ألواح الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح. من جهتها، تحقق الولايات المتحدة في مخاطر التكنولوجيا الصينية في السيارات على الأمن القومي للبلاد.

وأصبح موضوع "الحد من المخاطر" محوريا في السياسة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي تجاه الصين بعدما أظهرت الحرب الروسية في أوكرانيا مدى اعتماد الكتلة على موسكو في مجال الطاقة.

لكن الرئيس الصيني شدد لشولتس الثلثاء على أن "سلاسل الصناعة والتوريد للصين وألمانيا متجذرة بعمق، واحدة في الأخرى" وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية.

وأشار إلى أن "صادرات الصين من السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية... لم تدعم العرض العالمي وتخفف من ضغط التضخم العالمي فحسب بل قدمت أيضا مساهمات كبيرة في الاستجابة العالمية لتغير المناخ".

وأضاف شي "التعاون المفيد للجانبين بين الصين وألمانيا ليس +مخاطرة+ بل ضمان لاستقرار العلاقات الثنائية وفرصة لصنع مستقبل".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium