النهار

الدانمارك: السيطرة على حريق ضخم في المبنى القديم لبورصة كوبنهاغن
المصدر: أ ف ب
الدانمارك: السيطرة على حريق ضخم في المبنى القديم لبورصة كوبنهاغن
دخان يتصاعد من مبنى بورصة كوبنهاغن القديمة في كوبنهاغن (16 نيسان 2024، أ ب).
A+   A-
أعلنت أجهزة الطوارئ الدانماركية، الثلثاء، أن الحريق الذي اجتاح المبنى التاريخي لبورصة كوبنهاغن القديمة الذي يعود بناؤه إلى القرن السابع عشر وأدى إلى انهيار برجه الشهير بات "تحت السيطرة".

ووسط أعمدة النار والدخان الأسود انهار البرج البالغ طوله 54 مترا الثلثاء في الشارع أسفل مبنى بورسن الذي كان يخضع لأعمال ترميم.

وبعيد الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي أعلنت أجهزة الإطفاء السيطرة على الحريق.

وقال مدير أجهزة الطوارئ ياكوب فيدستيد أندرسن في مؤتمر صحافي إن "الحريق بات تحت السيطرة إلى حد نتعامل معه في هذه اللحظة مع ما نسميه الإطفاء النهائي".

وأضاف أن نحو نصف المبنى احترق بشكل أو بآخر.

وفي وقت سابق وقف شهود عيان يتابعون بتأثر أكثر من 100 عنصر إطفاء يكافحون النيران سعيا لإنقاذ المبنى.

وقالت إليزابيث مولتكه (45 عاما) وهي من السكان المحليين وهي تشاهد الحريق "هذه نوتردام الخاصة بنا. هذا كنز وطني".

وأضافت مولتكه "العديد من اللوحات الدانماركية القديمة الأصلية موجودة هناك. زرت المكان عدة مرات، وهو مبنى رائع لذا أشعر بالتأثر".

وقالت رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن لإذاعة دي آر العامة "يؤلمنا جميعا أن نرى مبنى بورسن بوسط كوبنهاغن تندلع فيه النيران. إنه إرث ثقافي مشترك".

وأسفت فريدريكسن "لاحتراق مئات السنوات من التاريخ".

وقال ملك الدانمارك فريدريك العاشر في بيان إن البلاد استفاقت على "مشهد حزين".

وأضاف أن "جزءا مهما من إرثنا المعماري احترق ولا يزال يحترق".

اندلعت النيران قرابة الساعة 7,30 صباحا بالتوقيت المحلي (05,30 ت غ) تحت السقف النحاسي للمبنى المشيد من الطوب الأحمر، على ما قالت أجهزة الطوارئ للصحافيين.

وبينما تصاعدت النيران وسحب الدخان من السطح، كانت عربات الإطفاء تحيط بالمبنى المغطى بالسقالات والأقمشة، والذي يضم حاليا غرفة التجارة الدانماركية.

والبرج التاريخي المنهار معروف بتصميمه المتميز بذيول متشابكة لأربعة تنانين، الفكرة منها حماية المبنى من الأعداء والنيران، وفقا لغرفة التجارة الدانماركية.

وقالت أجهزة الانقاذ الدانماركية إنها لا تستطيع "ضمان" إنقاذ واجهة المبنى.

وقال مدير أجهزة الطوارئ ياكوب فيدستيد أندرسن للصحافيين إن "الواجهات لا تزال قائمة لكنها بدأت تنهار مع احتراق المبنى".

أضاف "نبذل كل ما بوسعنا لحماية الواجهات، لكن لا نستطيع تقديم أي ضمانات".

- مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية -
صرح ياكوب فيدستيد لوكالة ريتزاو للأنباء إن "السقف نحاسي ومن المستحيل الوصول تحت السقف، لذا كان أمام الحريق متسع من الوقت ليزداد شدة".

بنيت بورصة كوبنهاغن، القريبة من قصر كريستيان بورغ مقر البرلمان والحكومة، بأمر من الملك كريستيان الرابع بين عامي 1619 و1640، ما يجعلها واحدا من أقدم المباني في المدينة.

يضم المبنى مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، ويخضع لأعمال تجديد في الذكرى ال400 لتشييده.

وكتب وزير الثقافة الدانماركي ياكوب إنغل شميدت على منصة إكس "صور مروعة تردنا من مبنى البورصة هذا الصباح. أربعمئة سنة من الإرث الثقافي الدانماركي تحترق".

وأعادت المشاهد إلى الأذهان كارثة حريق كاتدرائية نوتردام في باريس، التي أتى عليها حريق قبل نحو خمسة اعوام. ودمرت النيران برجها.

وحاول شهود عيان في كوبنهاغن حبس دموعهم وهم يشاهدون الكارثة.

وقال الموظف في غرفة التجارة الدانماركية كارستن لوندبرغ "أعجز عن التعبير .... إنه مبنى عمره 400 عام نجا من جميع الحرائق الأخرى التي سوت كوبنهاغن بالأرض".

- صرح تاريخي -
وكتب وزير الثقافة الدانماركي ياكوب إنغل شميدت على منصة إكس "صور مروعة تردنا من مبنى البورصة هذا الصباح. أربعمئة سنة من الإرث الثقافي الدانماركي تحترق".

وأظهرت مشاهد من مكان الحريق العديد من الأشخاص يحملون أعمالا فنية.

واستُدعيت قوات من الجيش الدانماركي لتقديم المساعدة وخصوصا على إنقاذ أعمال فنية.

وذكرت غرفة التجارة في منشور على منصة إكس "نعمل بجهد حاليا على إنقاذ أعمالنا الفنية التاريخية من بورسن.

ونقلت اللوحات القيمة في المبنى بسرعة إلى متحف الدانمارك الوطني.

وقالت رئيسة بلدية كوبنهاغن صوفي هيستروب أندرسن من أمام المبنى المحترق إن المدينة وغرفة التجارة الدانماركية كانتا قد قررتا محاولة ترميم المبنى، لكن التفاصيل بما فيها التمويل ستُقرر لاحقا.

وأكدت للصحافيين أن "هذا جزء من قصة مبنى مدينتنا، قصة لا يمكننا أن نتركها في بحر من النيران، وبالتالي سنبذل كل ما في وسعنا لإعادة بنائها".

وفي مواقف مماثلة قال أنغل شميدت إنه سيبذل "كل ما بوسعه حتى يرتفع البرج مرة أخرى فوق كوبنهاغن".

وأعلنت الشرطة أنها أغلقت أجزاء من وسط المدينة في إطار جهود مكافحة الحريق.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium